سيطر محمد بن زايد على الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر الانقلابات الخفية وإزاحة إخوته من طريق الحكم كما أنه مهد إلى نجله خالد الحكم خوفاً من الانقلاب عليه.

أما خارجياً فلم يتورع محمد بن زايد في دعم الانقلابات في الدول العربية والأفريقية، وكانت البداية من مصر التي شهدت ثورة عظيمة أطاحت بنظام مبارك الذي استمر 30 عاماً لكن سرعان ما دعم محمد بن زايد الثورة المضادة بقيادة السيسي التي نفذت انقلاب عسكري مكتمل الأركان.

من مصر إلى ليبيا حيث دعم خليفة حفتر الذي أقام المجازر الجماعية في حق الشعب الليبي ولا يزال يدعمه محمد بن زايد بالمال والسلاح والمرتزقة من أجل السيطرة على الأراضي الليبية.

وفي هذا العام أثبتت تقارير أن محمد بن زايد قام بدعم انقلابين عسكريين في إفريقيا كان أولهما في السودان حيث قام بدعم ميليشيات التدخل السريع والثاني كان في النيجر في مفاجأة من نوعها.

انقلابين في عام 

يشهد السودان حالة من الصراع والاقتتال راح ضحيته الآلاف ونزح بسببه الملايين جراء اشتعال القتال بين قوات الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي.

يضع محمد بن زايد ذهب السودان نصب أعينه وهو أصل الصراع بين قوات حميدتي المدعومة من بن زايد وبين قوات الجيش النظامي بقيادة البرهان لكن الصراع تطور وامتد إلى حرب بالوكالة بين السعودية والإمارات.

كما كشفت تقارير عن استحواذ الإمارات على الذهب السوداني من خلال شركة تدعى الجنيد والتي يمتلكها شقيق زعيم الميليشيا محمد حمدان دقلو حميدتي والتي أكدت استحواذها على أكثر من 50 طن من الذهب السوداني.

لعبة النيجر 

قامت القوات المسلحة في النيجر بتنفيذ انقلاباً عسكرياً مكتمل الأركان ضد الرئيس محمد بازوم لكن من المثير للريبة هو السفير الحالي لدولة النيجر في الإمارات والذي شغل منصب رئيس أركان الجيش قبل أن يقيله الرئيس.

كما تحدثت صحيفة  “لوسوار دالجيري” الناطقة بالفرنسية حول أن الإمارات دعمت رئيس الأركان الأسبق وهو ما أعطاه الجرأة ورفاقه لتنفيذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب منذ عام 2021.

وكشفت الصحيفة عن السبب الذي دفع محمد بن زايد للقيام بذلك والذي يصب في مصلحة روسيا التي تتفق مع الإمارات على زعزعة الاستقرار في القارة السمراء نظراً لانتشار الفصائل الإرهابية والقاعدة في البلدان الأفريقية.

كان الرئيس بازوم متحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بدعمه وبناء قاعدة عسكرية في بلاده لمواجهة الإرهاب أما الآن فإن الانقلابيين سيملون إلى جهة روسيا التي تدعمهم ومن ورائها الإمارات.

الخلاصة أن محمد بن زايد وجد الفرصة لزعزعة الاستقرار في النيجر كما فعلها من قبل في ليبيا ومصر والسودان.. إضافة لذلك فهو يمرر مصالح روسيا على حساب الشعوب الأفريقية التي لا تنعم باستقرار طالما محمد بن زايد على رأس السلطة.

اقرأ أيضًا : كيف وضعت أحداث السودان قائد الانقلاب في مصر بموقف معقد؟