شهد الأسبوع الماضي حادثة مروعة في حق الشعب الفلسطيني حيث اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفية “شيرين أبو عاقلة” التي تعتبر صوتاً للضمير الفلسطيني وعنواناً للصحافة.. والحقيقة أن الصحفيين قد شهدوا أسبوعاً مليئاً بالأحداث السيئة فعلاوة على قتل أبو عاقلة فقد تم استهداف 3 صحفيين آخرين عمداً ومن ثم أصبحت حياة الصحفيين جميعاً في خطر وبات استهدافهم أمر سهلاً لا يعاقب من يرتكبه سواء كان جيشاً كجيش الاحتلال وغيره من المافيات والعصابات التي تخشى صوت الحقيقة فتعمد لقتل الصحفيين.
مقتل الصحفيين
في أقل من 10 أيام قتل 4 صحفيين عمداً من بينهم “شيرين أبو عاقلة” في حملة ممنهجة للقضاء على حرية الصحافة من خلال استهداف الصحفيين وتصفيتهم جسدياً.
“يسينيا مولينيدو” صحفية مكسيكية معروفة ومديرة لموقع الحقيقة الصادقة الإلكتروني الإخباري والذي تم تأسيسه تحت عنوان صحافة في خدمة الإنسانية، كانت قد تلقت تهديدات من مجهولين على مدار عام تقريباً لكنها ذات يوم لاحظت أن رجلين مثيرين للشبهات يلحقان بها على دراجة نارية، وقد هددها أحدهما بصوت عالٍ “نحن نعلم أين تعيشين، أيتها العاهرة”، إلا أنها لم تكن تعرف أن ذلك الإنذار سيتحول إلى حقيقة، وأنه سيتم اغتيالها بالفعل بعد عشرة أيام قبالة أحد المتاجر، ظلت الصحفية المكسيكية مدةً تزيد على العام تحاول التغافل عما كانت ترجو أن يكون مجرد تهديدات فارغة تحاول أن تبعدها عن كتابة التقارير المثيرة حول الجريمة في مدينة كوسولياكيك الساحلية، وقد اضطرت إلى تغيير رقم هاتفها مراراً في محاولة للتخلص من مكالمات التهديد، وحين كان يسألها أقاربها عن سلامتها، كانت تقول “لا أظن أن يصيبني أي سوء”، لكن في يوم الإثنين 10 مايو / أيار الساعة 1:15 عاجلها القتلة وهي أمام أحد المتاجر برفقة زميلة مبتدئة تدعى “شيلا جوهانا غارسيا” وأمطروهم بوابل من الرصاص ليفارقوا الحياة على فور.. بعد يومين على مقتل الصحفيتين فوجع العالم بمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية، برصاصة في الرأس أثناء نقلها أخبار مداهمة عسكرية إسرائيلية لمخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، ثم في اليوم التالي، قتلت الصحفية التشيلية “فرانسيسكا ساندوفال”، بعد أن أصيبت برصاصة في الرأس أيضاً أثناء نقلها أخبار احتجاجات عيد العمال في بداية الشهر.
تحريض على الصحفيين
عقّب “روبرت ماهوني”، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، قائلاً إن كل حادثة إطلاق النار من تلك الحوادث لها تختلف عن الأخرى وتتباين ظروفها ، “إلا أن هذه الحوادث يجمعها ناظم مشترك، وهو ما رأيناه من زيادة واقعة في أعداد الصحفيين القتلى في عام 2022″، فهو يرى أن مهنة الصحافة المستقلة أصبحت خطراً عما ذي قبل، لكنه استشهد بوقائع قتل الصحفيين في الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك تحريض الرئيس المكسيكي على قتل الصحفيين وهو ما أدى لمقتل ما يزيد عن 11 صحفياً هناك وأرجع زيادة عدد القتلى الصحفيين إلى هذين السببين، فالوضع طبقاً لما يراه “ماهوني” أننا أمام مستقبل مظلم لحرية الإعلام في عالم يتزايد فيه الاستبداد.. أما في واقعة أبو عاقلة فقد عقبت “جودي جينسبيرغ”، رئيسة لجنة حماية الصحفيين حيث قالت “قال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليها وقتلتها أثناء قيامها بعملها الصحفي، وذلك مع أنها كانت تعلن بوضوح أنها صحافية، وهي حالة تدل على نمط مقلق من استهداف القوات الإسرائيلية للصحفيين الفلسطينيين”، والجدير بالذكر هنا أن قوات الاحتلال نفت في البداية مسؤوليتها عن اغتيال أبو عاقلة، وحاولت إلصاق الجريمة بالمقاومة الفلسطينية بمخيم جنين، وهي الرواية التي دحضها مركز حقوقي إسرائيلي وأكد على صحة الرواية الفلسطينية.
الخلاصة أن الصحفيين بات اليوم في خطر أكبر فهم أصبحوا لا يقتلون في تبادل إطلاق نار أو عن طريق الخطأ بل أصبح استهدافهم أمر طبيعي من قبل المافيا والقوات النظامية الوحشية.
اقرأ أيضاً : تصفية شيرين أبو عاقلة: الكلمة لن تموت والعدالة يوما ما ستتحقق
اضف تعليقا