عملية نوعية تطيح بأحد مجرمي العهد السابق
في خطوة جديدة تؤكد توجه السلطات السورية نحو تفكيك إرث النظام المخلوع بشار الأسد، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اليوم السبت عن اعتقال دريد أحمد عباس، أحد المتهمين بارتكاب مجازر في عهد الأسد.
ووفقًا للوكالة، فقد تمكنت مديرية أمن حمص من تنفيذ عملية نوعية في منطقة الحولة أسفرت عن القبض على عباس، الذي ارتبط اسمه بمجزرة كفر شمس عام 2012، التي راح ضحيتها 40 شخصًا، بينهم نساء وأطفال.
كما شهدت تلك المجزرة استخدام المدفعية الثقيلة والحصار القاتل، ما أدى إلى وفاة العديد من الضحايا بسبب نقص الرعاية الطبية.
حملات أمنية تستهدف فلول النظام السابق
يأتي اعتقال عباس في سياق حملة أمنية واسعة أطلقتها السلطات الجديدة لملاحقة فلول النظام البائد، لا سيما في مناطق حارم وسلقين وكفرتخاريم التابعة لمحافظة إدلب.
وتستهدف هذه العمليات العناصر التي لم تبادر إلى تسوية أوضاعها، وفق ما أكدته مصادر رسمية. وسبق أن نفذت قوات الأمن العام عمليات مشابهة، مثل اعتقال مسؤولين سابقين في فروع المخابرات السورية، إلى جانب تصفية خلايا تابعة للنظام المخلوع كانت تنشط في تهريب الأسلحة وبث الفوضى في المناطق المحررة.
ويشير هذا التحرك إلى رغبة الإدارة الجديدة في فرض سيادة القانون وتحقيق العدالة ضد المتورطين في الجرائم التي ارتُكبت خلال حكم الأسد.
مكتسبات الثورة السورية
إن هذه الخطوات المتتالية تعكس نجاح الثورة السورية في إرساء قواعد العدالة والمحاسبة، بعد سنوات من القمع والانتهاكات. لم يعد مجرمو النظام السابق قادرين على الإفلات من العقاب، حيث تسير البلاد نحو مرحلة جديدة من العدالة الانتقالية، التي تضمن محاسبة المتورطين في الجرائم الكبرى، وتعيد بناء المؤسسات الأمنية على أسس مهنية بعيدًا عن الولاءات الطائفية والسياسية.
وبذلك، تقترب سوريا من تحقيق أهداف الثورة التي انطلقت من أجل إنهاء الاستبداد وبناء دولة قائمة على الحرية والعدالة والمساواة.
اضف تعليقا