قال جورجيو كافيرو المختص في تحليل المخاطر الجيوسياسية “ربما يتطور الصراع الراهن في السودان إلى صدام بين مصر والإمارات، في وقت تعتمد فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على نفوذ كل من أبوظبي والرياض في الخرطوم، وهو ما يظهر فشل استراتيجية واشنطن في أفريقيا.

جدير بالذكر أن السودان يشهد منذ منتصف أبريل الجاري، اشتباكات دموية بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية، بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما يعتبره مراقبون صراعا على السلطة والنفوذ في بلد يأمل في العودة إلى الحكم المدني.

وتابع كافيرو أن “الاضطرابات في السودان تثير قلقا شديدا في دول مجلس التعاون الخليجي التي لها مصالح في مستقبل البلاد”.

ولفت إلى أنه “كدولة على البحر الأحمر تتمتع بموقع جغرافي مهم، فإن السودان مهم للوصول إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكذلك طرق التجارة العالمية وسلاسل التوريد عبر مضيق باب المندب، كما أن لدول الخليج العربية مصالح في السودان تتعلق بالاستثمارات والأمن الغذائي”.

واستطرد المحلل المختص في تحليل المخاطر الجيوسياسية “الدولتان العربيتان الخليجيتان اللتان تتمتعان بأكبر قدر من النفوذ في السودان حاليا هما الإمارات والسعودية، وهذا ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في 2019”.

مشيراً إلى أنه في أواخر العام الماضي، وقَّعت السلطات العسكرية السودانية وشركتان مقرهما الإمارات اتفاقية بقيمة 6 مليارات دولار لتطوير ميناء أبو عمامة على البحر الأحمر”.

وزاد بأنه “بالنسبة للإمارات يعد هذا المشروع الكبير جزءا من سياسة أوسع في البحر الأحمر وأفريقيا، حيث يحاول الإماراتيون توسيع دائرة نفوذهم وبناء شبكة من البؤر الاستيطانية الاستراتيجية”.

اقرأ أيضًا : واشنطن بوست: الإمارات تتعاقد مع العسكريين الأميركيين المتقاعدين بطريقة غامضة