انتشر تطبيق الدردشة “ToTok” بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة بين المستخدمين داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ليتم الكشف مؤخراً أن التطبيق الذي يستخدمه الجميع في التواصل مع الأصدقاء والعائلة هو في الواقع أداة تجسس تستخدمها الحكومة للتتبع مستخدميها وتعقب بياناتهم.

في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” واستشهدت فيه بتصريحات مسؤولين أمريكيين مطلعين على تقييمات وتحليلات الاستخبارات الإماراتية السرية، كشفت أن الحكومة تستخدم ToTok لتتبع المحادثات والمواقع والصور وغيرها من البيانات الخاصة بأولئك الذين يقومون بتثبيت التطبيق على هواتفهم.

انتشار تطبيق ToTok داخل الإمارات جاء بعد قيام الأخيرة بحظر استخدام تطبيقات “FaceTime” على أجهزة Apple، وتطبيق WhatsApp المدعوم من “Facebook”، وعدد من تطبيقات التواصل والدردشة الأخرى، ليتم بعدها الترويج لتطبيق ToTok من قبل وسائل الإعلام الإماراتية تحفيزاً للجميع لاستخدامه، خاصة المغتربين الذين يقيمون في البلاد، والذين وجدوا فيه بديلاً للتواصل مع أقاربهم خارج البلاد.

الكشف عن استخدام الإمارات تطبيق ToTok للتجسس على مواطنيها ليس بأمر مفاجئ، فالمعروف عن الحكومة الإماراتية أنها تسخر كل الأدوات لتشديد القبضة الأمنية على المواطنين بما في ذلك توفير أحدث برامج وتطبيقات التجسس، ولعل أبرز مثال على ذلك، ما سُمي بـ “يوم الصفر”، وهي ثغرة في برامج Google Chrome وضعتها الحكومة الإماراتية لاستهداف نشطاء حقوق الإنسان.

وبحسب التحقيق الذي أجرته “التايمز”، فإن ToTok صُمم منذ بضعة أشهر فقط، وقد تم تنزيله ملايين المرات من قبل ملايين المستخدمين، معظمهم داخل الإمارات.
وقد وصفت التايمز ToTok بأنه وسيلة لمنح الحكومة حرية الوصول إلى المعلومات الشخصية، حيث يقوم ملايين المستخدمين بتنزيل التطبيق وتثبيته على هواتفهم عن طيب خاطر ويمنحون الإذن بالتمكين من كافة تلك البيانات، فكما هو الحال مع العديد من التطبيقات، يطلب ToTok الإذن لوصول لمعلومات الموقع، ويُزعم أنها توفر تنبؤات جوية دقيقة، كما يطلب الوصول إلى جهات اتصال الهاتف، وكذلك الوصول إلى الميكروفونات والكاميرات والتقويم وغيرها من البيانات والتطبيقات داخل الهاتف.

وأوردت التايمز عن باتريك واردل، الخبير الأمني الذي قام بالتحليل، إن ToTok “يقوم بالدور الذي صُمم خصيصاً له بكل جدارة”، وأضاف على مدونته الشخصية “انه تطبيق عبقري كتطبيق دردشة وتواصل…. لا يحتوي على أي إشعارات مزعجة للمستخدمين، لذلك فهو أداة تجسس لا يمكن اكتشافها”، وتابع “التطبيق لديه القدرة على تحليل البيانات وتكوين آراء حول شخصية المستخدم”.

من جهته، لم يرد تطبيق ToTok مباشرة على التقارير الصحفية التي انتشرت في أكثر من مكان، لكنه قام بالتأكيد على المدونة الخاصة به بأنه “بالإشارة إلى الإشاعات التي تم تداولها اليوم حول ToTok، نؤكد أن الهدف الوحيد لصناع التطبيق هو إنشاء منصة اتصالات موثوقة وسهلة الاستخدام”، وأضاف المنشور إن ” لدى ToTok معايير أمان عالية لحماية بيانات المستخدم وإطار عمل خاص بالامتثال للمتطلبات القانونية المحلية والدولية”.
على الرغم من ذلك وبصورة مفاجئة، أعلن التطبيق أنه غير متاح مؤقتًا في متاجر التطبيقات من Google و Apple بسبب “مشكلة فنية”.

تقول التايمز أنه بناءً على تحليل تقني ومقابلات مع خبراء أمنيين، فإن الشركة التي تقف وراء شركة ToTok هي شركةBreej Holding على الأرجح، وهي شركة تابعة لشركة DarkMatter ، وهي شركة إماراتية للأمن السيبراني استأجرت محللين سابقين في وكالة الاستخبارات الأمريكية ووكالة الأمن القومي ولديها علاقات تجارية وثيقة مع الحكومة الإماراتية.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا