انتهجت دولة الإمارات العربية المتحدة نهج القراصنة واللصوص من خلال تورطها في قضايا التجسس حول العالم، وهو ما تسبب في سمعة سيئة للدولة الخليجية التي تسعى لبسط نفوذها في المنطقة عبر طرق ملتوية.
بدءٍ من الصحفيين والمراسلين مرورًا بالناشطين الحقوقيين والمدافعين عن معتقلي الرأي وحقوق الإنسان، حتى تطور الأمر بالتجسس على رؤساء ومسؤولي دول عربية وغربية.
فقد سعت الإمارات قبل سنوات إلى التجسس على مسؤولين أتراك وقطريين باعتبارهم أعداء للدولة الخليجية، لكن الغريب في الأمر أن حلفائها لم يسلموا منها أيضاً، فقد تجسس أبوظبي على رئيس الوزراء البريطاني في فضيحة هزت العالم.
مؤخراً تم تفجير قضية الفساد بالاتحاد الأوروبي والتي اتهمت فيها دولة قطر دون دلائل واقعية، ومع البحث المستمر تم الكشف أن دولة الإمارات هي من حركت لوبياتها وأدوات الضغط التابعة إليها من أجل النيل من قطر.. لكن بالتزامن مع تلك القضية تكشف مراكز أخرى عن أن دولة الإمارات قامت بالتجسس على أعضاء بالاتحاد الأوروبي من خلال برامج التجسس التي تدعمها دولة الاحتلال.
تطور أنظمة التجسس
استخدمت الإمارات برنامج إسرائيلي للتجسس يسمى “بيغاسوس”، وقامت باصطياد ضحاياها من خلاله.. البرنامج مطور بتقنية عالية جداً، حيث أنه يستطيع اختراق الهواتف دون الضغط على أي زر، كما أنه يحدد مكان الشخص الذي يتعرض للاختراق بدقة متناهية.
كشفت تقارير عن تعرض ما يقرب من 1000 شخص في أكثر من 50 دولة حول العالم للاختراق وقد تم تقسيم الأشخاص المُخترقون إلى فئات وهم عبارة عن 65 مديرًا تنفيذيًا للأعمال، و85 ناشطًا في مجال حقوق الإنسان، و 189 صحفيًا، وأكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي بمن فيهم وزراء والدبلوماسيون والضباط العسكريون والمدنيون، كما ظهرت أعداد العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء في قائمة ضحايا تجسس الإمارات.
لم تكتف أبو ظبي بذلك، بل شرعت إلى بناء برامج متطورة تحدد مكان أي شخص في أي منطقة بالعالم بدقة فائقة، وتحول عن طريق علاقاتها الوطيدة مع دولة الاحتلال إلى مركز إقليمي لصناعة مراكز التجسس الناشئة.
تجسس لا محدود
كشف مركز حقوق الإنسان ومقره بروكسل عن تجسس دولة الإمارات على أعضاء في البرلمان الأوروبي عبر اختراق هواتفهم عن طريق برنامج بيغاسوس، كما أكد المركز أن الفرقة الأمنية كشفت عن تتبع الدولة الخليجية للأعضاء، والذين كانوا تحت المراقبة طيلة الأشهر القليلة الماضية.
كما أكدت الشرطة الفيدرالية البلجيكية أن أعضاء برلمانيون بلجيكيون كانوا ضمن قائمة المراقبة التي كانت تحت أنظار القراصنة الإماراتيين، على الرغم من العلاقة التي تربط البلدين ببعضها البعض وخاصة على مستوى المسؤولين.
إضافة لذلك فإن الإمارات استخدمت علاقتها في بلجيكا للإيقاع بالجارة العربية قطر في قضية الفساد والذي يقف ورائها مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد .. فكيف لها أن تتجسس على حلفائها؟!.
الخلاصة أن الإمارات تتجسس على العدو والصديق من أجل بسط النفوذ والسيطرة وتمرير مصالحها الخبيثة من خلال التجسس والأعمال المشبوهة.
اقرأ أيضاً : كيف أنعشت تجارة الإمارات في الألماس خزينة دولة الاحتلال؟!
اضف تعليقا