استطاع الجنرال عبدالفتاح السيسي الوصول للحكم في جمهورية مصر العربية عام 2014 عبر انقلاب عسكري مكتمل الأركان أزاح من خلاله الرئيس المنتخب الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي.

فرض السيسي قبضة أمنية صارمة وأقام المجازر في حق الشعب المصري وعلى رأسها مجزرة رابعة العدوية ومجزرة ميدان النهضة علاوة عن اعتقاله ما يقرب من 60 ألف مصري.

تدهورت الأحوال المصري بوصول السيسي للحكم وفقدت مصر ريادتها الإقليمية وتراكمت عليها الديون واختفت تقريباً من الوجهة السياسية وتراجع دورها في المنطقة بفعل عبث قائد الانقلاب.

منذ شهرين تقريباً اندلع صراع مسلح في الجارة الجنوبية لمصر دولة السودان بين قائد الجيش النظامي الجنرال عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

أسد عليّ.. وفي الحرب نعامةُ

يفرض قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي قبضة أمنية صارمة على الشعب المصري فهو يمنع التظاهر أو توجيه الانتقادات له أو لحكومته التي فشلت في أغلب ملفات الدولة على مدار أكثر من 10 سنوات.

كما أنه ينصب نفسه في مرتبة “الإله” المنزه عن الخطأ والذي لا يقبل النقد أما خارجيًا فيظهر ضعف الجنرال الانقلابي القاتل وهو ما ظهر جلياً عندما اعتقلت قوات الدعم السريع عدد من الجنود المصريين والذي اضطر السيسي للجوء إلى دولة الإمارات من أجل استرجاعهم.

وعلى ذكر الإمارات.. يذكر ضعف قائد الانقلاب الذي يخشى أن يتخذ موقفاً حاسماً تجاه الأحداث في الجارة الجنوبية خشية أن يغضب أحد الطرفين اللذين يغدقان عليه المال، فالإمارات تدعم قوات الدعم السريع والسعودية تميل إلى دعم الجيش السوداني بقيادة البرهان وبين هذا وذاك يرتبك قائد الانقلاب ويقف على الحياد.

موقف معقد 

تحدثت مجلة فورين بوليسي حول خطورة الأوضاع في السودان وهو ما يتطلب اتخاذ موقف واضح من قبل الحكومة المصرية لأنها مصر تواجه مخاطر كبيرة بسبب الصراع المسلح.

لفتت المجلة أن الأوضاع الاقتصادية المصرية سوف تتضرر بشكل أكبر بسبب نزوح الآلاف من السودانيين إلى الأراضي المصرية وإذا استمر الوضع بهذا الشكل فإن الأمور سوف تزداد سوءاً.

طبقًا للمجلة فإن مصر أمامها خيار واحد من هؤلاء المواقف كي تستطيع الخروج من الأزمة وأولهم هو دعم القوات المسلحة السودانية عسكريًا وهو يخشى بذلك إغضاب محمد بن زايد الذي يغدق عليه الأموال.

الخيار الثاني يكمن في دعم قوات الدعم السريع وهذا الخيار يعتبر مخاطرة كبيرة في حال تمكنت القوات المسلحة من السيطرة على البلاد.. الخيار الثالث هو الامتناع عن دعم أي منهم وهذه تعتبر سلبية وقد يطول أمد الصراع وتزداد المخاطر.

الخيار الرابع هو دعم وقف إطلاق النار بين الطرفين وقد يؤدي ذلك لمزيد من الانقسام حتى بعد الهدنة أما الخيار الخامس والاخير هو دعم الأحزاب المدنية والديمقراطية في السودان.

في كل الأحوال.. فقد أضاع قائد الانقلاب الجنرال السيسي هيبة مصر وأفقدها دورها الريادي في المنطقة بعدما تولت مصر الزعامة الإقليمية لعقود لكنه نهج حكم العسكر الذي يهدم البلاد ويشرد العباد.

اقرأ أيضًا : كيف فضحت الحرب في السودان تراجع دور مصر الإقليمي في عهد السيسي؟