العدسة _ إبراهيم سمعان

كشف الصحفي الإسرائيلي “باراك رافيد” تفاصيل “اجتماع مغلق” عُقِد فى مدينة نيويورك الأمريكية، بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعدد من رؤساء المنظمات اليهودية فى أمريكا، خلال زيارة الأمير السعودي للولايات المتحدة أواخر مارس.

وأضاف رافيد- المتخصص فى الشئون الدبلوماسية والذي يعمل أيضًا مراسلًا للقناة العاشرة الإسرائيلية– فى تقرير لموقع “axios” الأمريكي، أنّ ولي العهد السعودي، وجَّه خلال الاجتماع الذي عُقِد في 27 مارس الماضي، انتقادات حادة للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن.

وقال الكاتب، إنّ مصادر معلوماته تأتي من برقية من لوزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلها دبلوماسي من القنصلية الإسرائيلية فى نيويورك،  بالإضافة 3 مصادر- إسرائيلية وأمريكية- أطلعوا على تفاصيل الاجتماع.

وذكر الكاتب الإسرائيلي أن خلاصة انتقادات محمد بن سلمان تتمثل فى أن القيادة الفلسطينية تحتاج فى النهاية لأخذ المقترحات التي تعرضها الإدارة الأمريكية، أو التوقف عن الشكوي.

وأوضح الكاتب أنه وفقًا لمصادره، فقد قال ولي العهد السعودي لرؤساء المنظمات اليهودية نصًا خلال الاجتماع المغلق: إن” القيادة الفلسطينية أهدرت خلال العقود القليلة الماضية، الفرصة تلو الأخرى، ورفضت جميع مقترحات السلام التى قُدِّمت لها، وقد حان الوقت أن يأخذ الفلسطينيون المقترحات والجلوس إلى طاولة المفاوضات أو يخرسوا ويتوقفوا عن الشكوى”.

ولفت الكاتب إلى أنّ محمد بن سلمان طرح نقطتين إضافيتين حول القضية الفلسطينية؛ النقطة الأولى أن القضية الفلسطينية ذات أهمية قصوى للحكومة السعودية أو الرأي العام السعودي، موضحًا أنّ المملكة “لديها قضايا أكثر أهمية وإلحاحًا لمعالجتها والتعامل معها” مثل مواجهة النفوذ الإيراني فى المنطقة.

وأضاف الكاتب أنّ النقطة الثانية التي طرحها الأمير السعودي تتمثل فى أنّه (ولي العهد) وبغض النظر على كل انتقاداته للقيادة الفلسطينية، فقد أوضح أنه من أجل أن تقوم السعودية ودول الخليج، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فلابد أن يكون هناك “تقدم ملموس” فى ملف عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.

ونقل الكاتب عن مصادره الإسرائيلية والأمريكية التي اطلعت على تفاصيل الاجتماع، رد فعل زعماء المنظمات اليهودية، مؤكدًا أنهم ذهلوا عندما سمعوا تعلقيات محمد بن سلمان على القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّ أحد مصادره أكد له أن زعماء المنظمات اليهودية سقطوا حرفيًا من على كراسيهم من شدة الدهشة والمفاجأة من كلام الأمير السعودي وانتقاداته للفلسطينيين.

وعلق الكاتب أن كلام محمد بن سلمان مهم للغاية؛ فمنذ العام الماضي تقوم إدارة ترامب بصياغة خطة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد انتهى فريق السلام التابع للبيت الأبيض، بقيادة مستشار ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص جيسون جرينبلات، من صياغة الخطة وناقشا أين ومتى سوف يتم إطلاقها.

وأكّد الكاتب الإسرائيلي أنّ إطلاق الخطة سيكون أمرًا صعبًا، بسبب قيام الفلسطينيين بمقاطعة البيت الأبيض منذ إعلان ترامب فى السادس من ديسمبر الماضي القدس عاصمة لإسرائيل.

ولفت الكاتب إلى أن كوشنر تمكن خلال العام الماضي، من الحصول على دعم محمد بن سلمان فى محاولة منه لدعم عملية السلام إلى الأمام، وجعل العالم العربي يحثّ الفلسطينيين على الدخول فى محادثات سلام مع إسرائيل على أساس خطة السلام الأمريكية