منذ وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى سدة الحكم، فرض قبضة أمنية واسعة النطاق على مدن المملكة وقام بإزاحة كل من وقف أمام وعلى رأسهم ابن عمه الأمير محمد بن نايف ولي العهد  السابق.

استحوذ ولي العهد على كل منافذ السعودية الإعلامية وكل مقدراتها الاقتصادية ووضع على رأس كل مجال منهم أحد المقربين منه والذي يضمن ولائه بشكل تام لكنه لم يكتفي بذلك، فبعد فرض الرقابة والقوة البوليسية على المعارضة في الداخل طمح لكبح جماحها في الخارج.

استخدم ولي العهد أساليب ملتوية من أجل تكميم أفواه المعارضة في الخارج كما فرضها عليهم في الداخل ورغم لجوءه للغسيل الرياضي والإعلامي إلا أن بعض القضايا التي أثارت الرأي العام كشفت ألاعيب ولي العهد الملتوية لقمع المعارضة.

ولعل أهم القضايا التي أحدثت ضجة إعلامية في الآونة الأخيرة هي قضية موظف تويتر السابق أحمد أبو عمو الذي استغل منصبه للإدلاء بمعلومات تخص المعارضة السعودية لصالح حكومة ولي العهد.

قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو عمو ثلاثة أعوام بسبب إدلاء معلومات وفضح بيانات بعض المعارضين في الداخل السعودي والخارج.. والحقيقة أن الإدعاء طالب بالحكم عليه عشر سنوات لما تسبب فيه من أذى للمواطنين السعوديين والذي يقبع بعضهم في غياهب السجون.

 

قصة أبو عمو 

أحمد أبو عمو هو شخص لبناني أمريكي كان يعمل في شركة تويتر كمدير للشركات الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكنه في عام 2014 تورط في قضية تجسس تخص معارضين سعوديين.

استخدم أبو عمو منصبه الذي يخول له الإطلاع على حسابات وبيانات المستخدمين في تسريب تلك البيانات لصالح الحكومة السعودية والتي استخدمتها بالفعل وقامت بالقبض على ناشط سعودي يدعى عبد الرحمن السدحان.

في شهر أغسطس الماضي نشرت وزارة العدل بالولايات المتحدة الأمريكية بياناً أعلنت فيه حيثيات اعتقال أبو عمو بالإضافة إلى أنه جاري البحث عن اثنين آخرين قاموا بالهروب خارج البلاد بتهمة التجسس.

بعد التحقيق مع أبو عمو اتضح أن مسؤول سعودي لم يتم الإفصاح عن اسمه في ذلك الوقت قام بتجنيده من أجل التجسس على المعارضين وإدلاء معلومات عنهم وهو ما فعله الموظف السابق بتويتر.

تعليمات ولي العهد 

أثبتت التحقيقات أن إبرام الاتفاق بين المسؤول السعودي والموظف السابق بتويتر أحمد أبو عمو تم أثناء أجازة كان يقضيها ولي العهد مع حاشيته في لندن والذي يدل على أن الاتفاق كان بأوامر من محمد بن سلمان حيث أن الاتفاق تم في نفس المكان والزمان. 

علاوة على ذلك فقد أكدت تقارير غربية أن المسؤول السعودي هو رئيس الأركان المقرب من ولي العهد بدر العساكر وقد قام بتقديم لأبو عمو ساعة باهظة الثمن وقام بتحويل مبلغ مالي لحساب والده في لبنان يقدر بـ 100 ألف دولار.

قام أبو عمو بعملية غسيل أموال ومن خلالها نقل الأموال إلى الولايات المتحدة الأمريكية فما كان من الأجهزة الاستخباراتية سوى أنها قامت بتتبعه حتى قامت بالقبض عليه في نوفمبر 2019 واليوم قضت عليه محكمة أمريكية بالسجن ثلاث سنوات.

الخلاصة أن ولي العهد يحاول فرض الخوف على المعارضين السعوديين في داخل والخارج ويستخدم في ذلك أساليب دنيئة من خلال قوة المال والنفوذ.

 

اقرأ أيضاً : بن سلمان يحتفي بإنجازات وهمية.. والشعب: أين هي الإصلاحات يا ولي العهد؟!