قدم محمد بن سلمان ولي العهد السعودي منذ اليوم الأول في اعتلاء الحكم في المملكة وعداً كبيرة للشعب السعودي حيث التقدم والانفتاح والحياة المليئة بالرفاهية لكن الشعب لم يرى أي من ذلك على مدار 8 سنوات.

وضع بن سلمان يده على المؤسسات الاقتصادية في الدولة الخليجية الغنية بالنفط ووعد أبنائها بالقضاء على البطالة في بضع سنوات معدودة لكنه بدل من استثمار كل طاقات الشباب وضع تلك الأموال في مشاريع وهمية تبخرت معها أموال المملكة.

وبعد ما يقرب من العقد بات الشباب في المملكة لا يستطيعون أن يجدوا عملاً أو أن يتموا تدريباً مؤهلاً للعمل في المملكة بسبب قرارات ولي العهد.. وعلى الجهة الأخرى هناك إعلاماً مطبلاً لولي العهد ولإنجازاته غير الموجودة.

مؤخراً سلطت منظمات دولية الضوء على معدلات البطالة في السعودية وقد ادعى إعلام بن سلمان هبوط معدلها في تلاعب واضح في حين أن الأرقام تدل على زيادة كبيرة بها.

الأمان الوظيفي 

كذبت دراسة دولية صادرة عن معهد AGSIW  الدعاية الحكومية الرسمية بشأن انخفاض البطالة في السعودية مشددة أن التقلبات الكبيرة في بيانات سوق العمل في السعودية تجعل من الصعب استخلاص استنتاجات مؤكدة من أي إصدار للبيانات.

علاوة على ذلك فإن الدراسة كشفت عن  أن الانخفاض في إجمالي معدل البطالة خلال العام الماضي يرجع إلى انخفاض المشاركة في القوى العاملة وليس إلى نمو التوظيف القوي وذلك يرجع إلى فقدانهم الأمان الوظيفي في المملكة.

وعلى الرغم من وعود تخفيض البطالة ضمن رؤية 2030 التي يروج لها الإعلام إلا أن النسب لدى الفئة العمرية التي استهدفها التقرير ازدادت، ففي عام 2015 كان معدل الشباب خارج مقاعد العمل والتعليم والتدريب عند 16.1% لكنه قفز لـ 25%منتصف 2021.

الواسطة والمحسوبية 

تعتبر مؤسسة الملك خالد والتي لم تخرج عن عباءة الترويج لدعم بن سلمان هي المؤسسة الأكبر لتأهيل للشباب وتوفير فرص العمل لهم لها عبر “برنامج تنمية القدرات البشرية” والذي يأتي ضمن رؤية 2030، إلا أن الشباب لا يستمر في الخطة التأهيلية 

كشفت تقارير أن واحد من بين كل 4 شباب في المملكة (بين 15-24 سنة شملتهم الدراسة) ينقطع عن التعليم والتدريب لتأهيل الانضمام لسوق العمل، وبلغة الأرقام فإن مليون ناشئ من بين 3.92 سعودي يعانون من غياب الدعم.

هذا يعني خسارة 25% من شباب السعودية  أصبح بعيدًا عن ميادين التعليم والتدريب، يرافقها إهدار فرصة اقتصادية غير مستغلة تُقدّر بـ 45 مليار ريال سنويًا يفقدها الاقتصاد في التنمية.

فيما أرجعت التقارير أن عزوف الشباب عن الفترة التدريبية إلى اصطدام بدورة طويلة للبحث عن فرصة عمل في ظل انتشار الواسطات والمحسوبيات في عهد ولي العهد السعودي.

الخلاصة أن حاشية محمد بن سلمان تتلاعب في أرقام البطالة وتوهم الشعب بإنجازات غير موجودة على أرض الواقع وهو ما يجعل اليأس يدب في قلوب الشباب الذين سئموا العيش تحت الضغوط الهائلة في عهد بن سلمان.

اقرأ أيضًا : قمع غير مسبوق.. نساء في غياهب سجون محمد بن سلمان