في يوم 28 من شهر يناير الماضي ومع بداية العام احتفى الإعلام العبري بمرور أكثر من 30 عام على تطبيع العلاقات رسمياً مع دولة الهند، وكتب حينئذ وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد مقالاً في جريدة إسرائيل اليوم قال فيه ” رغم مسافة 4 آلاف كيلومتر التي تبعد دولة الاحتلال عن الهند إلا أن العلاقات وصلت ذروتها.
جاء ذلك بعد قيام الدولتين بمناورات عسكرية سميت العلم الأزرق وبعد توقيع اتفاقيات في مجالات اقتصادية وعسكرية وأمنية.. لكن لا أحد يعلم أن هناك اتفاق سري يدور بينهما يخص التجسس على دول الشرق الأوسط مقابل أن يخدم كل منهما الآخر في ذلك الشأن.
مؤخراً قامت المخابرات القطرية بالقبض على 8 ضباط هم من كبار قوات البحرية الهندية بتهمة التجسس لصالح دولة الاحتلال وهو ما جعل السفارة الهندية بالدوحة تهرع لمحاولة الإفراج عنهم ولكن دون جدوى.
وبقليل من البحث يتضح إلينا أن هذه المرة لم تكن هي الأولى التي تستفيد دولة منهم “الاحتلال والهند” من جواسيس أو برامج تجسس تخص الآخر لكن ذلك يوضح دلالات خطيرة خاصة على البلدان العربية والإسلامية.
التجسس لصالح إسرائيل
في نهاية شهر أغسطس الماضي قامت المخابرات القطرية بالقبض على 8 ضباط كبار هو قادة سابقين في البحرية الهندية هؤلاء الضباط يعملون في شركة تسمى Dahra Global Technologies and Consultancy Services وهي شركة مختصة بالتدريب وتوفير المعدات للبحرية القطرية ويرأسها أيضاً ضابط سابق في سلاح الجو بالجيش العُماني يدعى خميس العجمي.
وعلى الرغم من أنه قد تم القبض على الضباط في يوم 30 أغسطس 2022 إلا أن سفارتهم بدأت بالتحرك في منتصف شهر سبتمبر بعد تسريب التهم الموجهة إليهم وهي التجسس لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي.
سمحت دولة قطر للضباط المعتقلين بالاتصال بذويهم كما أنها سمحت لهم باللقاء مع مسؤولي السفارة ووزارة الخارجية الهندية، لكنها ما زالت لم تفصح عن التهمة الحقيقية الموجهة إليهم لكن بعض الأمور التي تبعت تلك الأحداث تشير إلى مخاوف الهند من كشف تلك الملابسات.
تلك الشركة التي تم افتتاحها منذ أكثر من أربع سنوات والتي عمل بها الضباط في نفس الوقت كانت تستعرض إمكانيات هؤلاء الضباط الهنود على موقعها الإلكتروني فكانت تكتب أن أحدهم قاد كاسحة ألغام والبعض الآخر حصل على جائزة من رئيس وزراء هندي سابق إلا أن ذلك اختفى بعد اعتقالهم من على الموقع الإلكتروني.
ليس ذلك فحسب فبعض وصول الوفود الدبلوماسية الهندية إلى الدوحة تم تعطيل الموقع الإلكتروني بشكل كامل بداعي أنه تحت الصيانة ولم يعد موقع الشركة المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات للعمل منذ ذلك الوقت.
الهند.. تاريخ من التجسس
تلك الحادثة تعيد إلى الأذهان حالة الضابط كولبوشان جاداف الذي اعتقلته القوات الباكستانية عام 2016 بتهمة التجسس والذي اعترف أثناء التحقيق معه بإنه قام بالتواصل مع جماعات إرهابية بهدف تشويه بعض الرموز في باكستان واغتيال بعضهم.
جاداف كان ضابطاً في البحرية الهندية قبل أن يتقاعد ويتفرغ لمهمة التجسس تلك التي تم كشفها فيما بعد، كما أنه قام بإنشاء شركة في إيران عام 2003 وبدأ من خلالها التوسع بالدخول للأراضي الباكستانية عام 2004 وباشر عمله حتى تم كشفه عام 2016.
ومنذ أقل من عامين كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن تعرض 24 مسؤول باكستاني لتجسس عن طريق برنامج القرصنة الشهير “بيغاسوس” الإسرائيلي والتي دعمت به دولة الاحتلال الحكومة الهندية للاختراق هواتف مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية وأفراد أجهزة الأمن.
الخلاصة أن الهند ودولة الاحتلال الغاصب باتا يتعاونان في أمور التجسس ويتبادلان العمل التجسسي لتحقيق أهداف خبيثة في المنطقة وأن حادثة تجسس ضباط البحرية على دولة قطر ما هي إلا مقدمة لحوادث أخرى.
اقرأ أيضاً : استفزازات متواصلة لمشاعر المسلمين.. مسئول هندي يتسبب في سخط كبير لتطاوله على الرسول ﷺ
اضف تعليقا