تقدم رئيس الدولة الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسميا بأوراق ترشحه للرئاسة رغم يوم جديد من الاحتجاجات في البلاد، وفي خطاب له، وعد، بأنه إذا انتخب في 18 أبريل المقبل، سيدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة لن يشارك فيها.

تحت هذه الكلمات قالت صحيفة “ليبراسيون ” الفرنسية: قام الطلاب الجزائريون متصدرون الاحتجاج الشعبي ضد الولاية الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مرة أخرى بشل جامعات البلاد للمرة الثانية للأحد الثاني على التوالي.

في الجزائر العاصمة وتلمسان، غرداية، برج بوعريريج، تردد نفس الشعار المعادي لترشيح الرئيس بوتفليقة في كل مكان، كما نظم طلاب جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا احتجاجا وفي نفس الوقت كان طلاب كلية الطب والأدب والمعلومات والعلوم يحتجون على ترشح الرئيس الجزائري.

حاول الشباب الاقتراب من المجلس الدستوري، وفتحت شرطة مكافحة الشغب على الفور مدافع المياه الخاصة بهم لإبعادهم عن هذه المؤسسة. وبعد ذلك بقليل، انتشر الخبر في شوارع الجزائر العاصمة، وعلى الفور وصلت العديد من الشاحنات، التي من المفترض أن تحمل شعارات لترشح عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية في 18 أبريل، إلى المجلس الدستوري.

شيك مفتوح

حتى اللحظة الأخيرة، كان الكثيرون يأملون ألا يقدم الرئيس بوتفليقة ملف ترشحه في اليوم الأخير، وبعد مرور ساعة ظهر عبد الغني زعلان، الشخص الذي عين لتوه مديرا لحملة بوتفليقة. فلا شك أن وزير النقل والأشغال العامة السابق، على أمل تهدئة الاستياء العام، من خلال رسالة قرأها إلى الجزائريين، نيابة عن بوتفليقة.

في هذه الرسالة وعد الرئيس المنتهية ولايته بأنه “إذا جدد الشعب الجزائري الثقة فيه [18 أبريل]، أنا رسميا أمام الله وأمام الشعب الجزائري ملتزم بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة” سيحدد موعدها مؤتمر وطني يعمل أيضا على إقرار إصلاحات دستورية.

كما تعهد بإعداد دستور جديد يطرح على الاستفتاء من أجل ولادة “جمهورية جديدة”، وبالعمل على وضع سياسات “عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والاقصاء الاجتماعيين بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد”.

وقال بوتفليقة، الذي انتخب لأول مرة في عام 1999 وإعادة انتخابه بشكل مستمر منذ ذلك الحين “نمت إلى مسامعي وكلي اهتمام هتافات المتظاهرين عن آلاف الشباب الذين خاطبوني بشأن مصير وطننا. إني لمصمم (..) إن حباني الشعب الجزائري بثقته مجددا على الاطلاع بالمسؤولية التاريخية وألبي مطلبه الأساسي أي تغيير النظام”.

وأكد الرئيس الجزائري أن “المؤتمر الوطني” يجب أن “يناقش ويطور ويعتمد إصلاحات سياسية ومؤسسية واقتصادية واجتماعية، ينبغي أن تشكل أساس النظام الجديد”. ومن الضروري أيضاً أن تطمئن هذه الكلمات الجزائريين وأن تقنعهم بأن يمنحوه شيكاً على بياض في وقت يؤكدون على عدم قدرته على إدارة البلاد.

ودخل الرئيس الجزائري إحدى مستشفيات سويسرا منذ أيام. وفي يوم أمس، جعل، الموعد النهائي لتقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 أبريل، الرأي العام معلقًا في ظل عدم اليقين الذي يحيط بترشيح الرئيس المنتهية ولايته والذي يسعى لولاية أخرى على الرغم من مرضه وضغط الشارع.

وبالإضافة إلى عبد العزيز بوتفليقة، سجل عشرات المرشحين أسمائهم أمام المجلس الدستوري ومن جانبه ، أعلن علي بن فليس، المنافس الرئيسي لعبد العزيز بوتفليقة في انتخابات 2004 و 2014 الرئاسية ، أنه لن يرشح نفسه للانتخابات في 18 أبريل.

وقال إن “الظروف السياسية الحالية لا تسمح لي بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة”، مضيفا “الأوضاع الراهنة تستوجب الاستماع إلى الشعب، وأن الانتخابات الرئاسية، في الظروف الحالية، لا معنى لها ولا مبرر لوجودها، وأن الشعب الجزائري استعاد السيطرة على مصيره ولم يقل كلمته الأخيرة بعد”.

طالع النص الأصلي للتقرير من المصدر عبر الضغط هنا