كتبه- هادي أحمد

 

اعتبر كاتب إسرائيلي بصحيفة “جيروزاليم بوست” أن العلاقات السرية التي تقيمها إسرائيل مع السعودية حاليا ضررها أكثر من نفعها.

وأضاف الكاتب “إيان ماي” في تقرير نشرته الصحيفة الإسرائيلية دعمه بآراء محللين سياسيين وأمنيين السلوك الذي وصفه بـ”المتهور” لولي العهد وصعوده السريع للسلطة وافتقاده لاستراتيجية واضحة في العديد من الصراعات التي يخوضها ستضر المصالح الإسرائيلية في المنطقة.

إلى نص التقرير

الكثير من الإسرائيليين، ينظرون إلى حزم وإصرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بشكل إيجابي ومبشر، ولكني أعتقد أن هذا السلوك “متهور” .

فالتقارير المتداولة والتي تحدثت عن عزم الملك سلمان بن عبد العزيز التنازل عن العرش لنجله ولي العهد في وقت مبكر من هذا الأسبوع، دفعت الكثير من المراقبين للتساؤل،  كيف تمكن هذا الأمير الشاب من الارتقاء  إلى العرش بهذه السرعة؟.

ولهذا من هو هذا الوريث الشاب للعرش السعودي ؟

يبلغ محمد بن سلمان (32 عاما ) ويلقب بـ”MBS “، و”سيد كل شيء” ، و”الإصلاحي”، ويحمل سلسلة طويلة من الألقاب الرسمية من بينها أنه ولي العهد، ووزير الدفاع، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

ومؤخرا تم تعيينه، رئيسا للجنة مكافحة الفساد، التي أشرفت على اعتقال المئات، بينهم أمراء من العائلة المالكة ووزراء حاليون وسابقون ورجال أعمال بارزون، وهي الحملة التي يعتبرها الكثيرون بمثابة خطوة لتعزيز نفوذه الداخلي قبل جلوسه على عرش المملكة السعودية.

ومن أجل الغرض السابق، شرع ولي العهد- في هدوء تام- في تعيين مجموعة من الأمراء الشباب في العديد من المناصب، وجميعهم إما من أحفاد أو أبناء أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود.

في 2008، تزوج محمد بن سلمان الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز آل سعود، ولديه ثلاثة أطفال.

وبعد تخرجه من جامعة الملك سعود، حصل على درجة البكالوريوس في القانون، وأمضي عدة سنوات في العمل في القطاع الخاص، قبل أن يصبح المساعد الشخصي لوالده عام 2009.

وفي عام 2015، عين والده الذي أصبح ملكا، الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، وبعد عامين فقط  أطاح به من المنصب ليفسح المجال لنجله محمد الذي أصبح وليا للعهد.

Image result for ‫محمد بن سلمان‬‎

محمد بن سلمان

إعادة تشكيل

وأوضح “بن سلمان” أنه مصمم على إعادة تشكيل المملكة وتغيير وجهها، من خلال التعهد بإعادة المملكة للمنهج المعتدل، وتحويل المجتمع المتشدد إلى آخر منفتح يتمتع مواطنوه بمزيد من الحريات ويجزب المزيد من الاستثمارات .

وفي إبريل 2016، قدم “بن سلمان” رؤية 2030، وهي مبادرة تهدف إلى التنوع الاقتصادي والابتعاد عن الاعتماد على النفط، والعمل على إنشاء منطقة استثمارية تجارية وصناعية، بحوالي 500 مليار دولار، تمتد إلى الأردن ومصر .

 

اليمن ولبنان

المملكة تشارك حاليا في مواجهات كبيرة مع إيران، ومستمرة في التوتر معها عبر الحروب بالوكالة، ومعارك دبلوماسية للحصول على النفوذ السياسي في المنطقة، وخاصة في سوريا واليمن والعراق، ومؤخرا في لبنان في أعقاب استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري.

ومن بين التغيرات الرئيسية التي استجدَّتها المملكة هي السياسية الخارجية، التي أصبحت أكثر عدوانية تجاه طهران، والتي كما ذكرت التقارير أنها قد تساعد إسرائيل في إلحاق الهزيمة بحزب الله اللبناني .

ولا تزال المجموعة الشيعية المدعومة من إيران، التي هي في القلب من الأزمة اللبنانية الحالية، متورطة في الصراع السوري، وتدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وأيضا لها مقاتلون في اليمن والعراق.

Image result for ‫الحريري و نصر اله‬‎

سعد الحريري و نصر الله

وبالعودة مرة أخري لفكرة الصداقة السعودية – الإسرائيلية، فإن الدكتور “يول جوزانسكي”  من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، قد سكب الماء البارد على الحماس الذي أبداه البعض  لفكرة الصداقة الإسرائيلية- السعودية الناشئة.

وقال “جوزانسكي”: إن هناك الكثير من المبالغة في هذا الأمر فالكثير من الإسرائيليين يرون إصرار محمد بن سلمان شيئا إيجابيا ومبشرا، لكني أعتقد أن هذا السلوك متهور ويضر بالفعل بالمصالح الإسرائيلية والأمريكية بالمنطقة.

وأضاف أن المصالح الإسرائيلية – السعودية لا تتداخل بشكل تام فيما يتعلق بإيران ولبنان، فكلا البلدين (إسرائيل والسعودية) لديهما وجهات نظر مختلفة حول طريقة التعامل مع هذه التهديدات.

محمد بن سلمان قاد عاصفة الحزم وهو تحالف سني مثير للجدل ضد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران، والذين أطاحوا بحكومة اليمن المعترف بها دوليا في عام 2015، وقد خلفت هذه الحملة دمارا كبيرا، وأصبح أكثر 80 % من السكان بحاجة إلي مساعدات إنسانية، وأصبح ولي العهد في مرمى نيران الاتهامات الدولية بسبب سوء إدارته للصراع.

Image result for ‫قصف اليمن‬‎

قصف السعودية لليمن

وفي هذا الصدد انتقد الدكتور أندرياس كريج ، أستاذ مساعد في كلية كينجز لندن  (King’s College London ) والمحلل الأمني المتخصص بالشرق الأوسط، محمد بن سلمان، ووصفه أنه الأوتوقراطي (الحاكم غير المنتخب) الذي يتجاهل أي شكل من أشكال الحكم التوافقي حتى داخل العائلة الملكية.

ووفقا “لكريج”، فقد فشل ولي العهد السعودي، حتى الآن على كافة الأصعدة السياسية والأمنية، لأنه لا يعمل وفق استراتيجية واضحة، فهو حاد الطبع سريع الغضب، وليس لديه أي صبر استراتيجي، وتعامله مع أزمة استقالة الحريري سيئ، ويبدو أنه يتراجع حاليا عن تحدي الدخول في مواجهة إقليمية مع إيران من أجل تجنب نزاع إقليمي كبير.