تولى محمد بن زايد مقاليد الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة العام الماضي بشكل رسمي بعد وفاة أخيه الشيخ خليفة بن زايد، لكن بشكل فعلي فهو الرأس المدبر للإمارات والمنفذ لسياسة التدخل وبسط السيطرة والنفوذ.

بن زايد سعى للتوسع خارجياً عبر حياكة المؤامرات والمكائد ضد الدول العربية التي ذاقت الحرية مع وقع أحداث الربيع العربي التي هددت الديكتاتوريات وإزالة عروش الجبابرة في المنطقة.

بدءاً من مصر التي دعمت فيها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى ليبيا حيث المنقلب الآخر خليفة حفتر الذي أقام المجازر في حق الشعب الليبي واشتهر نظامه بالمقابر الجماعية مررواً باليمن التي تدخلت فيها عسكرياً بمساعدة السعودية كما دعمت رأس النظام السوري “السفاح” بشار الأسد.

أما داخلياً فقد بسط قبضة أمنية على الشعب الإماراتي وقام بقمع أي معارضة بشكل انتقامي وأخيراً قام بالانقلاب على تقاليد الدولة ووصية أبيه كي يستتب له الحكم ولنجله من بعده.

توريث الحكم  

بعد وفاة الشيخ خليفة في مايو الماضي والذي أقعد عن الحكم منذ عام 2014 بسبب إصابته بجلطة دماغية أصبح محمد بن زايد رئيس الإمارات بشكل رسمي وترك منصب ولي العهد شاغراً لمدة ما يقرب من عام حتى عين أبنه خالد بهذا المنصب.

خالد صاحب الأربعين ربيعاً تقدم في المنصب على عمه طحنون بن زايد رجل الاستخبارات القوي وصاحب منظومة اقتصاد كبيرة والمسؤول عن الملفات الأمنية الحساسة وكذلك تقدم على عمه الآخر منصور رجل الاقتصاد الخارجي للدولة وكذلك عبد الله وزير الشؤون الخارجية.

بتعيين خالد فإن محمد بن زايد ضرب بوصية أبيه الشيخ زايد عرض الحائط حيث أرادها المؤسس بين أبناءه ولذلك بدأت بالأخ الكبير خليفة ثم انتقلت إلى محمد بن زايد لكنها توقفت عنده ومن ثم انتقل إلى خالد لتصبح في نسله وقد خرج كل أخوته من اللعبة.

انقلاب ناعم 

يعتبر البعض أن محمد بن زايد اتخذ تلك الخطوات كي يمهد لأبنه الصاعد بقوة الحكم من بعده فقط، وعلى الرغم من كونها وجهة نظر صحيحة إلا أن محمد بن زايد أراد بذلك امتداد حكمه وتوطيده.

بالرجوع للوراء قليلاً فقد استأثر محمد بن زايد بالحكم لنفسه مستغلاً مرض أخيه الأكبر خليفة وفرض سيطرته على الإمارات ولذلك فهو يخشى أن يقوم أحد إخوته باتخاذ نفس اللعبة تجاهه ولذلك عزز من فرص ابنه عبر انقلاب ناعم على منصور وطحنون وعبدالله.

يضاف إلى ذلك فهو يخشى من انقلاب أحد إخوته عليه ولذلك أراد الاعتماد على نجله في منع أي فرص التي من الممكن أن ينتهزها كل من عبد الله أو منصور أو حتى طحنون صاحب العلاقات القوية.

الخلاصة أن محمد بن زايد بات يدير الدولة بعقلية رجال المافيا والعصابات وذلك عبر تصدير ابنه للمشهد كي يضرب به وجود إخوته الطامعين للحكم فمتى تصبح الإمارات دولة مؤسسات كالدول المتقدمة ومتى يستطيع المواطن الإماراتي تحديد مصير دولته؟.

اقرأ أيضًا : انهيار تجارة الذهب في السودان.. هل تم للإمارات مرادها؟