تتزايد التحذيرات الإسرائيلية من احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، بالتزامن مع الوضع المتأزم على جبهتي غزة وجنوب لبنان. تترافق هذه التحذيرات مع حالة الاستنزاف التي يعانيها الجيش الإسرائيلي على عدة جبهات، وسط تعثر في إبرام صفقة لوقف الحرب في غزة، ما يفاقم الوضع الأمني في المنطقة.
أعرب الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) عن مخاوفهما من اتساع نطاق العمليات في الضفة الغربية، حيث تزايدت التحذيرات اليومية بشأن الهجمات والعمليات المخططة. يثير هذا الوضع القلق من تحول الضفة الغربية إلى جبهة جديدة مشابهة لقطاع غزة، مع تصاعد العمليات المسلحة ومحاولات تفجير سيارات مفخخة.
المعلق الإسرائيلي نداف إيال، في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، سلط الضوء على خطورة الموقف في الضفة، مشيرًا إلى مقتل ثلاثة أفراد من الشرطة الإسرائيلية على حاجز ترقوميا جنوبي الخليل مؤخرًا. وأشار إيال إلى أن محور المقاومة، الذي تقوده إيران، يسعى إلى تأجيج الأوضاع في الضفة من خلال تهريب الأسلحة والذخائر، مما قد يشعل انتفاضة جديدة.
رغم الجهود الأمنية المكثفة التي يبذلها الجيش الإسرائيلي والشاباك لاحتواء الوضع في الضفة الغربية، إلا أن الحرب المستمرة في غزة تستنزف الكثير من الموارد والاهتمام الأمني الإسرائيلي. هذا الوضع يترك الجيش في موقف حرج ويزيد من التهديدات التي تواجه إسرائيل على عدة جبهات. إيال أشار إلى أن استمرار الحرب في غزة يعقد الأوضاع ويزيد من حالة عدم الاستقرار الأمني التي تعانيها إسرائيل.
على صعيد آخر، تواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صعوبات في اتخاذ قرار بشأن صفقة لوقف الحرب في غزة. ورغم المحاولات المتعددة لإنهاء النزاع، فإن الخلافات بشأن بعض النقاط، مثل محور فيلادلفيا، لا تزال تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
من المتوقع أن يتم تقديم اقتراح تسوية أمريكي في الأيام المقبلة، وقد يصل وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، إلى المنطقة خلال الأسبوعين المقبلين لمحاولة دفع المفاوضات. تشمل الخطة الأمريكية عدة مراحل، حيث سيتم إطلاق سراح عدد من المخطوفين وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
يرى إيال أن الصفقة المقترحة تمثل مصلحة استراتيجية لإسرائيل، حيث ستسمح بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وتحرير الذخيرة الثقيلة من الولايات المتحدة، وتخفيف القيود العملياتية على الجيش. الأهم من ذلك، أن الصفقة ستساعد في كبح خطر التصعيد الإقليمي، مما يمنح إسرائيل فرصة لاستعادة بعض الاستقرار في منطقة تشهد توترات متصاعدة على عدة جبهات.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، قد تزيد من تعقيد الوضع الأمني المتوتر بالفعل.
اقرأ أيضًا : القسام تبث رسالة لأسير إسرائيلي أمريكي قتل في رفح
اضف تعليقا