قال العرب قديماً “تمخض الجبل فولد فأراً” نكاية عن الشخص الذي يُتوقع منه أن يأتي بالكثير المُجدي، بينما لا يستطيع إلا أن يتحصل على القليل، هذا المثل ينطبق على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال إعلامه أنه أبهر العالم بأفكاره المشرقة وخاصة فكرة “مشروع نيوم”.
في عام 2017 كشف ولي العهد محمد بن سلمان عن مشروع نيوم، الذي سيجعل الناس تعيش في بيئة نظيفة، كما أنهم سيتنقلون بالطائرات ليقطعوا أميالاً خلال خمس دقائق فقط، لكن في الحقيقة لم يجد الشعب السعودي إلا الفشل.
أهدر ولي العهد الشاب المولع بألعاب الفيديو مليارات السعودية الغنية بالنفط على مشاريع فاشلة غير مدروسة، وكي تكتمل منظومة الفشل عمد محمد بن سلمان أن يضع على رأس هذا المشروع، الذي وصفه البعض بأنه “درب من الخيال” مدير فاشلاً يرعى التحرش ويشوه صورة المملكة أمام العمالة الأجنبية.
نظمي النصر.. وقع الاختيار عليه من قبل ولي العهد وقد وصفه البعض، بأنه صورة من محمد بن سلمان الذي يحكم المملكة الآن بالقوة الأمنية، فقد اختار النصر نفس الأسلوب وقام بقمع الموظفين فهدد بعضهم وقام بفصل آخرين ولا يزال على رأس عمله.
الثقافة الوحشية للنصر
عند انطلاق مشروع نيوم عين محمد بن سلمان خبيراً ألماني يدعى كلاوس كلاينفيلد مديراً تنفيذياً للمشروع على رغم من سمعته السيئة وفشله في أكثر من مشروع، فقد تمت إقالته من شركة “سيمنس” بعد إدانته بقضية الاختلاس.
ولم يمض إلا عامًا واحدًا وقد عينه محمد بن سلمان مستشاراً اقتصادياً لولي العهد ليأتي بنظمي النصر رئيساً تنفيذاً لمشروع يصعب تصديقه علاوة عن تنفيذه عام 2018.
النصر معروفًا لدى العاملين بالمملكة حيث إنه عُرف بأسلوبه الفظ والقاسي وأنه يمارس الضغط على العاملين لإتمام مهام أكبر من طاقتهم، لكن المدراء والعاملين الأجانب لم يكونوا يعلموا ذلك عنه، فأدي ذلك الأسلوب إلى هجرة جماعية للعاملين الأجانب في نيوم.
في عام 2019 أصدرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً عن حالة الهجرة الجماعية التي يقوم بها العاملين في مشروع نيوم، وأكدت على أنه بدءاً من عمال النظافة والبناء مرورًا بقطاع المهندسين وحتى المدراء التنفيذيين باتوا يهربون من مشروع نيوم بسبب ما أسمته “الثقافة الوحشية للنصر”.
إرضاءً لبن سلمان
بالعودة لتقرير الصحيفة الأمريكية فإنها استطردت في وصف نظمي النصر وأشارت إلى أنه يحاول إرضاء محمد بن سلمان قدر الإمكان، بل إنه يحاول تقليده في بعض الأحيان من خلال ممارسة الأسلوب ذاته مع الموظفين.
وصفت الصحيفة النصر بأنه رجل عدواني ويطلب من الموظفين مهام غير منطقية ويقوم بالتهديد والوعيد دائمًا، ما جعل بعضهم يترك وظيفة تدر عليه ما يقرب من مليون دولار سنوياً بسبب نظمي النصر.
علاوة عن ذلك فقد هدد النصر أحد الموظفين بالقتل بسبب انسحاب شركتين من نيوم واللاتي أعلنا فيما بعد أن سبب الانسحاب هو السمعة السيئة للمملكة في مجال حقوق الإنسان.
كما تحدثت صحف غربية عن وقائع تحرش جنسي حدثت في مشروع نيوم الواقع في الصحراء ولم يحرك النصر ساكناً تجاه ذلك، لكنه إرضاءاً لسيده يمارس سياسة التخويف والإساءة تجاه الموظفين حتى أن بعضهم نقل عنه أنه قال “أنا أتعامل مع الموظفين كالعبيد.. احتفل عندما يموت أحدهم”.
الخلاصة أن محمد بن سلمان ترك إدارة مشروع نيوم الوهمي والذي علق عليه كل أحلام وآمال المملكة على حد قوله لشخص يشبهه في الشخصية يمارس القمع على الموظفين ويهددهم بالقتل ويصفهم بالعبيد.
اقرأ أيضاً : فيصل بن فرحان… المدافع الأبرز عن جرائم بن سلمان
اضف تعليقا