العدسة –ياسين وجدي:

بوق إعلامي فاشل ، يتترس بصلات عائلية مركزها في مناصب عليا في الإمارات ، ولأن العرق دساس فامتدادته مع الكيان الصهيوني ظاهرة وغضبه واضح ضد قطر .

“غانم نسيبة” الذي يقدم نفسه أحيانا بأنه باحث أو محلل اقتصادي أو رئيس حملات اجتماعية تناهض معاداة السامية ، المهم أن يكون في الخارطة الإماراتية في العبث بالمنطقة خاصة فيما يخص الحصار على قطر ، وفق ما يرصد المراقبون.

“العدسة” يسلط الضوء على البوق الفاشل وأجندته والتي يبدو أنها ستتأخر كثيرا مع التغيرات المرتقبة في المنطقة.

خادم في البلاط الإماراتي!  

غانم نسيبة ، اسم بارز في بلاط ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ، ويعدّ رأس حربة في حملة التحريض التي تطال قطر منذ بدء الحصار عليها في يونيو 2017 ، يترجم المشروع الإماراتي في المنطقة حاليا عبر تقويض الربيع العربي وملاحقة الإسلاميين خاصة جماعة الإخوان المسلمين مع خلط الإسلام بالإرهاب والتطاول على العلماء والدعوة إلى علمنة الأنظمة الحاكمة في المنطقة.

 

 

يصف “غانم نسيبة” نفسه بمؤسس شركة ينسب إليها لفظ “العالمية”، وهي : شركة حجر الزاوية “كورنرستون” العالمية للاستشارات الاستراتيجية ، والتي اتخذها ستارا بحسب المراقبين للخروج تحت لافتة اسمها للحديث بصفة باحث خاصة في قناة “سكاي نيوز” والتي لها علاقة معروفة بالإمارات ، كما يصف نفسه بأنه رئيس حركة المسلمين ضد اللاسامية في تواز مع الحملة الصهيونية التي تحاول ابتزاز العالم بمعاداة السامية.

حسابه الرسمي على موقع التغريدات القصيرة “تويتر” يكشف سريعا عن جدول أجنداته ومعاركه اليومية ، فهو يركز على تشويه قطر ، ويضرب في الإخوان ويربط بينهم وبين العنف والإرهاب ، ويتربص بالدعاة المعتدلين في المنطقة ، ويحاول أن يلصق بهم أعمال العنف ، وزعم قبل أيام أن رئيس اتحاد علماء المسلمين يوسف القرضاوي معاد للسامية ومؤيد للعنف ، وهي الاتهامات الخاطئة ، والمعروفة سياقها بحسب المتابعين الذين يصفونه بأنه منصة إماراتية للتحدث بالنيابة عن أكاذيبها.

 

 

برز اسم”غانم نسيبة” في خطة الإمارات الفاشلة لسحب تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 من قطر ، حيث أصدر تقريرا بعنوان ” قطر تحت المجهر: هل كأس العالم لكرة القدم 2022 في خطر؟”، واصفا التقرير بالسري قبل أن يسلمه إلى هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” لتعلن الكثير من المغالطات التي نفتها قطر وردت عليها جملة وتفصيلا.

ويصف “نسيبة” قطر عادة بأنها “منظمة إرهابية يحكمها غسل أموال إرهابيين إسلاميين”، دون أن يقدم دليلا على اتهاماته ورغم أنه كان ضيفا على منصات شبكة الجزيرة من الدوحة لفترة ، كما يتجاهل الكثير من القرائن على تمويل الإمارات والسعودية لحركات الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، ويبدو أن دوره في الملف الإماراتي في المنطقة مرتبط بشدة مع “خالد الهيل” والذي نصّب نفسه زعيما لما يسمى ” المعارضة القطريّة في الخارج”، فضلا عن محاربة “إيران “ إعلاميا.

 

 

أحيانا أخرى يصف نفسه بأنه محللا اقتصاديا رغم أنه مهندسا مدنيا بحسب شهاداته ووصفه موقع “قطريليكس” المعروف بصلته بدوائر الحصار على قطر ، بأنه ” المحلل الاقتصادي البارز “!!.

ظهره في أبو ظبي !!

ومن أركان عائلته :  “زكي نسيبة”، الذي شهد التشكيل الوزاري للحكومة الاتحادية في أكتوبر 2017  تعيينه بمنصب وزير دولة ضمن مناصب وزارية جديدة للتعامل مع مجموعة من الملفات المستقبلية إضافة إلى بعض التعديلات الهيكلية ضمن مسعى الحكومة لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة التي سيكون عنوانها تكنولوجيا المستقبل ومهارات المستقبل وكوادر الوطن المستقبلية بحسب ما نشرت صحيفة البيان الإماراتية الرسمية.

 

ويربط مراقبون بين “زكي نسيبة” وبين “غانم” خاصة أن الأول شغل مناصب مهمة متصلة بصياغة الأفكار الإماراتية في فترة المواجهة مع الربيع العربي منذ 2011 حتى تاريخه ، حيث تولى منصب مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، ويعتبر من الشخصيات التي تنقلت بين العديد من الوظائف والمناصب الإعلامية والبحثية، قبل أن يصبح مدير المكتب الإعلامي في ديوان رئيس الدولة !!.

ويصفه الإعلام الإماراتي بأنه صاحب المسيرة المهنية الإعلامية الزاخرة، وحصل على الكثير من الأوسمة والجوائز ويحظى بدعم واضح من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وفق ماهو متواتر ، وهو ما يجعل منه سلم واضح لابن عائلته “غانم نسيبة ” الذي لا يملك مقومات الصعود في بلاط ولي عهد أبو ظبي ومنصاته الإعلامية بقدر ما يملك من صلة قرابة بالوزير “زكي نسيبة”!.

ضف إلى ذلك سفيرة ومندوبة دائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة ، التي تقود حملة الأكاذيب باسم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ، في الأمم المتحدة ، منذ سبتمبر 2013 وزعمت في آخر تصريحاتها حول اليمن أن “التحالف ملتزم بأداء دوره الإنساني في اليمن”.

 

العرق دساس !

اهتمامات “غانم نسيبة” باللاسامية وتوزيعه الاتهامات بمعاداة السامية على خصومه، يبدو أن لها أصل في العائلة ، فمن أركان عائلة “غانم نسيبة” : الدكتور سري نسيبة رئيس جامعة القدس في الفترة الفاصلة بين ( 1995 – 2014 )، والذي كرر في تصريحات صحفية مؤخرا دعوته الى إسقاط حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بحماسة أكثر من قبل.

 

سري نسيبة كذلك هو مستشار “مجلس العلاقات الخارجية ” أحد أبرز قيادات المنظمات الماسونية في العالم التي تأسست عام ١٩٢١ على يد عدد من الأسر اليهودية الثرية في أمريكا ، كعائلة روكفلر وعائلة مورغان وعائلة واربيرق وعائلة برنارد باروخ وغيرهم .

ووالد سري نسيبة ، عرف بأنه يضع مصلحته الشخصية فوق كل شيء ، كما أنه دائم النصح لابنه سري باتخاذ رفاق من اليهود ، وأرسله إلى إحدى القرى الصهيونية  في صغره ، كما أصر على أن يتعلم ابنه اللغة العبرية، وقيل عن سري أن علاقاته مع اليهود في جامعتي أوكسفورد وكامبردج أكثر عمقا من علاقاته مع العرب أثناء دراسته في هاتين الجامعتين.

وقاد خلال ترأسه جامعة القدس عام ١٩٩٥ حملة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ولم يتركها إلا وقد تهودت بالكامل ، حيث ربطها باتفاقيات وارتباطات وشراكات مع جامعات صهيونية ، حتى جامعة برانديس في أمريكا ، وهي جامعة صهيونية، والتي وقع سري نسيبة مع رئيسها يهودا راينهارتس اتفاق شراكة، ولم يكتف بهذا ، فقد دان موقف نقابة المحاضرين البريطانيين ، عندما قاطعت الجامعات الصهيونية على مواقفها المنحازة للاحتلال الصهيوني.

كما حاول سري نسيبة تغيير إسم جامعة القدس وشعارها المزين بقبة الصخرة ، وفشل ، وقدم مبادرة من أجل حل القضية الفلسطينية ، بالاشتراك مع عامي أيلون المدير الأسبق للشين بيت ، وهي المبادرة التي تضمنت انتهاكات وتنازلات عن حقوق مقدسة للشعب الفلسطيني قبل أن يتراجع عنها مؤخرا لكن مع إقراره بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وبحسب تقارير عربية فإن  “آل نسيبة ” بدءا من أنور نسيبة و زكي نسيبة وابنته لانا لها دورها في التطبيع مع الصهاينة ، وهنا يمكن فهم حملة “غانم نسيبة” من الدفاع عن اللاسامية كثيرا، فهو أحد أركان الدفاع عن الكيان الصهيوني.