“حولنا جائحة كورونا لفرصة وجنينا أرباحاً” بهذه الكلمات افتتح حديثه ياسر الرميان محافظ صندوق الثروة السيادي بالمملكة العربية السعودية في إحدى الخطابات بعام 2021، محاولاً كعادته تغطية الفشل الذريع لسيده محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

الرميان لم يغطِ على فشل سيده بهذا الخطاب فقط، بل إنه عمل كأداة طيّعة يمجد الأمير في الإعلام والعلن ويتمم له الصفقات المشبوهة في أروقة القصور بالخفاء، فقام بالتغطية على جرائم محمد بن سلمان مقابل المنصب الرفيع.

تحول الرميان من مصرفي صغير بالدولة إلى أهم رجل اقتصادي بالمملكة ومحافظ أهم صناديقها الاستثمارية، ورئيس مجلس إدارة شركة معادن وترأس عملاق النفط أرامكو ورئيس اتحاد الغولف السعودي إلى جانب بعض المناصب الأخرى.

وكما استخدم محمد بن سلمان تركي آل الشيخ في تغيير ثقافة الشعب السعودي وإقامة الحفلات الماجنة والصاخبة، استخدم الرميان في الاستيلاء على أموال الشعب في أرامكو وفي دعم مشاريعه الفاشلة وتوفير السيولة الخاصة بها، فنفذ ياسر المطلوب منه بحذافيره.. فكيف أصبح الرميان أحد أهم أدوات محمد بن سلمان في الاستيلاء على أموال المملكة؟!.

بلا مؤهلات 

يعد الرميان الممول الأول لمشاريع محمد بن سلمان الترفيهية وكذلك المشاريع الاقتصادية الضخمة التي أعلن عنها الأمير في السنوات القليلة الماضية، فهو ينحصر دوره في توفير السيولة وقتما شاء بن سلمان الذي بات يتحكم في كل شئ في المملكة.

الرميان ولد لأسرة متوسطة الحال في مدينة القصيم عام 1970، وحصل على بكالوريوس في المحاسبة وعمل بعدها مباشرة في البنك السعودي الهولندي ومنه انتقل للعمل في البنك فرنسي بالمملكة العربية السعودية عام 2011.

ورغم تدرجه المتواضع في تلك البنوك التي عمل بها إلا أن الملك سلمان عينه مستشاراً في مجلس الوزراء بدرجة وزير ومحافظاً لصندوق الثروة السيادي أهم الصناديق الاستثمارية في المملكة.

ووجد فيه محمد بن سلمان ضالته الذي أراد بها الاستحواذ على كل مفاصل المملكة المادية، فعينه رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو كما رأس عدة شركات أخرى مثل شركة معادن وأوبر.

أداة الفساد الطيّعة

أظهر ياسر الرميان ولاءه لمحمد بن سلمان وقام تمويل مشاريعه والتغطية على أمواله المهدرة على ملذاته من يخوت وقصور، إضافة إلى المشاريع الفاشلة التي قام بها الأمير الشاب وعلى رأسها نيوم من خلال إداراته لصندوق الثروة السيادي.

أنشأ الملك فيصل صندوق الثروة السيادي في سبعينيات القرن الماضي من أجل تنمية مصادر المملكة المالية، وجعله تابعاً لوزارة المالية كي يعود نفعها على الدولة وعلى المواطنين.

لكن مع صعود محمد بن سلمان للحكم حول الصندوق من وزارة المالية إلى مجلس الشؤون الاقتصادية، الذي يرأسه بن سلمان نفسه ومن ثم أتي بأداة طيّعة كي يسيطر على كل شئ فيه.

نفذ الرميان ما هو مطلوب منه من الأمير وقام بتوفير السيولة من خلال طريقتين تحدث عنهم إعلامياً الأولى مادية من خلال مصادر الدولة وهو ما أثر على ميزانيتها وعاد بالسلب على المواطنين، كما أنه كان سبب رئيسي لفرض الضرائب عليهم لجمع الثروة المهولة.

أما الثاني فكان “عيني” كما وصفه الرميان وهو الاستحواذ على الأراضي بثمن بخس لإقامة المشاريع التي يحلم بها ولي العهد وهو ما حدث مع أهالي جدة وقبيلة الحويطات. 

الخلاصة أن ياسر الرميان محافظ صندوق الثروة السعودي هو أحد أدوات ولي العهد محمد بن سلمان في الاستيلاء على أموال الشعب السعودي وتبديدها على ملذاته وأحلامه.  

اقرأ أيضاً : إصلاح محمد بن سلمان: الانسلاخ من الهوية العربية طال التعليم