كشفت وكالة رويترز ، في تقرير لها عن الأوضاع المزرية التي يعيشها العمال الأجانب في دولة الإمارات، حيث تضاعفت معاناته في الآونة الأخيرة بسبب تزايد أزمة فيروس كورونا المستجد، نتيجة افتقادهم لوسائل الوقاية وانعدام التباعد الاجتماعي في أماكن عملهم.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان- الإمارات: انتهاكات حقوق العمالة ...

وبعد تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف العمال، سارعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للتغطية على الكارثة التي لحقت بالعمالة الوافدة في الإمارات وخاصة في إمارة دبي، التي يعاني فيها العمال من الإهمال الطبي بعد إصابتهم بالفيروس.

وفي محاولة لحفظ ماء وجهها، أعلنت الإمارات عن مبادرة تحت اسم “أنتم بين أهلكم” المندرجة ضمن برامج الهيئة في مجال الخدمات المجتمعية، وذلك سعيًا لامتصاص غضب الوافدين المصابين.

وعقب تزايد إصابات العمالة الوافدة، قال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنه بصدد كفالة ورعاية أسر جميع المتوفين بفيروس كورونا من جميع الجنسيات في الدولة وذلك ضمن المبادرة.

وفي تصريح له، قال محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي إنّ المبادرة تهدف إلى تخفيف التداعيات الإنسانية والآثار التي تخلّفها جائحة كورونا على حياة بعض الأسر، مشيرا إلى أن الهيئة ستوفر كافة المتطلبات التي تحتاجها الأسر التي فقدت أحد أفرادها بسبب الوباء وتقدم كل ما يساهم في تعزيز قدرتها على مواجهة ظروف الحياة وتجاوز محنة الفقد التي لحقت بها.

كما وعد الفلاحي بأن تبذل الهيئة كل ما في وسعها لتحقيق أهداف المبادرة الإنسانية وإظهار أكبر قدر من التضامن مع أسر ضحايا فيروس كورونا.

وتشير  وكالة رويترز ، إلى أن فيروس كورونا انتشر في الأحياء التجارية ذات الكثافة السكانية العالية حيث يتشارك كثير من المغتربين في السكن لتوفير الإيجار. وقد فقد كثير منهم وظائفهم وأصبحوا يعيشون في ظل أوضاع شديدة الصعوبة.

ويتشارك المهندس الهندي محمد إسلام شقة تتألف من ثلاث غرف في أبوظبي مع 14 شخصا آخرين.

وقال كريشنا كومار، رئيس مركز كيرالا الاجتماعي في الإمارات، إن هناك “أشخاصا كثيرين مصابين يقيمون مع آخرين. نحن نحاول عزلهم”.

وقال ثلاثة أطباء في الإمارات، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن الاكتظاظ هو أحد أكبر العوامل وراء زيادة حالات الإصابة. وقال أحدهم “شهدنا حالات تفش جماعي في معسكرات العمل”.

ووصفت وكالة رويترز أوضاع العمال الأجانب في الإمارات بـ ”البؤس”.

ونقلت عن دبلوماسيين اجانب قولهم إنهم يقدمون آلاف الوجبات والأدوية وغيرها من الاحتياجات اليومية الضرورية إلى أناس أصبحوا معدمين.

وقال مواطن هندي يدعى عبد الله، إنه تعطل عن العمل في وظيفته في تجارة التجزئة في أبوظبي ويعيش على الصدقات. ويقول عامل أوغندي في معسكر للعمال في جبل علي بدبي إنه لم يحصل على أجر منذ أسابيع.

وقال سيد ذو الفقار بخاري المساعد الخاص لرئيس وزراء باكستان لرويترز في إسلام آباد “نحن على علم بكل الذين تم تسريحهم من العمل في الامارات وبمعاناتهم”.

ووفق رويترز: يسعى آلاف العمال الأجانب إلى مغادرة دولة الإمارات والخلاص من جحيم العمل فيها بعد أن زادت الدولة من التعسف بحقوقهم على إثر أزمة فيروس كورونا المستجد.

وتصنف المنظمات الإمارات بشكل سلبي في مؤشرات حقوق العمال والعبودية الحديثة، حيث يتعرض نظام الكفالة لانتقادات قاسية من المنظمات الحقوقية التي تصفه بأنه شكل من أشكال العبودية.

ورفضت السلطات الإماراتية اقتراحات إضافية لحقوق الإنسان قدمتها الأمم المتحدة كجزء من المراجعة الدورية الشاملة للإمارات، بالإضافة إلى عدد من الاقتراحات التي تخص معاملة العمال الأجانب على وجه خاص.

وبحسب تأكيدات سابقة لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية لم توفر الإمارات حماية كافية للعمال الوافدين إلى البلاد من انتهاكات جسيمة، ومن ضمنهم عمال البناء.

ومؤخراً أعلنت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات أنها تلقت العديد من الشكاوى من عمال سيريلانكيين في دبي حول انتهاكات السلطات الإماراتية بحقهم.

واتهمت الحملة الدولية الإمارات بعدم احترام حقوق الإنسان، والإهمال في مراقبة إجراءات الأمن والسلامة الخاصة بالعمال.

كان متحدث باسم القنصلية الباكستانية قال لرويترز إن أكثر من عشرين ألف باكستاني سجّلوا رغبتهم في العودة لديارهم لدى القنصلية منذ 3 أبريل/نيسان الجاري.

 

اقرأ أيضًا:

أبو ظبي تتألم من “كورونا” .. والعلاج 7 مليارات دولار قروض مجهولة مصير السداد

– تسريب جديد: معتقلات في سجون الإمارات السرية يخشين مصير “علياء”