انتهج آل سعود القمع والتنكيل تجاه المعارضين على مر عقود من حكمهم المملكة العربية السعودية، بدءاً من التأسيس إلى عصر محمد بن سلمان ولي العهد الباطش والذي نكل بكل أطياف المجتمع.
عمد بن سلمان إلى تفريغ المملكة من نخبة المفكرين والنشطاء والعلماء واستبدالهم بحاشية الملك المرتقب لتغيير هوية المجتمع كذلك نكل النظام السعودي بالنشطاء الحقوقيين واعتبرهم أعداءاً له.
على مر أكثر من عقد من الزمان يقبع النشطاء الحقوقيين في جحيم المملكة وفي غياهب السجون لكونهم أرادوا الإصلاح في بلادهم بعدما أكثر فيها آل سعود الفساد وتراجع دور المملكة عالمياً.
على رأس من سعو للإصلاح وضحوا بالغالي والنفيس من أجل رفعة بلادهم كان الناشط وليد أبو الخير الذي نكل به آل سعود لأكثر من 10 سنوات ما دفع منظمات حقوقية لتسلط الضوء على حالته.
وليد أبو الخير
صادف في 15 أبريل الماضي الذكرى العاشرة لاعتقال أبوالخير، مؤسس منظمة مرصد حقوق الإنسان في السعودية والحائز على عدة جوائز دولية، والذي تم اعتقاله في 2014 ، أثناء حضوره الجلسة الخامسة لمحكمة أصدر القاضي قراراً بإيقافه على ذمة القضية، بعدة تهم منها ازدراء القضاء، وانتقاد حكم الملكية المطلقة، المطالبة بملكية دستورية .
أبوالخير حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك عبد العزيز عام 2003 ودرجة الماجستير في الفقه الإسلامي من جامعة اليرموك عام 2009، ثم انضم أثناء دراسته للحصول على درجة البكالوريوس، إلى حلقات التعلم في المسجد النبوي في المدينة المنورة لدراسة القرآن وحفظه.
وأثناء دراسته للحصول على درجة في القانون، انصب اهتمام وليد على الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان، ما دفعه لكتابة مقالات حول هذين الموضوعين في جريدة اليوم وملحق الرسالة في جريدة المدينة وموقع شبكة الأحرار الإلكتروني.
كذلك حصل أبو الخير في عام 2010 على منحة دراسية لتعلّم اللغة الإنجليزية من بنك ساب (البنك السعودي البريطاني) ودرس في المملكة المتحدة لمدة عام دراسي كامل.
التنكيل به
نموذج وليد أبوالخير يحتذى به في جميع بلدان العالم إلا أن النظام السعودي قرر التنكيل به بيد أنه بعد اعتقاله تعرض للمعاملة السيئة بشكل متكرر، خلال فترة اعتقاله، منها الضرب الجسدي ورفض تلقي الرعاية الطبية، وضعه في العزل الانفرادي، وتعريضه للحرمان من النوم.
كذلك أمرت المباحث العامة بنقله من سجن الحائر إلى سجن الملز في الرياض في 11 أغسطس 2014، حيث صدر بحق أبو الخير حكمًا بالسجن لمدة ثلاثة أشهر من المحكمة الشرعية العامة في عام 2013.
تلاه حُكم بالسجن لمدة 15 عامًا من المحكمة الجزائية المتخصصة في عام 2014.
حاول أبو الخير الإضراب عن الطعام في عام 2019، لكنه نُقل إلى المستشفى، فقرر النظام معاقبته فصادر الحراس كتبه وبطانياته، وداهموا زنزانته ليلًا لتفتيشها، وتركوه خارج الزنزانة لفترات طويلة.
الخلاصة أن النظام السعودي ينكل بوليد أبو الخير النموذج الفذ في الدفاع عن حقوق الإنسان لأن ولي العهد المتكبر وحاشيته يزدرون العمل الحقوقي ولا يقدرون أمثال الناشط الحقوقي المميز.
اقرأ أيضًا : التجسس.. مهنة كبار المسؤولين في دولة الإمارات
اضف تعليقا