شهدت مفاوضات اللجنة الدستورية السورية في جنيف ،أمس الخميس، توترات وتعثرات، مع تشكيك وفد المعارضة السورية في نوايا وفد النظام السوري الذي يستمر في إضاعة الوقت ويتجنب الحديث حول القضايا الرئيسية، مما قد يدفع بالمفاوضات إلى تعليقها، وذلك بحسب الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية ،عضو اللجنة الدستورية الموسعة، يحيى العريضي.

 

وأضاف العريضي أنه إذا استمر وفد النظام بهذا الشكل لابد من حصر المسؤولية عن التعطيل وتسمية النظام بوصفه الطرف المعطل، من خلال عدم التزامه بجدول الأعمال ومخالفة ما تم الاتفاق عليه.

 

وأكد المتحدث باسم الهيئة على أنه إذا حدث تعليق للمفاوضات، فسيكون ذلك انطلاقاً من أمرين: الأول تحديد المسؤول عن التعطيل، وهو النظام، والثاني أن من سيقوم بإعلان التعليق هو الأمم المتحدة.

 

وأشار أنه “ما تم الاتفاق عليه قبل بدء الجولة هو جدول أعمال واضح المعالم للحديث في مبادئ دستورية والدخول بكتابة الدستور، أتى وفد سوريا واستمر بما كان يفعله بالجولات السابقة”.

 

في المقابل علق المكتب لوفد المعارضة السورية في جنيف، أن هذا الموقف لم يصدر عن رئيس الوفد هادي البحرة، وأن الأخير هو من تعود إليه مسؤوليّة اتخاذ مثل هكذا قرارات وحتى الآن وفد الهيئة منخرط بالحوار ضمن جدول الأعمال المحدد لهذه الدورة.

 

من جانبه قال الكردي، عضو اللجنة الدستورية السورية أن النظام السوري لا يزال يرفض الانخراط الحقيقي في أعمال اللجنة المعنية بمناقشة المبادئ الدستورية، ويحاول أن يظل في إطار المماحكات والمناكفات، بعيدا عن العمل التقني لصياغة الدستور.

 

وأوضح أن “المعارضة السورية لم تقدم في اجتماعات جنيف مسودة دستور كاملة وإنما 10 مواد دستورية منضبطة الصياغة، لكن النظام رفض مناقشتها من الأساس، رغم أن جدول أعمال الجولة الخامسة يتركز على إقرار مبادئ الدستور الأساسية”.

 

وفي سياق متصل، أعلنت مجموعة أستانة التي تضم روسيا وإيران وتركيا، عن دعمها الكامل لاجتماعات اللجنة الدستوريّة السوريّة المصغرة، مؤكدةً على ضرورة أن يحكم أعمال هذه اللجنة خلال اجتماعاتها في جنيف، شعور بالحل الوسط والمشاركة البناءة دون تدخل أجنبي أو جدول زمني مفروض من الخارج، بهدف التوصل إلى اتفاق بين أعضائها.

 

ويشار إلى أن مدينة سوتشي الروسية ستستضيف الاجتماع الخامس عشر في يومي 16 و17 فبراير القادم ضمن اجتماعات مسار استانة الذي ترعاه تركيا وروسيا وإيران.

 

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأممي في نهاية هذه الجولة – التي من المفترض أن تنتهي اليوم الجمعة – مؤتمراً صحافياً يتحدث فيه عن النتائج وإمكانية تحديد موعد للجولة المقبلة، كما يتوقع أن يعقد رئيسا الوفدين الحكومي أحمد الكزبري والمعارض هادي البحرة، مؤتمرين صحافيين منفصلين للتعليق على أعمال هذه الجولة.