قامت عائلة إحدى ضحايا الحرب السورية برفع دعوى قضائية في موسكو للتحقيق في واقعة مقتل ذويهم على يد عدد من المرتزقة الروس التابعين لمجموعة “فاغنر”، وهي مجموعة من المرتزقة يديرها أحد حلفاء فلاديمير بوتين المقربين.
جريمة القتل محل الواقعة تم تصويرها ونشرها، حيث أظهر مقطع فيديو -نشرته صحيفة نوفايا غازيتا الروسية- مجموعة من ستة رجال يقومون بتعذيب معتقل سوري يُدعى محمد طه إسماعيل العبد الله، كان أحد جنود جيش بشار الأسد لكنه قرر عدم الانخراط أكثر في صفوف النظام، ليتم اعتقاله وتعريضه لأبشع أنواع التعذيب، ثم قتله.
وكان الجنود -كما جاء في الفيديو المُشار إليه- يتحدثون بالروسية، وقاموا بقطع رأس محمد طه وذراعيه، ثم قاموا بتعليق جسده وأشعلوا فيه النيران، وبحسب وسائل الإعلام العربية فإن هذه الجريمة وقعت في حمص في ربيع 2017.
عائلة الضحية وآخرين قاموا بالإعلان عن رفع دعوى قضائية يوم الاثنين الماضي، في خطوة تاريخية في محاولة لإجبار المحققين الروس بتقصي الحقائق ومعرفة مدى تورط الجنود اللذين يعملون لصالح “فاغنر” في الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري، وتقديمهم إلى العدالة.
وبحسب تقارير أمريكية، فإن مجموعة “فاغنر” يديرها يفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال ثري يدير وكالة أبحاث انترنت في سان بطرسبرغ، اتهمت بإدارة حملة تضليل عبر الإنترنت للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.، ويُعرف باسم “طاهي بوتين”، وقد تم وضعه على قائمة المطلوبين لدى FBI، وقد عرض المكتب مكافأة قدرها 250 ألف دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
ومجموعة “فاغنر” تساهم بصورة كبيرة في الحرب السورية والحرب الليبية، حيث قامت بإرسال مجموعة كبيرة من الجنود المرتزقة إلى تلك الدول، ودول أخرى مثل أوكرانيا وعدد من الدول الأفريقية حيث يوجد للكرملين مصالح استراتيجية هناك، واتهم مرتزقو تلك المجموعة بارتكاب العديد من الجرائم والفظائع، وبالرغم من ذلك، رفض المسؤولون في موسكو استجواب أي منهم، رغم وجود أدلة قاطعة على ارتكابهم تلك الجرائم”.
تعليقاً على عدم تقديم أي من مرتزقة “فاغنر” للمساءلة حتى الآن، قال ألكسندر تشيركاسوف، العضو البارز في منظمة ميموريال الحقوقية الروسية، لوكالة الأنباء الفرنسية “هذه موجة كاملة من الإفلات من العقاب”.
وأضاف تشيركاسوف “الأشخاص الذين يفلتون من العقاب بعد ارتكابهم جرائم كهذه يُمنحون الفرصة لتكرارها في أماكن مثل الشيشان وشرق أوكرانيا وسوريا… في النهاية يعودون إلى روسيا ويمشون في الشوارع بيننا بكل حرية”.
الجدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان وميموريال والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير أكدوا أنهم يملكون أدلة تربط بوضوح بين متهم واحد على الأقل وفاغنر.
قال مازن درويش -مدير المركز السوري- “على الحكومة الروسية أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية عن الانتهاكات التي يرتكبها جيشها، بما في ذلك الكيانات العسكرية الأجنبية المتورطة في العمليات العسكرية تحت قيادتها، مثل مجموعة فاغنر”.
في سياق متصل، وفي نفس اليوم الذي رفعت فيه القضية، استهدف مهاجمون مجهولون مكتب نوفايا غازيتا في موسكو، وتعليقاً على هذا قال ديمتري موراتوف -رئيس تحرير وسيلة الإعلام المستقلة: “في الصباح، تم تنفيذ هجوم كيماوي على المبنى الذي يقع فيه مكتب التحرير الخاص بنا”.
على الرغم من أن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية في روسيا، فقد لعبت مجموعة “فاغنر” في السنوات الأخيرة دوراً متزايد الأهمية في دعم وتحقيق طموحات الكرملين في الخارج، وبحسب ما ورد فقد تم إرسال أعضاء المجموعة مع الطائرات الحربية والقوات البرية الروسية بعد تدخل موسكو في الحرب السورية في سبتمبر/أيلول 2015 إلى جانب الأسد.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اقرأ أيضًا: تعرف على دور مرتزقة فاغنر في ليبيا وسوريا
اضف تعليقا