كشف تقارير أنه لا تتوقف الاعترافات الإسرائيلية المتلاحقة عن الفشل الذريع في معركة كسب الرأي العام العالمي، في ظل حالة الفوضى التي تعتري أجهزة الاحتلال ومؤسساته ذات العلاقة، وما تصدره من رسائل متضاربة، ونقص التنسيق، مما أسفر في النهاية عن انخفاض حاد في الدعم العالمي، رغم أن التحذيرات الإسرائيلية حادة وقوية بأن وسائل الإعلام باتت ساحة معركة، لكن الاحتلال يواجه مشكلة معها في عدم توفيره “ذخيرة” للمعلومات الضرورية للتسلح بها.
فيما قالت كاترينا كونرت مراسلة موقع “زمن إسرائيل”؛ إن “الحرب على غزة، وهي تدخل شهرها الخامس عشر، سجلت أبرز الإخفاقات الإعلامية لإسرائيل، ووصلت ذروتها في الصورة التي نشرها الجيش لمقتل يحيى السنوار زعيم حماس، حيث تداول أنصار الحركة الصور ومقاطع الفيديو، باعتبارها تعزز صورة مقاتلي المقاومة الشجعان ضد إسرائيل الشريرة”.
وتابعت أن “الصورة أضرت بنا بشدة على الساحة الدولية، وهي نتيجة طبيعية؛ لأن العديد من صناع القرار لدينا لا يفهمون أن وسائل الإعلام هي ساحة معركة حقيقية”.
وأوضحت في تقرير أن “فشل الاحتلال بالحفاظ على الدعم الدولي، تمثل في نتائج عديدة، أهمها أن الجيش بات يجد صعوبة في تلبية احتياجات قواته في الميدان؛ عقب ارتفاع عدد الدول التي امتنعت عن تصدير الأسلحة إليه، ومنها إيطاليا وكندا والولايات المتحدة، الحليف الأكبر، وفي ألمانيا، أقرب حليف لإسرائيل في أوروبا، يعارض أكثر من 60% من مواطنيها سلوكيات الاحتلال في غزة”.
كما بينت معدة التقرير، أن “الإخفاق الدعائي للاحتلال وجد طريقه في قيام الدول بقطع وخفض العلاقات الدبلوماسية معه، واعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية؛ وإصدار المحكمة الجنائية في لاهاي أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب غالانت، والخلاصة أنه منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023 تراجعت مكانة الاحتلال الدبلوماسية، والدعم العالمي بشكل كبير”.
طبقًا للتقرير، فإن ذلك الفشل يشير إلى وجود مشكلة خطيرة في جهود الاتصالات الاستراتيجية التي يبذلها الاحتلال، رغم امتلاكه ثروة من المعلومات والصور، لكنه يجد صعوبة بإيصال رسالة موحدة وفعالة للعالم، وحين تصل، تأتي متأخرة”.
فيما أكدت أن “هناك عدة أسباب تفسّر عدم تحقيق المناصرة الإسرائيلية لنتائجها المرجوة، مما دفع وزير الخارجية غدعون ساعر للإعلان أن وزارته ستحصل على زيادة في الميزانية قدرها 545 مليون شيك؛ لتحسين التواصل مع الخارج، وتغيير المواقف تجاه الاحتلال وسياساته، والعمل مع الجالية اليهودية، مع بقاء المشكلات الرئيسية المتمثلة في تعدد الهيئات التي تهدر الوقت والموارد في المهمة نفسها، وغياب خطة عمل موحدة، رغم وجود هيئة دبلوماسية عامة مركزية، ذات موارد جيدة وخبرة عالية، وتتمثل في وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال”.
فيما كشفت كونرت، أن “هذه الوحدة كان لديها عشرة جنود فقط للتعامل مع تدفق الاستفسارات بداية الحرب، لكن الجيش سارع لإنشاء فرق للتحدث باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتسجيل دخول أكثر من 2000 صحفي في الأشهر الأولى من الحرب، ناقلة عن الجنرال يوناتان كونريكوس، الرئيس السابق للإعلام الدولي باسم الجيش، أنه تم إنشاء وثيقة ديناميكية وحديثة تم إرسالها للمتحدثين الرسميين، وعقد اجتماعات سريعة للتحضير للمقابلات، وجلب الصحفيين للكيبوتسات المدمرة في غلاف غزة”.
اقرأ أيضًا : الجيش الأمريكي يستهدف صنعاء وإدارة بايدن تزعم قصف منشآت للحوثيين
اضف تعليقا