شد المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق الرحال إلى دولة الإمارات عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس السابق محمد مرسي، ولم تطأ قدماه أرض مصر حتى الآن.

شفيق الذي كان رئيسا للوزراء إبان ثورة 25 يناير، وأحد المقربين من الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ربما لا يزال يطمح في الحصول على مقعد الرئاسة وانتزاعه من السيسي.

ويحاول استغلال فشل النظام المصري على مختلف المستويات وتزايد حالة الغضب الشعبي، في طرح اسمه كبديل للسيسي، اعتمادا على خبرته الطويلة في العمل داخل دولاب الدولة.

ولكن اللغز الحقيقي في مسألة ترشح شفيق لانتخابات الرئاسة حتى الآن هو موقف الإمارات، خاصة أنها تستضيف الرجل منذ ما يزيد عن 5 سنوات، مع الوضع في الاعتبار قوة العلاقة مع الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

 

أحمد شفيق

 

بن زايد

شفيق والرئاسة

وعلى الرغم من عدم إعلان شفيق موقفا واضحا ونهائيا حيال مسألة الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، التي تبدأ إجراءاتها خلال 5 أشهر، فإن ظهوره المتكرر يلمح إلى إمكانية ترشحه.

حديث شفيق عند سؤاله عن خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، يعكس وجود رغبة وإلا لماذا لا يعلن موقفا صريحا بعدم الترشح؟ أي أنه يفكر في المسألة بشكل جدي.

وقال إنه لم يعلن موقفا نهائيا من انتخابات الرئاسة المقبلة 2018، مشيرا إلى أن كل ما ينشر عن إعلان ترشحه للرئاسة حتى الآن غير دقيق.

وينتظر شفيق لإعلان موقفه النهائي من الترشح بعض العوامل التي يمكن القياس عليها هل ترجح كفته أم لا؟ وأولها الموقف الإماراتي من خوضه الانتخابات.

أما ثاني تلك العوامل هو وجود تكتل حقيقي يمكن أن يسانده في معركة ليست سهلة أمام السيسي، وهنا الرهان سيكون على رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك، والذين باتوا مهمشين بعد سيطرة المؤسسة العسكرية على الاقتصاد المصري.

كما أن دفع بعض المقربين من شفيق مسألة ترشحه هى محاولة تمهيدية لطرح اسمه في الشارع كبديل مناسب للسيسي، حتى إذا ما استقر على الترشح تكون الأرض ممهدة له.

وقال نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، رؤوف السيد، إن الحزب سيعقد مؤتمره العام في شهر يناير المقبل، وسيتم التطرق لمسألة الاستعداد لانتخابات الرئاسة.

وأضاف السيد أن هناك توجها كبيرا داخل الحزب لتأييد ترشح شفيق للرئاسة، ولكن هذا قرار بيده هو فقط، مشيرا إلى أنه من واقع خبرته برئيس الوزراء الأسبق فإنه سيترشح في الانتخابات.

كما أن الدفع باسم شفيق في سباق الترشح لانتخابات الرئاسة، محاولة لجس نبض القوى المعارضة للسيسي والمحسوبة على ثورة 25 يناير، هل هي مستعدة لتأييده في مواجهة الرئيس الحالي أم لا؟.

 

حازم عبد العظيم

وهذا هو الدور الذي يلعبه حازم عبد العظيم، أحد المشاركين في مشاورات جبهة التضامن للتغيير –جبهة معارضة في طور التأسيس- وفي نفس الوقت تجمعه علاقات قوية مع شفيق، وزاره في مقر إقامته بالإمارات مايو الماضي.

عبد العظيم أشار إلى أن شفيق لم يؤكد أو ينفِ ترشحه في الانتخابات المقبلة، ولكن إحساسه أنه سيترشح.

وربما يمثل عبد العظيم حلقه الوصل بين شفيق والقوى المعارضة للسيسي، لإمكانية إقناعهم بدعمه في مواجهة السيسي.

السيسي لا يرغب

عدم رغبة السيسي في ترشح شفيق ظاهرة تماما، فزياراته المتكررة إلى الإمارات والتي كان آخرها عقب عودته من نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثار حولها توقعات بطرح ملف ترشح رئيس الوزراء الأسبق.

ولا تتوقف الأحاديث الخاصة بمطالبات السيسي من الإمارات للضغط على شفيق لعدم منافسته في انتخابات الرئاسة المقبلة منذ فترة طويلة، خاصة مع تحرك هيئة الدفاع عن شفيق لحذف اسمه من قوائم الترقب والوصول بعد البراءة من قضية الفساد المعروفة إعلاميا بـ”أرض الطيارين”.

وعلى الرغم من أنه بات بمقدور شفيق العودة إلى مصر، فإن هناك تخوفات من القبض عليه فور الوصول، وتلفيق اتهامات له تتعلق بقضايا عسكرية، وإصدار حكم ضده لمنعه من الترشح.

ويظهر رفض السيسي لعودة شفيق من خلال الهجوم الذي تشنه وسائل إعلام موالية للنظام الحالي ومملوكة لرجال أعمال أو شركات تابعة للمؤسسة العسكرية أو المخابرات العامة.

حملة عنيفة تشنها وسائل الإعلام على شفيق كان أحدثها ما نشرته صحيفة “اليوم السابع” المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبوهشمية، في مقال لأحد هيئتها التحريرية تحت عنوان: “جبهة العواطلية هددوا بحرق مصر لو نجح شفيق.. واليوم يرشحونه رئيسا لإحداث فتنة كبرى!”.

الهجوم الإعلامي نال أيضا بعض المقربين منه والمؤيدين لترشحه وهو حازم عبد العظيم، في تقرير لصحيفة “المصري اليوم” بعنوان “مرة السيسي ومرة شفيق.. السياسة على طريقة حازم عبدالعظيم”.

دور الإمارات

وبعيدا عن التفاهمات الداخلية والتمهيد لترشح شفيق والمناورات الإعلامية لتشويه صورته، فإن الموقف الإماراتي الغامض يثير علامات الاستفهام.

ولاشك أن الإمارات تحدد مواقفها وفقا لما يخدم مصلتحها الخاصة، وهو ما ينطبق على حالة الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة وتحديد وجهتها لناحية دعم السيسي أو شفيق، فما هى حسابات أبو ظبي ؟

 

بن زايد

 

بن مكتوم

الإمارات استضافت شفيق لفترة طويلة بما يعني أن الرجل لديه علاقات قوية ووطيدة هناك، وعلى الرغم من الحديث عن مطالبات السيسي للضغط على شفيق لعدم الترشح فإن حازم عبد العظيم نفى هذا الأمر جملة وتفصيلا.

ويدعم النفي ظهور شفيق بين الحين والآخر للتعليق على بعض الأمور الداخلية والقضايا المثيرة والأوضاع السيئة في مصر.

ويمكن أن تقدم الإمارات دعما ماديا كبيرا لشفيق إذا ما إذا قررت الرهان عليه في انتخابات الرئاسة المقبلة، وفقا لما يخدم مصلحتها الخاصة.

ولكن الإمارات أيضا تنظر على أن السيسي هو الشخص الأقوى حاليا في مصر، ومدعوم من أجهزة الدولة على اختلافها وبالأخص المؤسسة العسكرية.

ومثلما ترى في شفيق ورقة رابحة لها فإن الأمر لا يختلف تماما عن السيسي، في ظل موافقته على رؤى الإمارات بالكلية، وإتاحة الفرصة للمستثمرين للعمل بحرية تامة في مصر وتعظيم المكاسب.

كما أن دعم شفيق بالأموال لمواجهة السيسي لا يكفي تماما في ظل دعم مؤسسات الدولة للأخير، إلا إذا تمكنت من الإطاحة به من خلال اتفاقات مع أطراف بالداخل مثلما حدث مع دعم وتمويل حركة تمرد.

وبالتالي فإن الحصان الرابح في المعادلة المصرية قد يكون السيسي على حساب شفيق، ولكن هذا لا يمنع إمكانية تقديم دعم مالي فقط للأخير للحفاظ على العلاقة قوية مع الطرفين انتظارالما تسفر عنه نتائج الانتخابات.

والإمارات تعتبر شفيق مجرد ورقة للتلاعب بالسيسي والضغط عليه لتنفيذ كل ما تطلبه، إذ تحدثت تقارير إخبارية عن سماح السيسي للإمارات بشراء أصول كبيرة في مصر مقابل عدم ترشح شفيق.

 

وذكر تقريرأن شركة أبراج كابيتال الاستثمارية الإماراتية اشترت مستشفى النيل بدراوي المطلة على نهر النيل مباشرة، كما اشترت دار الفؤاد ومجموعة مستشفيات كليوباترا ومستشفيات النخيل، ومعامل المختبر “مؤمنة كامل” وتتفاوض الآن لشراء مجموعة معامل البرج للتحاليل.

وتسعى الإمارات للسيطرة على القطاع الطبي بشكل كامل في غضون 5 سنوات، خاصة أنها تعتزم شراء مستشفيات حكومية كبيرة كقصر العيني والفرنساويوأبو الريش وأحمد ماهر والدمرداش.