ربى الطاهر

لم يعد مرض “الإيدز” بالبعيد عن أي من البلدان الشرقية، فلم تعد المواجهة قاصرة على بلاد الغرب فقط… خاصة في ظل انتقاله عبر وسائل العدوى عن طريق الدم، والتي ساهمت بقدر كبير في انتقاله بين أعداد ليست بالبسيطة في تلك البلاد الشرقية المحافظة.

ويرفض كثيرًا أولئك الذين تساورهم الظنون حول احتمالية إصابتهم بمرض الإيدز مجرد التفكير في إجراء التحاليل المعملية والفحوصات العلنية، خوفًا من الفضيحة، وحرصًا على سمعتهم وسمعة عائلاتهم، مما يعرضهم لتفاقم المرض واكتشافه في مراحل متأخرة قد تؤدي بالكثير منهم إلى الوفاة، كما تعرض المقربين منهم للإصابة دون انتباه منهم لذلك.

إلا أن تقنية جديدة قد ساهمت في حل تلك المشكلة، وأتاحت الفرصة لهؤلاء لفحص أنفسهم داخل بيوتهم في سرية تامة، وفي الوقت والمكان الذي يحددونه.

الفحص بالمنزل

ففي ألمانيا، أعلن وزير الصحة الألماني أن كل شخص بات بإمكانه الاطمئنان على عدم إصابته بالإيدز، من خلال فحص نفسه ذاتيًا عبر جهاز اختبار يكشف عن الإصابة بالمرض، من خلال تحليل نقطة من الدم يحصل عليها من الإصبع، وتظهر النتيجة الدقيقة بعد 15 دقيقة من الفحص، وأكد أن جهاز فحص الإيدز سيتم توفيره في جميع صيدليات ألمانيا، وأن بإمكان أي شخص شراؤه، وأنه يمثل نقلة كبيرة في مجال مكافحة هذا المرض الخطير.

وحسب تصريحات وزير الصحة الألماني، فإن هناك 13 ألف مريض لا يعرفون أنهم مصابون بالإيدز، وأن 3 ألاف شخص سنويًّا معرضون للإصابة بالإيدز، وأن عدد المصابين فعليًّا بهذا المرض هناك بلغ 88 ألف مصاب.

ويؤكد مدير الصحة الجنسية في ألمانيا، نوربرت بروكماير، أن نتائج الجهاز دقيقة، ولكن احتمال الخطأ وارد في أي فحص طبي، لذلك ينصح الجميع بإعادة إجراء الاختبار مرة ثانية في حال ظهرت النتيجة الأولي لتؤكد أنك مصاب بهذا المرض، ويفضل أن يكون على يد طبيب أو في أحد المعامل والمختبرات المختصة، وأكد على ضرورة مرور 6 أسابيع على آخر علاقة جنسية؛ حتى يتسنى الحصول على نتائج دقيقة، ويوجد مع الجهاز نصائح إرشادية توجهك؛ ماذا تفعل، وكيف تتصرف في حال أظهرت نتائج الاختبار إصابتك بهذا المرض.

وفي أمريكا أجازت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية “FDA” اختبارًا منزليًّا لفحص الإصابة بالإيدز HOME ACCESS HIV-1 TEST، وأكد الأطباء المختصون أن دقة هذا الاختبار المنزلي تطابق تمامًا دقة الاختبار المعملي.

وفي بريطانيا لم يعد الحصول على الجهاز يحتاج إلى تصريح مسبق، فهو متوفر بالصيدليات، وكذلك الحال في النمسا وفرنسا،

فهذا الجهاز متوفر في بريطانيا على شبكات الإنترنت وفي الصيدليات، وتؤكد بريجيت بارد، مصممة الفحص، أن أي شخص يمكنه إجراء الفحص في سرية تامة عن طريق قطرة دم تؤخذ من الإصبع، وتظهر النتيجة خلال 15 دقيقة.

وحسب إحصائيات الصندوق الوطني لمكافحة الإيدز في بريطانيا “NAT” فإن هناك ما يقارب من 110 آلاف مريض بالإيدز في بريطانيا.

وقالت ديبورا جولد، المديرة العامة للصندوق، إن الأشخاص الذين تكتشف إصابتهم بالإيدز متأخرًا هم أكثر عرضة للوفاة بعشر مرات من الآخرين، وخصوصًا في السنة الأولي التي يتم فيها تشخيص المرض.

وحسب تقديرات البرنامج المشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، فإن هناك 2,2 مليون مريض من المصابين بالإيدز لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض داخل الإقليم الأوروبي، وأن 17% من المصابين في بريطانيا لا يعرفون أنهم ضمن دائرة المصابين بالإيدز.

وأوضحت الإحصائيات أن 55% من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال يصابون بمرض نقص المناعة (الإيدز)، بينما في فرنسا هناك 160 ألف مصاب، 18% منهم حالتهم غير مشخصة.

الفحوصات المعملية

ومن المعروف أن تشخيص الإيدز يتم في المختبرات عن طريق فحص الدم، أو الغشاء المخاطي في الفم، للكشف عن وجود أضداد لفيروس الإيدز، وتوصي مراكز مكافحة الأمراض الوقائية في الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة فحص الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 – 64 عامًا بشكل سنوي للتأكد من سلامتهم من مرض الإيدز كجزء أساسي من الفحوصات الطبية الروتينية.

وأثبتت الدراسات أن التأكد الدقيق من إصابة الجسم بالإيدز تحتاج لمرور ما لا يقل عن 12 أسبوع على الإصابة به، وربما تصل المدة إلى 6 أشهر وذلك لأن الجسم في حاجة لهذا الوقت لتكوين الأضداد أمام فيروس الإيدز.

ويعتمد تشخيص الإيدز معمليًّا على عدة تحاليل معروفة هي:

اختبار اليزا، الذي يكشف عن أضداد فيروس الإيدز، وفي حال كانت نتيجته إيجابية تثبت وجود المرض، يتم عمل الاختبار مرة ثانية، ثم إضافة اختبار ثان، هو اللطخة الغربية، ونتيجة التحاليل مجتمعة لا تدع مجالًا للشك وشديدة الدقة.

أعراض وأرقام

والإيدز من الأمراض الوبائية التي تصيب جهاز المناعة لتعرضه للإصابه بفيروس “HIV”، وله عدة أسماء منها: “مرض نقص المناعة المكتسبة”، و”مرض سيدا”، و”مرض العوز المناعي”، وحتى الآن لا يعرف دواء يقضي على الإيدز بشكل نهائي.

وتعتبر إفريقيا أكثر قارات العالم من حيث أعداد المصابين بالإيدز، حيث يقدر عدد المصابين بالإيدز في العالم 36,7 مليون مريض، حسب تقديرات البرنامج المشترك بين منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.

وتعتبر دول جنوب إفريقيا والهند وكينيا والولايات المتحدة والكونغو، هي أكثر دول العالم إصابة بهذا المرض.

وللإيدز أعراض مختلفة تختلف من شخص لآخر، حسب درجة مناعة جسمه، منها: ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، والتعرق الشديد أثناء الليل، والصداع المستمر، وفقدان الوزن، وتضخم الغدد اللمفاوية.