العدسة – معتز أشرف:

“الكفيل” و”المواجهة القادمة ” و”كرة القدم” و”القضاء”… أربعة أسباب تحالفت مؤخرًا لتؤكد قرب انتهاء الحصار الجائر المفروض على قطر.

“العدسة” رصد بعض المؤشرات التي ظهرت في الأيام الأخيرة لتقول: “كفى للحصار وكفى للمؤامرة”.

كفيل دول الحصار!

تعليمات الكفيل الأمريكي لدول الحصار، كانت واضحة في الفترة الماضية، وأخذت لغة أكثر صرامة لإنهاء الحصار في الأيام الأخيرة، ما يعزز فرص إنهاء الإجراءات غير الإنسانية ضد قطر، بحسب مراقبين.

وفي نهاية أبريل الماضي كانت أولى المؤشرات عندما طالبت أمريكا السعودية بإنهاء الحصار على قطر، وفق ما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في سياق رصد زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، للسعودية في ذلك الوقت.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أنّه “وفيما تدرس السعودية حفر خندق على طول حدودها مع قطر، وإلقاء نفايات نووية بالقرب منها، وصل وزير الخارجية مايك بومبيو إلى الرياض، في أول رحلة خارجية له، حاملًا رسالة بسيطة مفادها: كفى”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية، أن “الصبر على ما تعتبره واشنطن “شجارًا صبيانيًا” داخل مجلس التعاون الخليجي بدأ ينفد”، مشيرة إلى أن بومبيو أبلغ وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن “الخلاف يجب أن ينتهي”.

وحسب الصحيفة، فإن “الحملة الساحرة” التي شنتها قطر على واشنطن خلال زهاء 11 شهرًا منذ بدء الحصار، وأنفقت عليها ملايين الدولارات، قد أتت بثمارها، عندما عقد الأمير تميم بن حمد آل ثاني اجتماعًا في البيت الأبيض مع ترامب عبّر خلاله الرئيس الأمريكي عن دعمه القوي للدوحة.

 

 

 

وفي 15 مايو الماضي في لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، أكّد الأول رغبة الرئيس دونالد ترامب في رؤية تخفيف للنزاع الخليجي وحلّ الأزمة الخليجية في نهاية المطاف، وأن يدخل جميع أطراف الخلاف في “حوار بنَّاء” قبل عقد القمة الأمريكية الخليجية.

وفي 10 يوليو الجاري بحث بومبيو مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ونظيره الإماراتي عبدالله بن زايد ذات القضية، وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أنَّ بومبيو بحث مع الجانب الإماراتي الأزمة مع قطر، وأكَّد أهمية تسوية الأزمة معها.

ولكن أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، سجل رجع الصدى للقاء سريعًا، ما يشي بتغيير في أجندة الإمارات قد يكون قريبًا تجاه قطر؛ حيث أكد أن اللقاء “كان مميزًا ومثمرًا”. وتابع قائلًا عبر حسابه الرسمى بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”: “اتفاق وتوافق حول كافة الملفات المطروحة، شراكة تاريخية تتعمق”.

مواجهة ايران!

مواجهة إيران هي أولوية مُلِحّة للأمريكان في المنطقة، وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإنّ واشنطن تنظر إلى مواجهة إيران وإحلال الاستقرار في العراق وسوريا، وهزيمة فلول داعش، وإخماد الحرب الأهلية الكارثية في اليمن، على أنها أولويات ملحة، ولا يمكن معالجتها بشكل كامل دون استجابة عربية موحدة وأكثر قوةً عبر إنهاء الحصار على قطر.

كما تأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في زيارة ولي عهد أبو ظبي الأخيرة في هذا السياق أيضًا؛ حيث قال: ترامب يأمل بأن يعمل الشركاء الخليجيون بشكل مشترك، ما سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة وسيسمح بالتصدي لتصرفات إيران التي تزعزع الاستقرار”.

الترتيب الأمريكي في الخليج يتوازى مع تحرك آخر لواشنطن في أوروبا، أسفر عن إعلان مشترك بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عن اتفاقهما على مواصلة الجهود للحدّ من أنشطة إيران بالمنطقة، ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية، وهو ما يعني أنَّ مواجهة إيران تشغل بال البيت الأبيض، ولن تجعل للشركاء فرصة للشجار، كما قالت التصريحات في وقت سابق.

شارة المونديال

ويرى البعض أن تسليم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شارة تنظيم كأس العالم 2022 إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وإن كان إجراءً بروتوكوليًا، ولكنه يؤكد النجاح القطري في اجتياز اختبار الحصار بجدارة دون عرقلة أي إجراءات حازتها في وقت سابق، ومنها تنظيم المونديال.

وكانت رسالة الأمير تميم واضحة في إطار كسر الحصار وتمهد له، حيث أكّد من الكرملين الروسي، أنَّ مونديال 2022 “بطولة لكل العرب”، ووعد بنجاح النسخة المقبلة، قائلًا: “نعِدكم بنجاح كأس العالم 2022، وثقتنا كبيرة بالشباب العربي لإنجاحه”.

 

 

واخترقت كرة القدم في وقت سابق الحصار، ويتوقع بحسب مراقبين، أن تكون سببًا في كسره ففي مطلع العام الجاري قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن الأندية السعودية والإماراتية ستواجه نظيراتها القطرية بدوري أبطال آسيا في مباريات الذهاب والعودة على أرض كل من الجانبين، وليس في دول محايدة، وهو ما اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية “دليلًا على اختراق الحصار وكسره نظرًا إلى أن المقاطعة تتضمن حظرًا كاملًا على السفر من وإلى قطر برًا أو بحرًا أو جوًا، فإنّ الاتحاد عمليًا أمر الفرق السعودية والإماراتية، التي ستواجه خصومها القطريين بتجاهل الحظر من أجل البقاء في البطولة”.

تراجع بحريني!

ومع استمرار صمود الدوحة، وعدم التنازل عن ثوابتها، تراجعت البحرين وهي الابنة الصغرى للسعودية، بحسب ما يرى البعض، عن المواجهة عبر حكم قضائي صادر عن مؤسسات تعرف عالميًا بالتسييس في دلالة على انتصار قطري وقرب تسوية في الأفق.

القضاء البحريني في هذا السياق أسقط في الخميس 21 يونيو 2018 تهمة التخابر مع دولة قطر عن عالم الدين البحريني الشيخ علي سلمان، زعيم حركة الوفاق أبرز قوى المعارضة في المملكة واثنين من مساعديه، وبرّأهم من هذه التهمة، في حكم يعد نادرًا، بحسب وصف وكالة الأنباء الفرنسية، خاصة أن النيابة العامة وجهت للثلاثة تهمة “التخابر مع دولة قطر” من أجل “القيام بأعمال عدائية داخل مملكة البحرين والإضرار بمركزها الحربي والسياسي والاقتصادي ومصالحها القومية والنيل من هيبتها واعتبارها في الخارج”.