تشن الأجهزة الأمنية المصرية حملة اعتقالات واسعة على الناشطينالسياسيين، والقيادات الحزبية والنقابية، والقوى المعارضة، في عدد منالمحافظات والمدن، تزامنًا مع دعوات النزول إلى الشوارع والميادين العامةفي مليونية حاشدة، يوم الجمعة المقبل، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تتخذ الدولة المصرية إجراءات وقائية ضد ما عرفبمسيرة المليون، كما أصدرت العديد من شركات الدولة تعليمات للموظفينوالعمال بالخروج إلى مظاهرات داعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

اعتقال المتظاهرين

قال ناشطون حقوقيون مصريون إنهم تلقوا حتى الآن بلاغات من الأهاليباختفاء وتوقيف أكثر من 500 شخص أثناء مظاهرات الجمعة والسبتالماضيين في القاهرة وعدة مدن أخرى، حيث قررت النيابة حبس نحو ٢٠٠ متظاهر لمدة ١٥ يوم على ذمة التحقيقات.

قال المحامي بالمركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، علاء عبدالتواب، إن هناك 370 شخصا مثلوا أمام نيابة أمن الدولة، بينما لا يزالمصير الآخرين غير معروف بعد، كما أضاف أن من بين الموقوفين من لمتتجاوز أعمارهم الـ 18 عاما، مشيرًا إلى أن سلطات النيابة وجهت لهم تهماتشمل الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة والتظاهر بدون تصريح.

قال علاء عبد التواب إن بعض من تم القبض عليهم لم يشارك فيالتظاهرات، بل تصادف وجوده في أماكن الاحتجاجات، مما يشير إلى أنعملية القبض ربما تمتبشكل عشوائي، كما أشار إلى أن المركز لا يزاليتلقى بلاغات حتى اللحظة، مرجحًا أن ترتفع الأعداد خلال الأيام المقبلة.

وفي يوم الأحد الماضي، قررت نيابة أمن الدولة حبس المحامية الحقوقيةماهينور المصري 15 يوما على ذمة التحقيقات إذ وجهت لها تهمة مشاركةجماعة إرهابية وإذاعة أخبار كاذبة، إذ ألقي القبض عليها، بعد حضورهاكمحامية عن أحد المحامين المحبوسين.

اعتقال رموز الاستقلال

اعتقل الأمن المصري، مساء أمس الثلاثاء، حازم حسني، أستاذ العلومالسياسية بجامعة القاهرة والمتحدث السابق باسم الفريق سامي عنان،رئيسالأركان السابق المعتقل حاليًا، كما اعتقلت السلطات أيضا الدكتور حسننافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة.

وخلال الأيام الماضية، كتب حسني عدة مقالات في صفحته بموقع فيسبوكأظهر فيها تأييده للمقاول ورجل الأعمال محمد علي، حيث قال إنعليقام بدور مهم في كشف الغطاء عن فسادرأس نظام الحكمبما أفقدهالاعتبار، كما أشاد بالحراك المحمود في الشارع المصري الذي يعبر عنالرفض الشعبي للنظام الذي أفقر المصريين ليبني لنفسه قصورًا.

كانت آخر تغريدة كتبها نافعة في حسابه الرسمي على موقع تويتر قبلاعتقاله، قال فيها أرجو أن يفهم كلامي على وجهه الصحيح، فليس لديشك في أن استمرار حكم السيسي المطلق سيقود إلى كارثة، وأن مصلحةمصر تتطلب رحيله اليوم قبل الغد، لكنه لن يرحل إلا بضغط شعبي منالشارع، وعلينا في الوقت نفسه اختيار أقل الطرق كلفة لضمان انتقالالسلطة إلى أيد أمينة، وأن نتجنب سيناريو الفوضى.

قتل 6 من الإخوان

أعلنت وزارة الداخلية، أمس الثلاثاء، في بيان مقتل ستة أعضاء من جماعةالإخوان المسلمين، التي تصنفها الحكومة جماعة إرهابية، دون إعلانأسمائهم، إذ قالت الوزارة إن القتل جرى في تبادل لإطلاق النار مع قواتالشرطة أثناء مداهمة مخبئهم بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة(غرب العاصمة)، مشيرة إلى أنهمكانوا بصدد الإعداد لتنفيذ سلسلة منالعمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة“.

على الجهة الأخرى، وفي مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاثنين، معالرئيس الأميركي دونالد ترامب، ألقى السيسي اللوم في ما حدث علىالإسلام السياسي، إذ قالالإسلام السياسي يسعى للوصول إلىالسلطة في بلادنا و يؤثر على استقرار المنطقة الحقيقي،وفي مصر الرأيالعام لن يستطيع أن يقبل أو لن يقبل بأن يحكم هذا الإسلام السياسيمصر ورفض عندما تولوا السلطة لمدة عام، في إشارة منه إلى جماعةالإخوان المسلمين.

بينما نشرت جماعة الإخوان المسلمين بيان، يوم الجمعة الماضي، على موقعإخوان اونلاين ، أيدت خلالهالحراك الجماهيري الذي اندلع مجددًا اليوم، كما أكد المكتب العام للاخوان في هذا البياندعمَه الكامل ومشاركته لأيحراكٍ جماهيري يعملُ على إسقاطِ الحكم العسكري، واستعادة مصر الثورةمن جديد“.

دعوات للنزول لدعم السيسي

شهدت محافظات القاهرة الكبرى إجراءات أمنية غير مسبوقة، لا سيما فيمحيط ميدان التحرير، إذ انتشرت العشرات من مدرعات الأمن المركزي علىمداخل الميدان، خصوصاً من ناحية شارع طلعت حرب، إضافة إلى عديد منالتمركزات الأمنية لتأمين المتحف المصري، وميدان عبد المنعم رياض، ومبنىاتحاد الإذاعة والتليفزيونماسبيرو“.

كما شهدت نقابتا المحامين والصحفيين في القاهرة إجراءات أمنية مشددة،من خلال نشر كثير من المدرعات في محيط كل نقابة، الأمر الذي تسبب فيحالة من الازدحام المروري بكافة شوارع وسط القاهرة، وشعور الأهاليبسخط عام إزاء التشديدات الأمنية.

في موازاة ذلك، فرضت قوات الأمن حصارا مشددا في محيط الجامعات،بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، خاصة جامعات الأزهر والقاهرةوعين شمس وحلوان. وطلب رؤساء الجامعات من الأمن الإداري التابع لهازيادة إجراءات التفتيش، ومنع دخول أي شخص لا يدرس بالجامعة، ومنعأي مظاهرات احتجاجية داخل حرم الجامعة إلا بتصريح مسبق“.

إلى جانب ذلك، أفاد ناشطون عماليون بأن زملاءهم في عدد من شركاتالدولة التي تسمىشركات قطاع الأعمال العام، تلقوا تعليمات بالخروجيوم الجمعة القادم للتظاهر دعمًا للرئيس السيسي، وبحسب المصادراختيرت منطقة رابعة العدويةوهي المكان المختار لأنصار الرئيس الراحلمحمد مرسي للتظاهر إبان أحداث انقلاب 2013-مكانا لتلك المسيرة العماليةالمؤيدة للسيسي، مقابل الحصول على وجبة غذائية ويومين إجازة إضافيينللعمال المتظاهرين.

منظمات دولية تطالب بحماية المتظاهرين

دانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات (منظمة مجتمع مدني)، حملاتالقبض العشوائي، والاعتقالات التي طالت المتظاهرين في محافظات عدة،مطالبة بالإفراج الفوري، وغير المشروط، عن جميع المحتجزين، بعدما حملتالحكومة المصرية المسؤولية كاملة عن سلامتهم البدنية، وكرامتهم الإنسانية.

وكانت منظمةهيومن رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، قد دعتالسلطات المصرية، يوم السبت الماضي، إلى حماية حق التظاهر السلمي،وفاءًا بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، والإفراج الفوريعمناعتقلوا لمجرد ممارسة حقوقهم، كما طالبت المنظمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوجيه أجهزة الأمن، بالالتزام بالمعايير الدولية الخاصةبتعامل قوات الأمن مع المتظاهرين.

وزير الدفاع يحذر من المساس بالأمن

في المقابل، قال وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي،أمس الأربعاء،لمجموعة من قوات المنطقة الشمالية العسكرية والقوات البحرية إنرجالالقوات المسلحة أقسموا على الدفاع عن أمن وسلامة الوطن وقدسية ترابهبأرواحهم ودمائهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات، وسنتصدى بكل حسم لكلمن تسول له نفسه المساس بأمن مصر“.

يعد هذا اللقاء هو الظهور الثاني لوزير الدفاع المصري ضمن سلسلةاللقاءات بمختلف أفرع وتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، لاحتواء حالةالتململ والغضب واللغط في صفوف الجيش، بسبب ما تضمنته مقاطعالفيديو التي نشرها المقاول والممثل محمد علي من معلومات عن فسادمشروعات الجيش والرئاسة، بعيداً عن الرقابة والمحاسبة، إذ تأتي هذهاللقاءات بالتوازي مع تشكيل لجان تحقيق داخلية بقرار من وزير الدفاعلمراجعة بعض المشروعات وتجاوزات الضباط والمجندين المشرفين عليها،وكذلك مراجعة ملفات المقاولين المتعاقدين مع الهيئة الهندسية للجيش،ومجموعة من القادة السابقين الذين يملكون، هم وأبناؤهم، شركات تتعاملمع القوات المسلحة.

كما أعرب وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي، عناعتزازهبالنجاحات التي تحققت للقضاء على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، والتييخوضها أبطال القوات المسلحة والشرطة بكل بسالة، ثمنقل لهم تحياتوتقدير رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة،لجهودهم المبذولة في تأمين حدود مصر الشمالية والمياه الإقليمية ضدالمخاطر والتحديات“.

وأضاف أنالقوات المسلحة مستمرة بكل قوة نحو تطوير قدراتها القتاليةوالفنية وفقًا لأحدث النظم العالمية في كافة الأسلحة والتخصصات لحمايةالأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات، وفتح آفاق جديدة للتعاونالعسكري والشراكة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة لإرساء دعائمالأمن والاستقرار ومواجهة المخاطر والتحديات التي تموج بها المنطقة“.