تتواتر الأنباء حول ضبط كميات هائلة من المخدرات وخاصة “الكبتاغون” في المملكة العربية السعودية، التي أصبحت سوق خصبة لتجارة المواد المخدرة لتفشي حالات الإدمان بين فئات الشعب.

كما صدرت تقارير عديدة من عدة مجلات وصحف عالمية أهمها فورين بوليسي وشبكة سي إن إن تتحدث عن أن المملكة العربية السعودية أصبحت عاصمة المخدرات الأولى في منطقة الشرق الأوسط.

حيث أنه حدث تنوع في طريقة دخول المخدرات إلى البلاد وحدثت طفرة في كميات المخدرات المضبوطة، فكيف تحولت السعودية من بلاد الحرمين إلى بلاد الكبتاغون والمخدرات؟ وعلما استندت تلك الصحف في حكمها على السعودية وتصنيفها لها؟ وهل تتحمل الإدارة السعودية المسؤولية عن تفشي المخدرات في البلاد؟!.

 

الكبتاجون

تفشت حالات إدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة وخاصة مادة تسمى “الكبتاجون” وهي الإسم التجاري لمادة فينيثايلين التي تعد منشطة للجهاز العصبي المركزي، لكنها لها أضرار عظيمة حيث أنها تؤدي إلى أمراض قلبية وارتفاع ضغط الدم.

وقد استفحلت تلك التجارة بشكل غير مسبوق في منطقة الشرق الاوسط، وأصبحت تقدر بـ 5.7 مليار دولار في عام 2021، وازدادت بنحو الضعف عن عام 2020 والتي بلغت به 3.5 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن التقارير الصادرة بحق ذلك النوع من تجارة المخدرات، أكدت أن منبعها الأصلي هو سوريا ثم أفغانستان، فإن المملكة العربية السعودية تعد المستهلك الأول له في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لحجم الكميات المضبوطة المأهول بالمملكة والذي يدل على أن حجم الكميات غير المضبوطة أكبر بكثير.

 

كميات كبيرة 

منذ أقل من أسبوع ضبط السلطات السعودية أكبر عملية لضبط المخدرات في تاريخها، حيث أنها عثرت على ما يقرب 47 مليون حبة أمفيتامين في شحنة دقيق بالعاصمة الرياض.

كما أن السلطات لم تصرح عن مصدر تلك الشحنة المضبوطة والتي تحمل شعار الكبتاجون، والذي يباع في السعودية ب 10 دولار إلى 25 دولار للحبة الواحدة وبالتالي فإن تلك الشحنة المضبوطة تصل قيمتها إلى 1.1 مليار دولار، ما جعل شبكة “سي إن إن” أن تصنف المملكة بعاصمة المخدرات في الشرق الأوسط.

جدير بالذكر أن شبكة سي إن إن لم تكن الأولى التي صنفت السعودية بعاصمة المخدرات، بل صنفتها مجلة فورين بوليسي بذلك بعد ضبط ثلاث عمليات متتالية كبيرة في الرياض.

وقالت المجلة أن “عمليات إفراغ الكبتاغون داخل السعودية باتت شأنا عاديا، إذ تشير الأبحاث إلى أن الحبوب صغيرة الحجم وسهلة الصنع، يتم إنتاجها بكميات كبيرة في سوريا ولبنان وتصديرها إلى السعودية التي تعد سوقاً مربحاً وضخماً للاستهلاك” بحسب المجلة.

والحقيقة أنه تنوعت طريقة تهريب ذلك المخدر إلى الرياض، فيحسب التقارير الصادرة عن الحكومة فقد تم العثور على 500 كيلوغرام العام الماضي في شحنة معكرونة. 

ولم تلبث السلطات أن أعلنت عن 300 مليون حبة داخل شحنة هيل، ثم أعلنت مصادرة 4 ملايين حبة كبتاجون داخل أكياس قهوة، علاوة على ذلك فإن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة “UNODC” أن أكثر من نصف كميات البنتاغون المضبوطة في الشرق الأوسط بين عامي 2015 و 2019 كانت في المملكة 

الخلاصة أن تقصير السلطات خلال الأعوام الماضية جعل من بلاد الحرمين بؤرة لتجارة أحد أخطر المخدرات والذي يدعى الكبتاغون ولاذي يؤثر على الشباب بشكل مباشر، وهذا ما أثر على سمعة المملكة التي صنفت بعاصمة المخدرات الأولي في الشرق الأوسط.

 

اقرأ أيضاً : مخدر الكبتاجون .. السعودية المستهلك الأكبر .. ونظام الأسد وحزب الله المنتج الرئيسي