منذ أن اعتلى ولي العهد محمد بن سلمان سدة الحكم في السعودية، بعدما انقلب على ابن عمه الأمير محمد بن نايف عام 2017، وقد فرض قبضة حديدية على المملكة تسببت في سمعة سيئة لحقت بالسعودية في العالم بأسره.

بعد عام واحد من صعود محمد بن سلمان تم اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بالمدينة التركية “إسطنبول”، ولم يكتف ولي العهد بتلك الجريمة البشعة بعد قتله وتقطيع أوصاله، بل إنه قام بالتنكيل بكل من يعارضه ولو بكلمة تكتب على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي.

علاوة عن ذلك فلم يرحم بن سلمان لا رجل ولا حتى امرأة ولم ينج من السجن والتعذيب من المعارضين أو الدعاة إلا القليل، لذا ذاع صيت المملكة في الأوساط أنها بلاد القمع والقتل، وتحولت بلاد السكينة والمقدسات إلى بلاد الخوف بفعل ولي العهد.

كل ذلك كان سبباً رئيساً أن يحذوا محمد بن سلمان حذو الحكام الذين يمارسون النهج الديكتاتوري تجاه شعوبهم فاتجه لإلهاء الشعب عن طريق حفلات الترفيه بالداخل، أما في الخارج فسعى إلى الاستثمار الرياضي كي يظهر الانفتاح أمام الغرب.. كانت آخر الخطوات هي انضمام النجم العالمي كريستيانو رونالدو إلى صفوف نادي النصر السعودي.. فلماذا أراد محمد بن سلمان تلك الخطوة فهذا التوقيت بالذات؟!.

غسيل رياضي 

خطوات السعودية نحو تجميل صورتها أمام العالم لم تبدأ بخطوة رونالدو، بل إن ولي العهد قام باستثمار مليارات الدولارات في لعبة الغولف بمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي ظهر في تلك الآونة رئيس صندوق الثروة السيادي ياسر الرميان مرتدياً قبعة تحمل شعار حملته الانتخابية.

ياسر الرميان برز اسمه من جديد مع استحواذ المملكة على نادي نيوكاسل الإنجليزي في عام 2021، تلك الصفقة التي تمت على متن يخت “سيرين” الذي يملكه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ليس ذلك فحسب فقد قام محمد بن سلمان بإرسال رسالة نصية عبر برنامج “واتس آب” إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك يقول له ” إن أزمة دبلوماسية قد تحدث بين البلدين السعودية والمملكة المتحدة إذا لم تتم صفقة الاستحواذ على نيوكاسل.

لماذا الآن؟! 

بعد إتمام صفقة الاستحواذ رفض جانب من جماهير نادي نيوكاسل الإنجليزي امتلاك دولة قمعية لناديهم العريق، وتزامن ذلك الحدث مع الحكم الجائر الذي صدر بحق الناشطة سلمى الشهاب بـ 34 سجن.

لكن حكومة بن سلمان استمرت في الغسيل الرياضي، وحاولت الاستحواذ على نادي ليفربول الإنجليزي علاوة عن قيامها باستضافة اللاعب العالمي الأرجنتيني ليونيل ميسي وجعلت منه سفيراً للسياحة بالمملكة.

ومع بدء مونديال قطر الإستثنائي سعت السعودية إلى ضم كريستيانو رونالدو اللاعب البرتغالي إلى صفوف نادي النصر السعودي، وتلك الخطوة بالتحديد أراد ولي العهد أن يجعلها تتم بأي ثمن لعدة أسباب.

السبب الأول أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يغار من النجاح الباهر الذي حققته دولة قطر باستضافة المونديال وخروجه بأبهى صورة، والسبب الثاني هو ما كشفت عنه صحيفة “أنجل تايمز” الأمريكية.

الصحفية أصدرت تقرير يحمل عنوانًا “الرقص في الداخل، والمعارضة في الخارج هذه هي الطريقة التي يغير بها محمد بن سلمان السعودية”، كشفت فيه عن تنامي قوى غاضبة داخل المملكة تجاه أفعال محمد بن سلمان وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتجاهله غرق المدن السعودية جراء السيول والأمطار.

الخلاصة أن محمد بن سلمان يريد أن يحقق نجاحًا مزيفًا بضم نجم الكرة العالمي كريستيانو رونالدو إلى صفوف نادي سعودي، إضافة لذلك فهو يريد أن يلهي الشعب بتلك الصفقة ويغطي على جرائمه وانتهاكاته في ملف حقوق الإنسان.

اقرأ أيضاً : كيف سلمت السعودية الصواريخ الباليستية المتطورة لميليشيا الحوثي بالخطأ؟!