تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رئيسها محمد بن زايد بدعم الاستبداد والديكتاتورية في المنطقة وتسعى لإنهاء أي حالة تدعو إلى الديمقراطية والحرية لذلك اتخذ سبيل العداء مع ثورات الربيع العربي.

يسعى محمد بن زايد لوأد الديمقراطية من أجل أن يستتب له الأمر في البلدان العربية المجاورة والذي وضع مقدراتها ومواردها نصب أعينه لذلك قدم الدعم لقائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر والانقلابي الآخر خليفة حفتر في ليبيا وكذلك ساعد المرتزقة في السودان وتدخل عسكرياً في اليمن.

وكل من تلك البلدان لقي نصيبه من الخراب والدمار والانهيارات الاقتصادية ما اضطر أهلها إلى التهجير والخروج جراء ما فعلته الإمارات وأياديها الخفية القذرة بها.

ولعل حديث الساعة هو عودة السفاح “بشار الأسد” رأس النظام السوري الذي قتل الآلاف من أبناء شعبه وتسبب في هجرة الملايين إلى جامعة الدول العربية وقد مهد لذلك عدة دول على رأسها الإمارات فلماذا فعلت ذلك أبوظبي ولماذا تريد تلميعه دوليًا؟!.

كوب 28 وتلميع بشار 

نددت دول غربية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية دعوة السفاح بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية ووصفه مسؤولون أمريكيون بـ “مجرم الحرب” لكن ذلك لم يردع دولة الإمارات التي دعته لحضور مؤتمر المناخ كوب 28.

تحاول الإمارات تلميع بشار الأسد عبر حضوره مؤتمر المناخ “كوب 28” وحينئذ سيكون أول مؤتمر عالمي يحضره بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

بالرجوع للوراء قليلًا فإن الإمارات هي أول دولة استقبلت بشار الأسد وحاولت فك العزلة عنه بعدما ارتكب جرائم لا تعد ولا تحصى في حق شعبه، بدء من قمع المظاهرات مروراً بقصف العزل والمدنيين وقتل الأطفال بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً إضافة إلى التنكيل بالمعتقلين والقتل خارج القانون.. لكن فعل الإمارات هذا كالعادة كان له غرض خبيث يسعى وراءه محمد بن زايد.

طمع بن زايد 

يطمع محمد بن زايد في أن يضع قدمً في ملف إعمار سوريا ويسعى للاستحواذ على تلك البلاد المليئة بالمعادن لكن طمعه هذا لا يقف عند ذلك الحد بل إنه يريد استخدام ورقة سوريا في أكثر من لعبة سياسية.

اللعبة الأولى وهي التقرب إلى إيران التي تساند الأسد بشكل كبير والتي لولا تدخلها لكان انتهى أمره منذ زمن لكنها استطاعة إعادته بالسلاح والميليشيات والدعم الدولي ولذا فإن محمد بن زايد يتقرب إلى طهران من خلال احتضانه للأسد.

يريد محمد بن زايد من طهران أن تكف أيدي جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن وبذلك يستتب له الأمر ويستطيع التحكم بشكل كامل في الجزر اليمنية والذي يسعى لتقسيها إلى دولتين على الأقل.

الأمر الثاني وهو الأهم يريد محمد بن زايد جر سوريا عن طريق الأسد إلى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل محمد بن زايد كوكيل لها في المنطقة فكما ضم الرئيس الإماراتي البحرين والسودان والمغرب إلى هذا القطار يريد أن يجر سوريا إليها عبر بشار الأسد.

الخلاصة أن الإمارات تلمع الأسد دولياً وتفرضه على المجتمع الدولي لأنها تطمع في سوريا وتسعى إلى استخدام تلك الورقة لخدمة أهدافها الخبيثة ولصالح الكيان الصهيوني التي تعمل كوكيل له في المنطقة العربية 

اقرأ أيضًا : كيف انقلب محمد بن زايد على تقاليد الخلافة في الإمارات؟