أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي الثلاثاء أنّ المجلس سيصوّت صباح الأربعاء على توجيه قرار اتّهامي إلى دونالد ترامب الذي سيصبح، حالما يوافق النواب على القرار، ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحال للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ بقصد عزله.

وقالت زعيمة الديموقراطيين في الكونغرس في رسالة وجهتها مساء الثلاثاء إلى أعضائه الديموقراطيين إنّ “مجلس النواب سيمارس غداً إحدى الصلاحيات الأكثر أهمية التي كفلها لنا الدستور عندما سنصوّت لإقرار توجيه تهمتين إلى الرئيس”.

وبعد أقلّ من ثلاثة أشهر على القضية الأوكرانية سيصوّت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون على توجيه تهمتين إلى الرئيس الجمهوري هما “استغلال السلطة” و”عرقلة عمل الكونغرس”.

والثلاثاء دارت مناقشات حامية في جلسة للجنة نيابية أثناء وضعها اللمسات الأخيرة على صيغة القرار الاتهامي الذي سيتم التصويت عليه صباح الأربعاء.

وأضافت بيلوسي في رسالتها “للأسف الشديد، لقد بيّنت الوقائع أنّ الرئيس أساء استغلال سلطته لمصلحته الشخصية والسياسية وأعاق عمل الكونغرس لأنه طلب أن يكون فوق المساءلة وفوق الدستور وفوق الشعب الأميركي. في أميركا ليس هناك أحد فوق القانون”.

وتابعت “عندما يجتمع المجلس غداً صباحاً للتصويت على القرار الاتهامي، أحضّ كلاً منكم على الانضمام إليّ في قاعة المجلس. ناخبونا يعلّقون علينا الأمل بأن نحترم دستورنا وأن ندافع عن ديموقراطيتنا وأن نمضي قدماً بطريقة جديرة بالقسم الذي أديّناه لتعزيز دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه”.

ونظراً إلى الأكثرية التي يتمتع بها الديموقراطيون في مجلس النواب سيصبح ترامب الأربعاء ثالث رئيس أميركي يخضع لإجراء العزل بعد أندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون في 1998.

واستقال ريتشارد نيكسون عام 1974 قبل تصويت مجلس النواب مباشرة على توجيه قرار اتهامي إليه بقصد عزله. ولم تتم إدانة جونسون ولا كلينتون في مجلس الشيوخ.

ومن غير المرجّح أن تتم إقالة ترامب من قبل مجلس الشيوخ نظراً إلى أنّ الأكثرية فيه من الجمهوريين.

 

– ترامب يتّهم بيلوسي –

وأتت رسالة بيلوسي بعيد ساعات على اتّهام ترامب رئيسة مجلس النواب بـ”تقويض الديموقراطية”.

وكتب ترامب في رسالة رسمية من ست صفحات إلى بيلوسي “بمتابعة هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة (…) فإنك تعلنين حربا مفتوحة ضد الديموقراطية الأميركية”، مضيفا “التاريخ سيحكم عليك بشكل قاس”.

وأضاف أنّ التهمة الأولى “باطلة تماماً، لا قيمة لها ومن إنتاج خيالك”.

والرئيس الجمهوري متهم بأنّه جمّد مساعدة عسكرية لكييف بهدف إجبار نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فتح تحقيق بشأن جو بايدن، أبرز منافسيه الديموقراطيين في الانتخابات المقبلة.

وفي رسالته أكّد ترامب مجدّداً أنّ حديثه مع زيلينسكي كان “بريئاً تماماً”، مشدّداً على أنّه لم يمارس “أي ضغوط” على كييف.

وإذ وصف ترامب التهمة الثانية أي “عرقلة عمل الكونغرس” بأنّها “عبثية وخطيرة”، خاطب بيلوسي قائلاً “أنت غير قادرة على القبول بحكم صناديق الاقتراع خلال انتخابات 2016 الكبيرة”.

واعتبر الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة أنّ التصويت المرتقب في مجلس النواب “لا يعدو كونه محاولة انقلاب غير قانونية”.