إبراهيم سمعان

بذل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الفترة الماضية جهودا كبيرة لبناء علاقات مع العديد من دول المنطقة في الشرق الأوسط، والتي انتهت مؤخرا بزيارة عمان، لكن وراء  هذا الجهد يوجد رجل أوكلت إليه العديد من المهام السرية المختلفة: إنه رئيس الموساد يوسي كوهين.

 

تحت هذه الكلمات سلطت صحيفة ” jforum” الإسرائيلية الناطقة بالفرنسية الضوء على الدور  الذي لعبه رئيس الموساد في تحسن العلاقات الثنائية بين إسرائيل ودول عربية.

 

وقالت الصحيفة: في الآونة الأخيرة ، أكد مسؤول دفاعي إسرائيلي بارز، أن قرار العديد من الدول الإسلامية إظهار علاقاتها مع إسرائيل إلى العلن، نتيجة عملية جهود بطيئة، ربما كان الأطول من هذا النوع في التاريخ.

ففي نهاية أكتوبر، توجت بزيارة تاريخية ورفيعة المستوى من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة إلى مسقط، عاصمة سلطنة عمان، حيث استقبل السلطان قابوس بن سعيد نتنياهو، وعلى عكس رد الفعل المتوقع، رحب العمانيين على نطاق واسع بهذه الزيارة بدلا من شجبها.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي لـ “المونيتور”: منذ إجراء هذه الزيارة، لم يحدث أي شيء، وباستثناء إيران لم تقم أي دولة عربية أو مسلمة بإدانة أو مهاجمة عمان لاستضافتها نتنياهو، وخلف الكواليس، يحدث العكس تماماً، فهذه الزيارة سيكون لها تداعيات على الدول الأخرى، التي ستفهم أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل له العديد من المزايا أكثر من العيوب هذه الأيام.

وبعد زيارة نتنياهو لعمان، أرسل السلطان قابوس اثنين من المبعوثين – سالم بن حبيب العميري، ثم وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي – في زيارة قصيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.

ووفقا لصحيفة “الشرق الأوسط”، ومقرها في لندن، يريد السلطان قابوس إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس خطة السلام الأمريكية التي دعا إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “اتفاقية القرن”.

ومع ذلك ، فإن مصدرا إسرائيليا رفيع المستوى، على بينة من الاستعدادات السرية لزيارة عمان، كشف أن عُمان لم تصبح الوسيط الإسرائيلي الفلسطيني الجديد.

وبين “العمانيون يعرفون وزنهم الحقيقي في هذه القضية وهم يحاولون المساعدة، في السنوات الأخيرة أرادت عمان العمل كسويسرا في الشرق الأوسط، في محاولة للمصالحة وتسوية جميع أنواع الصراعات، وأيضا خارج المنطقة، وإسرائيل محظوظة لأنها تملك مثل هذه المساعدة”.

لكن الرجل الذي يقف وراء الدبلوماسية الإسرائيلية المزدهرة مع العالم الإسلامي هو يوسي كوهين، رئيس الموساد الإسرائيلي ، الذي رافق نتنياهو إلى عُمان، إذ يعمل كوهين بوتيرة متسقة بين العواصم الإقليمية، ويعمق التعاون السري بين إسرائيل والدول التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.

كما أنه يسعى للحفاظ على التحالف الإقليمي بين إسرائيل والدول السنية، وهو تحالف تم تشكيله في ظل القلق العميق من جانب المملكة العربية السعودية والدول السنية الأخرى حول دور إيران في المنطقة.

 

في داخل السلطة الإسرائيلية، يُطلق على كوهين، الذي يجيد اللغة العربية والإنجليزية ولديه غريزة سياسية قوية، لقب “وزير الخارجية الفعلي”، فهو من كان وراء زيارة عُمان والوفد الإسرائيلي إلى تشاد، بالإضافة إلى إقامة علاقات مع أذربيجان.

 

وبغض النظر عن شهر العسل هذا، يفهم القادة الإسرائيليون أن عملية السلام ، أو على الأقل المفاوضات وبعض أشكال التطبيع مع الفلسطينيين، يمكن أن تشجع وتسرع عملية التطبيع مع العالم العربي، وربما لهذا السبب أرسل نتنياهو مؤخراً رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي (الشين بيت) ، للاجتماع مع عباس لمحاولة إنقاذ ما تبقى من العلاقات بين القدس ورام الله.

 

وفي النهاية يبدو أن هذه الأيام تبشر بظهور “شرق أوسط جديد”، وهي الرؤية التي انهارت بسرعة تحت نار ودخان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي اندلعت أواخر عام 2000، وحاليا يحاول نتنياهو إحياء هذه الرؤية التي قد تنجح بسبب التهديد الشيعي الإقليمي.