كشف الكتاب الجديد لصهر الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” ومستشاره، “جاريد كوشنر”، كواليس إنهاء الخلافات بين السعودية وقطر وبدء المصالحة الخليجية، وهي الأجواء التي سبقت قمة العلا في يناير/كانون الثاني 2021 بالمملكة.

وقال “كوشنر”، في كتابه، إن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” طلب منه مصالحته على أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”.

وأوضح “كوشنر” أن “بن سلمان” وافق على الفور على اقتراحه بالحديث مع أمير قطر هاتفيًا.

وقال كوشنر: “لقد أعجب محمد بن سلمان بأمير قطر شخصيًا وأراد إنهاء الخلاف”.

وأضاف”كوشنر” أنه سافر إلى قطرواتصل بولي العهد السعودي من غرفة اجتماعات داخل قصر أمير قطر.

 وقال: إن “محمد بن سلمان أكد لي خلال تلك المكالمة أنه صادق في مسعاه للمصالحة وأنه مستعد لتقديم تنازلات ووافق فورا على قناة تواصل بين وزير خارجية قطر والأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي بمشاركتي، ثم ذهبت للأمير تميم لأقترح عليه الحديث مع ولي العهد السعودي”.

وأشار “كوشنر” إلى صعوبات كادت أن تنهي صفقة الصلح في اللحظات الأخيرة، ومنها ما فعله الأمير “خالد بن سلمان”، حيث لم يخبر شقيقه ولي العهد بأن الأمير “تميم” طلب فتح الأجواء السعودية قبل موافقته على المشاركة في قمة العلا، واكتفى “خالد بن سلمان” بإبلاغ ولي العهد بأن “قطر طلبت إعادة التفاوض بعد أن جرى تسوية كل شيء”، وهو ما أدى إلى انهيار الصفقة بين البلدين في 3 يناير/كانون الثاني، قبل يومين من قمة العلا.

وروى “كوشنر” أنه كثف من جهوده لمنع هذا الانهيار، حيث اتصل بوزير الخارجية القطري الشيخ “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، وأبلغه بضرورة مجيء الأمير “تميم” لقمة العلا، ووعده بتسوية كل شيء هناك وأنه (الأمير تميم) سيعامل بأعلى درجات الاحترام، رغم انهيار الاتفاق، مردفا: “أبلغته بأن محمد بن سلمان وافق على فتح الأجواء وبعد 3 ساعات اتصل أمير قطر ببن سلمان وشكره على المرونة السعودية وأبلغه بمشاركته في العلا”.

واستمر التوتر حتى اللحظات الأخيرة، وفق “كوشنر” الذي قال إنه فوجئ باتصال من وزير الخارجية القطري “محمد بن عبدالرحمن”، بينما كانت طائرة الأمير تميم تستعد لدخول الأجواء السعودية، ليخبره الوزير القطري أنهم قرروا العودة بالطائرة إلى الدوحة، وأن “تغييرا طرأ في اللحظة الأخيرة على الاتفاق”.

ويصف “كوشنر” هذه اللحظة بـ”المريعة”، قائلا: “ركضت حينها مع وزير الخارجية الكويتي إلى محمد بن سلمان الذي أخذ الهاتف منا وذهب بعيدا ثم عاد وقال إن المشكلة حُلت”، مضيفا: “لقد أعطى كلمة وقرر القطريون أنه سيفي بها”.

ومثل مشهد استقبال ولي العهد السعودي لأمير قطر على سلم الطائرة لدى وصوله إلى مدينة العلا، في يناير/كانون الثاني 2021، بداية حقيقية للمصالحة الخليجية، حيث بادر “بن سلمان” باحتضان الأمير القطري وقال له: “نورت المملكة”.

اقرأ أيضا: نشطاء سعوديون: زيارة بايدن للسعودية شجعت بن سلمان على قمع المعارضة