عادةً ما يحاول الملوك والرؤساء ضمان ولاء الحاشية المقربة منهم، فيغدقون عليهم بالمال والهدايا، ويمنون عليهم بصلاحيات واسعة تضمن نفوذهم، كل هذا في مقابل الطاعة والخدمة، وفي حالتنا هذه أعلنها صراحة ” أنا الخادم المطيع لسيدي الملك وولي عهده” إنه المستشار السابق في الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية سعود القحطاني.

القحطاني عرف بعدة أسماء مستعارة استخدمها في الكتابة في الصحف خلال قصة سعودية لكن الأسم الأبرز الذي أطلق عليه هو لفظ “دليم”  والتي تعني الخادم الذي يقوم بالأعمال التي يأنف سيده القيام بها، وكان كذلك.

بيد أنه قام بكل الأعمال الإجرامية الذي أبى محمد بن سلمان أن يقوم بها بنفسه من قتل وتقطيع وخطف وتجسس وتشهير بالعلماء والمفكرين علاوة عن الزج بالسجون وتعذيب المعارضين السياسيين مثل المعتقلة لجين الهذلول الذي قام بتعذيبها بنفسه قبل أن يهددها بالقتل.

أما في الآونة الأخيرة فقد تواردت أنباء عن عودة محتملة لسعود القحطاني للعمل في الحكومة بعدما أعفي من منصبه قبل سنوات جراء قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية والتي أشرف عليها القحطاني بشكل كامل عبر تقنية الفيديو.. فكيف كانت قصة صعوده ولماذا يعد القحطاني يد محمد بن سلمان الإجرامية الملطخة بالدماء؟!.

صعود سريع 

ولد سعود القحطاني عام 1978 في قبيلة تدعى الوهابة وهي التي جمعت أفرادها علاقات جيدة مع العائلة المالكة، تخرج من كلية القانون بجامعة الملك سعود وأنهى دراسة الماجستير من جامعة نايف للعلوم الأمنية.

عمل في جامعة الملك فيصل ثم انتقل سريعاً للعمل في الديوان الملكي وهو في الثلاثين من عمره، ولعل قصة وصوله سريعاً حملت معاها قدر كبير من التشهير بالعلماء والدعاة والمفكرين، وقد كشفت تقرير عن ضلوعه في إنشاء منتديات لمهاجمتهم.

قبل رواج مواقع التواصل الإجتماعي عمل القحطاني على إنشاء منتديات تحت أسماء مستعارة تحمل وتروج لأفكار الليبرالية المتطرفة وتهاجم التقاليد بالمملكة العربية السعودية، وقد استغل القحطاني وهو موظف بالجامعة علاقاته بالحكومة لمعرفة القرارات التي من المتوقع صدورها ويقوم نشرها على الموقع لجذب أكبر عدد ممكن من المتابعين.

تلك الأفكار جعلته مقرب أكثر من الملك سلمان الذي استلم الحكم بعد وفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز، ليحمل سعود القحطاني حقيبة الذباب الإلكتروني فيما بعد ليسهل الطريق إعلامياً لصعود محمد بن سلمان.

مجرم آل سعود 

كشفت وكالة رويترز في تقرير عام 2018 عن حيثيات مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة العربية السعودية، حيث أكدت أن 15 شخصاً كان بانتظاره داخل مكتب القنصل السعودي، وطالبوه بالعودة معهم إلى المملكة وهو ما رفضه جمال خاشقجي.

ما استدعى الفريق الأمني للاتصال بمدبر العملية وهو سعود القحطاني الذي تحدث إلى خاشقجي وقام بسبه ثم قال لأحد المتواجدين “أحضر لي رأسه” ومن ثم بدؤا بقتله وتقطيع جثته.

هذه ليس الحادثة الأولى له بل أن بعض التقارير أثبتت أنه قام بضرب وتعذيب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عندما كان في المملكة لإجباره على الاستقالة، وتخطت أعماله القذرة خارج حدود السعودية حيث أمر باختطاف أحد المعارضين من دولة الأردن يدعى فهد البتيري.

سعود القحطاني أشرف على تعذيب الامراء الذين احتجزوا في فندق الريتز من أجل الاستحواذ على أموالهم لصالح ولي العهد محمد بن سلمان، كما أنه يشرف على تعذيب الشخصيات الهامة في السجون بنفسه.

الخلاصة أن سعود القحطاني هو يد محمد بن سلمان الإجرامية الملطخة بالدماء، حيث أنه قام بقتل وتشريد المعارضين واختطافهم لصالح الأمير، وسخر كل إمكانيات المملكة من أجل تحسين صورة ولي العهد والهجوم على المعارضين وتشويههم .

اقرأ أيضاً : محمد بن سلمان.. من وزير دفاع فاشل إلى رئيس وزراء المملكة!