تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة محمد بن زايد بتأجيج الأوضاع من أجل زعزعة استقرار عدة دول في المنطقة العربية وحتى في بعض الدول التي تضم أغلبية مسلمة من أجل إخماد التجارب الديمقراطية المزدهرة.

مولت الإمارات الانقلاب العسكري في مصر وساعد قائده الجنرال عبد الفتاح السيسي في اعتلاء الحكم والإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب في البلاد الراحل الدكتور محمد مرسي.

أما في ليبيا فقامت بدعم خليفة حفتر من أجل شق الصف الثوري ما تسبب في اندلاع صراعاً مسلحاً وفي اليمن تدخلت عسكرياً وقتلت أولادها قصفاً وجوعاً وتسببت في نزوح الملايين.

لم تكتف بالدول العربية فقط بل إنها توجهت إلى البلاد الإسلامية كباكستان التي دعمت المعارضة ضد رئيس وزرائها عمران خان وكذلك مولت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا 15 تموز / يوليو 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.. فكيف قامت بذلك؟ وهل انتهت بعد فشل التجربة؟!.

انقلاب 15 يوليو 

وصل الرئيس رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم في تركيا عبر انتخابات حرة نزيهة في عام 2002 ومنذ ذلك الحين وقد نال ثقة الشعب التركي ولذلك تكرر انتخابه إلى مدار20 عام مضت.

لكن في عام 2016 يأس الذين يريد سوء بتركيا أن ينقضي حكم أردوغان عبر الانتخابات النزيهة فحاولوا القيام بانقلاب عسكري إلا أن نزول الشعب التركي إلى الميادين والشوارع أبطل ذلك المسار واستطاعت الإرادة الشعبية الحفاظ على التجربة الديمقراطية.

وعند القيام بمحاكمة الانقلابيين في تركيا تبين تواصل الإمارات مع عدد من الجواسيس في الداخل التركي من أجل تأجيج الأوضاع وهو ما ألمح إليه قيادات بالدولة التركية.

يضاف إلى ذلك إلى الجمهورية التركية قامت بالقبض على جاسوس يعمل صحفياً وقد اعترف أن الإمارات حدد له راتب من أجل إعداد تقارير دقيقة حول تواجد بعض العرب والإخوان المسلمين على الأراضي التركية من أجل إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار.

أبوظبي احتضنت زعيم مافيا تركي هارب يهاجم قيادات الدولة ويحاول زعزعة النظام وهو المدعو سادات بيكار والذي يقيم في أحد فنادق إمارة دبي ويقوم بتسجيل فيديوهات من أجل إثارة الفوضى في البلاد.

تأجيج الأوضاع 

تشهد الجمهورية التركية عرساً ديموقراطياً اليوم حيث يقوم الشعب بانتخاب رئيسه ونواب البرلمان من جديد على عكس الإمارات التي يحكمها محمد بن زايد بالحديد والنار وبالقبضة القمعية.

لكن الإمارات لا تترك العرس يمر هباءاً فقد أطلقت أحد أبواقها وهو الأكاديمي المثير للجدل عبد الخالق عبد الله الذي قام بنشر استطلاعات رأي تدلل على هزيمة الزعيم التركي رجب طيب أردوغان وتجاهل تماماً استطلاعات رأي أخرى تشير إلى تقدمه على منافسه.

ليست هي المرة الأولى التي يقوم بها الأكاديمي المقرب من النظام بإثارة تلك المزاعم بل قام بذلك في انتخابات تركيا عام 2015 عندما أكد سقوط حزب العدالة والتنمية ليحوز بعدها على أغلبية برلمانية وتكرر الأمر في 2017 حينما قال أيام أردوغان معدودة لكن الرئيس التركي حظي بحكم تجاوز 6 سنوات بعدها.

الخلاصة أن الإمارات الآن تحاول أن تفسد على الشعب التركي عرسه الديموقراطي وتفتعل الأقاويل وتثير الجدل قبل الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات.

اقرأ أيضًا : معارضي الإمارات في الخارج.. بين التسليم والتضييق والتجسس