قال الطلاب المشاركون في اعتصامات مؤيدة لفلسطين في جميع أنحاء بريطانيا إنهم يأملون أن تصل الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين إلى نفس النطاق الذي شهدته الجامعات الأمريكية، خاصة بعد أن تزايدت مطالباتهم للجامعات بسحب استثماراتها من الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

 

وانتشرت الاحتجاجات في حرم الجامعات في شيفيلد وبريستول وليدز، بعد حملة قمع في الولايات المتحدة ضد الاحتجاجات، أدت إلى اعتقالات جماعية للطلاب والموظفين.

 

تم اعتقال أكثر من 2000 شخص في حرم الجامعات في الولايات المتحدة، مما أثار اهتمام وسائل الإعلام الدولية والأشخاص في قطاع غزة المحاصر، بما في ذلك بيسان عودة، الصحفية الفلسطينية ومنشئة المحتوى التي تعيش في غزة، والتي شجعت الطلاب المتظاهرين على “فعل المزيد”.

 

سميرة علي، 24 عامًا، هي واحدة من حوالي 100 طالب اقتحموا مكتبة جولدسميث بجامعة لندن هذا الأسبوع، واحتلوا الطابقين الأولين، وحول ذلك قالت سميرة، وهي طالبة علم اجتماع في السنة الثالثة وأحد منظمي منظمة “غولدسميث من أجل فلسطين”، إن 30 طالبا احتلوا المبنى، مطالبين الجامعة بإنهاء “التواطؤ المالي” مع إسرائيل وإدانة الحرب في غزة.

 

وتابعت “أؤمن أن ما نقوم به الآن كطلاب يدافعون عن فلسطين هو التصرف السليم، خاصة وأنه من غير المقبول أن الجامعات التي نلتحق بها – وخاصة جامعات مثل غولدسميث التي تعتمد على السمعة الدولية لكونها جامعة تقدمية – تظل صامتة بشأن ما يحدث في فلسطين، من مذابح وفظائع، وتتواطئ مع إسرائيل عبر العديد من الاستثمارات”.

 

على الرغم من أن حجم الاحتجاجات في الحرم الجامعي في المملكة المتحدة يعتبر صغيرًا نسبيًا مقارنة بالحركة في الولايات المتحدة، إلا أن الطلاب يقولون إنهم ما زالوا صامدين ويتوقعون المزيد من الإجراءات المخطط لها.

 

وأضافت سميرة علي “أعتقد أن ما نشهده الآن هو تقريبًا ثورة طلابية دولية… من الواضح أننا نعرف ما يحدث في الولايات المتحدة… هناك موجة من المخيمات في جميع أنحاء بريطانيا، والتي نأمل أن تنمو… أعتقد أن إمكانية نمو الحراك الطلابي هائلة”.

 

وقال متحدث باسم جامعة غولدسميث إنها “تجري حوارًا مع الطلاب” و”ملتزمة تمامًا” بتقديم دعم حقيقي للمتضررين من الحرب، بما في ذلك التعهد بتقديم 120 ألف جنيه إسترليني سنويًا للمنح الدراسية الإنسانية للطلاب الفلسطينيين.

 

وقالت هالة حنينا، الفلسطينية التي شاركت في الاحتجاجات في جامعة نيوكاسل، إن أكثر من 400 شخص تعرفهم في غزة قتلوا، وقالت حنينا (31 عاما) التي جاءت إلى المملكة المتحدة قبل أكتوبر/تشرين الأول: “ليس لدي أصدقاء الآن… لقد قُتلوا جميعًا أو فقدوا عائلاتهم… أنا أفعل هذا من أجل كل سكان غزة الذين يواجهون إبادة جماعية، وهو أمر غير مسبوق ولا يمكن تصوره… يجب أن أفعل كل ما هو ممكن، وحتى المستحيل، سنجعله ممكنًا… من المهم جدًا للمجتمع الطلابي والمجتمع البريطاني أن يناضلا من أجل العدالة.”

 

كان هناك تركيز متجدد على استثمارات الجامعات منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث دعا المتظاهرون الجامعات إلى بيع الأسهم أو الأصول أو الاستثمارات الأخرى في الشركات المرتبطة بإسرائيل وحربها في غزة، ضمن حملة معروفة باسم سحب الاستثمارات.

 

في سياق متصل قال الطلاب المتظاهرون في جامعة وارويك إنهم على استعداد للتوفيق بين الامتحانات والاحتجاجات لضمان تلبية مطالبهم.

 

وقال فريزر آموس، طالب دكتوراه في التنمية المستدامة العالمية: “يقضي الكثير من الطلاب الرئيسيين الليل في المخيم، وهم في سنتهم الأخيرة في الجامعة… لديهم امتحانات، وهناك أشخاص في الخيام يكتبون أطروحاتهم…الأمر صعب حقًا ونحن جميعًا نحاول مساعدتهم قدر الإمكان… لكن حقيقة قيامهم بهذه التضحية تظهر مدى أهمية ذلك”.

 

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا