قال مسؤولون إن جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص للسلام في الشرق الأوسط، يعتزم الاستقالة بمجرد الإعلان عن خطة السلام الأمريكية للفلسطينيين والإسرائيليين التي طال انتظارها.

وأضاف المسؤولون أن جرينبلات، الذي كان يعتزم البقاء لعامين فقط في البيت الأبيض عندما بدأ العمل في أوائل 2017، يتطلع للعودة لزوجته وأبنائه الستة الذين بقوا في منازلهم في نيوجيرسي.

وقاد جرينبلات وجاريد كوشنر، المستشار البارز في البيت الأبيض، إضافة إلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان جهود الخروج بخطة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقضوا فترة ولاية ترامب الرئاسية بأكملها في العمل على تلك الخطة.

ووصف ترامب الخطة بأنها ”صفقة القرن“ لكن الفلسطينيين يشعرون بتشكك عميق في خطة الرئيس الجمهوري لحل أحد أصعب النزاعات الدبلوماسية والسياسية في العالم.

ووصف ترامب جرينبلات بأنه ”صديق وفي وعظيم ومحام رائع“ وقال إنه سيترك المنصب ليتابع عمله في القطاع الخاص. وأضاف على تويتر ”لن ننسى تفانيه مع إسرائيل وفي السعي للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين“.

وأعلن البيت الأبيض حتى الآن خطة للتنمية الاقتصادية قيمتها 50 مليار دولار للفلسطينيين ودول الجوار لكنه لم يعلن بعد المقترحات المتعلقة بحل أصعب المشكلات السياسية في الصراع مثل وضع القدس.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الخطة السياسية مكتملة الآن وسوف تعلن في الوقت المناسب. وقال ترامب إنه سيعلن عنها بعد إجراء انتخابات في إسرائيل في 17 سبتمبر أيلول وهو تصويت سيحدد المصير السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحليف المقرب من ترامب.

ولم يتضح بعد إن كان ترامب سيعلن عن الخطة بعد الانتخابات مباشرة أم سينتظر لحين تشكيل ائتلاف حاكم وهو ما قد يستغرق أسابيع.

مقاطعة فلسطينية

قاطعت السلطة الفلسطينية جهود السلام الأمريكية منذ أواخر 2017 عندما قرر ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس التي اعترف بها عاصمة لإسرائيل مخالفا بذلك سياسة أمريكية متبعة منذ عقود.

وأحجمت السلطة الفلسطينية عن التعليق على استقالة جرينبلات بعد إعلان الخطة.

وقال مسؤول فلسطيني في رام الله لرويترز ”استقالة جرينبلات دليل على فشله لأنه لم يتبع قواعد عملية السلام وأضر بمصداقية الولايات المتحدة الأمريكية… القانون الدولي والشرعية الدولية هما أساس نجاح أي جهود لتحقيق السلام“.

والتفاصيل السياسية للخطة بقيت طي الكتمان ولم يفصح كوشنر حتى عما إذا كانت ستقدم للفلسطينيين دولة مستقلة.

وسيسلم جرينبلات أغلب مسؤولياته المتعلقة بملف الشرق الأوسط إلى آفي بركويتس مساعد كوشنر. وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية إن بريان هوك الذي يقود فريق الخارجية الأمريكية المعني بملف إيران سوف يضطلع بدور أكبر.

ورافق هوك كلا من جرينبلات وكوشنر خلال زيارات للمنطقة. وفي تصريح أدلى به جرينبلات وهوك في يوليو تموز قالا فيه إن طهران استغلت الصراع في الشرق الأوسط لعقود بدعمها لجماعات فلسطينية مسلحة.

وقال جرينبلات، وهو محام سابق لترامب، في بيان إنه ممتن لكونه جزءا من فريق عمل على ”رؤية للسلام“.

وأضاف ”تلك الرؤية لديها القدرة على تحسين حياة الملايين من الإسرائيليين والفلسطينيين وآخرين في المنطقة بشكل كبير“.

وينظر الكثير من العرب لخطة السلام الأمريكية بتشكك إذ يتوقعون أنها ستكون متحيزة لصالح إسرائيل. وقال الفريق الأمريكي إن الخطة ستتطلب تقديم إسرائيل لتنازلات.

وقال كوشنر في بيان إن جرينبلات ”قام بعمل رائع في قيادة جهود الخروج برؤية اقتصادية وسياسية للسلام في الشرق الأوسط الذي يتم السعي له منذ فترة طويلة“.