قال تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود الاحتجاجات في البلاد، إنه لديه دلائل على أن المجلس العسكري يخطط بصورة منهجية لفض الاعتصام السلمي أمام القيادة العامة للجيش بالقوة والعنف المفرطين، وأنه يناور من أجل شراء الوقت ويمارس الإلهاء حول المفاوضات للتغطية على النية المبيتة بخصوص فض الاعتصام.

وتابع التجمع، في بيان رسمي عبر صفحته على “فيسبوك”: “تم خلال هذا الأسبوع إدخال عناصر معادية للثورة إلى ميدان الاعتصام ونشر عناصر تخريبية بمحيط الاعتصام بهدف إثارة الفوضى بشارع النيل وإدعاء انتفاء سلمية الثورة، وقد شاهدنا على الهواء مباشرة محاولة المتاجرة بسائق عربة النقل (الأمجاد) أثناء المؤتمر الصحفي للدعم السريع والجيش، وفشل تلك المحاولة بسبب نزاهة وصدق السائق”.

وأضاف البيان، أن “عملية القتل والترويع بشارع النيل مجرد تمهيد لارتكاب مجزرة بغرض فض الاعتصام بالقوة، كما أن استخدام الرصاص الحي في وجه المعتصمين والمواطنين العُزل وفي أماكن تجمعات بشرية مسالمة يعدُ شروعا في القتل”.

وشدد البيان على أن “التجمع لن يقبل باستخدام الرصاص والقتل في مواجهة مدنيين عُزل مهما كان جرمهم، مشيرا إلى أن إيقاف البث لبعض القنوات ومنعها من التواجد في ميدان الاعتصام يمثل تهديدا للميدان ويرفع غطاء الحماية عنه ويساهم في إخفاء التجاوزات ومُداراتها بعيدا عن أعين الإعلام”.

وحمّل التجمع، المجلس العسكري مسئولية ضمان سلامة المعتصمين، مؤكدا أن محاولات تنويع الخلفيات الإثنية للمجرمين لن تجدي نفعا فالمسؤولية عن الجرائم ودماء الضحايا فردية، ومن هنا نؤكد أن هناك عيون ترقب وترصد، وأن الجرائم لا تسقط بالتقادم وأن المحاسبة قائمة والعدالة ماضية ولو بعد حين.

ودعا البيان، المجلس العسكري للتراجع عن مخطط صناعة الفوضى والانفلات بالبلاد، محذرا من مغبة القيام بأي فعل غير مدروس وغير قانوني.

ودعا البيان “جماهير الشعب السوداني للحشد في ميادين الاعتصامات في العاصمة القومية أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة الباسلة، والحشد كذلك أمام قيادة القوات المسلحة والحاميات في الأقاليم، خصوصا أثناء ساعات الليل، وذلك حماية للثورة وإنجازا لأهدافها في هذه اللحظات المصيرية والعصيبة من تاريخ بلادنا الذي كتبت عليه خلال الأشهر الماضية سطور جديدة بالدماء”.

 

ومساء السبت، أعلنت لجنة طبية نقابية تابعة للمعارضة السودانية، وفاة أحد محتجي اعتصام الخرطوم متأثرا بإصابته بطلق ناري في الرأس.

وظهر اليوم نفسه، أعلنت اللجنة إصابة 11 محتجا جراء اعتداء قوات نظامية على معتصمين أمام مقر الجيش بالخرطوم، والعشريني الذي توفى كان واحد من هؤلاء المصابين.

وفي وقت سابق السبت، أغلقت قوات عسكرية وأمنية شارع النيل بالعاصمة؛ لتنفيذ خطة أمنية بمحيط مقر الاعتصام، في المنطقة الواقعة أسفل الجسر الحديدي المعروفة إعلاميا بـ”كولومبيا”، وشهدت مؤخرا عمليات قتل وإصابات.

ويواصل آلاف السودانيين اعتصامهم منذ أبريل/نيسان الماضي، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول أخرى، حسب محتجين.‎

وأخفق كل من المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير (الإطار الجامع للقوى المنظمة للاحتجاجات)، الأسبوع الماضي، في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة، خلال المرحلة الانتقالية.