باسم الشجاعي

يقوم ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، بجولة خارجية هي الأولى من نوعها منذ اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي”، داخل قنصلية المملكة في مدينة اسطنبول التركية مطلع أكتوبر الماضي.

وعلى الرغم من الترحيب الرسمي بولي العهد، ولكن على المستوى الشعبي قوبلت برفض قاطع، ماعدا دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بدأ بها “بن سلمان” جولته الخارجية.

ووصل ولي العهد السعودي في وقت لاحق مساء “الخميس” الماضي إلى الإمارات، وكان في استقباله ولي عهد أبو ظبي الامير”محمد بن زايد”.

ومن المتوقع أن يزور “بن سلمان” 10 دول من بينها مصر وتونس، قبل توجهه إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين نهاية الشهر الجاري.

ويسعى ولي العهد السعودي لاحتواء تداعيات مقتل “خاشقجي”، وكسر محاولات فرض عزلة دولية عليه بعد اتهام تركيا له بالتورط في مقتل الصحفي السعودي.

وتهدد قضية “خاشقجي” بالإضرار بالعلاقات بين الغرب والسعودية، وربما تشجع الحكومات الغربية على فرض عقوبات على الرياض.

ففي مصر رفض ناشطون، زيارة ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، إلى القاهرة؛ حيث دشنوا وسم “زيارة المنشار عار” على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر الناشطون، زيارة “المنشار”، نسبة إلى ما جرى مع “خاشقجي”، إلى القاهرة، هي استمرار لتلاقيه مع “عبدالفتاح السيسي” الذي وصفوه هو الآخر بـ”السفاح”.

وقال الناشطون، إن زيارته إلى مصر، هدفها الحصول على “جرعة من التطبيل لرفع معنوياته”، بعد الهجوم الدولي والاتهامات التي وجهت إليه بمقتل “خاشقجي”.

وفي تونس، تستعد مجموعة الـ”الخمسين محامي للدفاع عن الحريات والتصدي للانحراف بالسلطة”، لتقديم دعوى قضائية لمنع ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” من زيارة تونس المقررة في 27 من الشهر الجاري، على خلفية جريمة اغتيال الصحفي السعودي، “جمال خاشقجي”.

وبدوره، هاجم نقيب الصحفيين التونسيين، “ناجي البغوري” عبر صفحته بـ”فيسبوك” زيارة ولي العهد السعودي، معتبرا أن “دم خاشقجي لم يبرد بعد، القاتل بن سلمان لا أهلا ولا سهلا بك في بلد الانتقال الديمقراطي، تونس”.

وقالت نقابة الصحفيين التونسيين، في رسالة وجهتها إلى الرئيس التونسي “الباجي قايد السبسي”، إن الهدف من زيارة “بن سلمان” إلى تونس، المقررة الأسبوع المقبل، “تبييض سجله الدّامي على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، وأخرها جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي”، وفقا لنص الرسالة التي تناقلتها وسائل إعلام تونسية.

واختتمت النقابة رسالتها بالقول: “حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين، أن نتنازل عن مكاسبها، وفي مقدمتها سيادة القانون حرية الصحافة والتعبير، وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضا قاطعا، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا”.

ومن المنتظر أن يحتشد المئات أمام القصر الجمهوري بقرطاج بالتزامن مع حلول ولي العهد السعودي بتونس، بحسب ما أكده الناشط السياسي والقيادي السابق في حزب “حراك تونس الإرادة”، “طارق الكحلاوي”.