بدأ القضاء البريطاني في محاكمة أحد النشطاء المعارضين لتصدير الأسلحة لإسرائيل وتقديم الدعم العسكري لها في حربها على المدنيين في غزة، وذلك في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات التي نظمتها منظمة Palestine’s Action ضد شركات صناعة الأسلحة في بريطانيا، وبعضها مملوك لجهات إسرائيلية.
في تصريحات له، قال الناشط ريتشارد بارنارد، أحد مؤسسي Palestine’s Action، إنه متهم بالإضرار بمواقع بريطانية تابعة لشركة تصنيع أسلحة الإسرائيلية Elbit Systems، مشيرًا أن الهدف من الفعاليات التي نظمتها الحركة وغيرها من الحركات كانت تهدف لوقف القصف الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة.
واتهم ريتشارد بارنارد (51 عاما) وسبعة متهمين آخرين بتهم تتعلق بالقيام بأعمال ضد شركة Elbit Systems ، والتي قال إن منظمة Palestine’s Action تهدف إلى “إغلاقها”.
يوم الجمعة، وهو اليوم الأول من مرافعة الدفاع، قال بارنارد أمام المحكمة إن إيمانه والشهادات التي سمعها من ضحايا سابقين دفعته إلى تنظيم هذه الفعاليات ضد شركات تصنيع الأسلحة، منها Elbit – Instro Precision، والتي يؤمن أنهم متورطون في ارتكاب تلك الجرائم.
وقال لهيئة المحلفين: “كان هدفنا– ولا يزال – إنهاء التواطؤ البريطاني في دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي… أحاول منع جرائم الحرب… أحاول وقف القصف والهجمات الجوية ضد المدنيين في فلسطين”.
وخلال إفادته، أشار إلى مقتل 40 شخصا صباح ذلك في فلسطين المحتلة، مستذكرًا كيف أصبح مهتمًا بالقضية الفلسطينية، إذ قال للمحكمة إنه شاهد مقاطع فيديو مروعة ولا تحتمل لجرائم قتل وقعت ضد الفلسطينيين، منها مقتل أربعة أطفال من عائلة واحدة في غارة جوية شنتها إسرائيل بطائرة بدون طيار بينما كانوا يلعبون كرة القدم عند الشاطئ.
وأكد بارنارد أن أفعاله “مبررة” بموجب القانون لأنها كانت تهدف إلى منع شركة Elbit من مواصلة تجارتها وتسليحها للنظام الإسرائيلي الذي يستخدم تلك الأسلحة في استهداف المدنيين.
وعندما سأل محاميه روبرت باورز كيه سي عما إذا كان نفى التسبب في ضرر، أجاب بارنارد: “لا على الإطلاق”، ثم سُئل عن سبب اعتباره الضرر غير جنائي بموجب القانون، فأجاب: “المجرمون الوحيدون هنا هم شركة Elbit Systems … إنهم من يقتلون الناس من أجل الربح المادي، وهم الذين يسهلون ارتكاب الإبادة الجماعية ويدعمونها”.
وردا على سؤال باورز حول فعاليات منظمة Palestine’s Action ضد الشركة، والتي تتسبب في الضرر لها أحيانًا، قال بارنارد: “هذه الشركة تهدف فقط إلى قتل الناس والحفاظ على الاحتلال غير القانوني لفلسطين… فكرة نتحدث إليها برفق لن تجدي نفعاً.”
وفي إشارة إلى الشركات الأخرى التي يُزعم أنها مرتبطة بشركة Elbit Systems والمدرجة في قائمة تابعة لمنظمة Palestine’s Action ، قال بارنارد ” يجب أن تعلم جميع هذه الشركات أنهم متورطون في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي”، وأشار بارنارد أن من ضمن تلك الشركات شركة Crown Estate، وهي تابعة للنظام الملكي البريطاني، وحول هذا قال بارنارد “لا أظن أن الملك تشارلز يريد أن يرتبط بجرائم Elbit Systems”.
في بداية الاستجواب للادعاء، سألت سالي هوبسون بارنارد عما إذا كانت نية منظمته هي إغلاق شركة Elbit Systems من خلال العمل المباشر السلمي أو غير السلمي، وجاء رد بارنارد بأن الهدف هو “تفكيك آلة الحرب” وبالتالي تحقيق هدف سلمي.
وعندما سئل عن الأساليب وما إذا كان سيستخدم العنف، قال إنه لا يعتبر الإضرار بالممتلكات عملا عنيفا.
اضف تعليقا