يدخل حصار مدينة درنة  الليبية يومه العاشر مرة أخرى بعد أن تم فتح الطرق المؤدية إلى المدينة الساحلية ، وتفاقم الأمر بعد أن توفى معتقل محسوب على خليفة حفتر في أحد سجون درنة والتي تشرف عليها قوات مجلس شورى مجاهدي درنة.

مشايخ و رجال مدينة درنة نظموا بالأمس وقفة احتجاجية في المدينة طالبوا المجتمع الدولي فيها بالتدخل لوقف بطش خليفة حفتر ورجاله و إنهاء الحصار الدائر الآن.

حصار حفتر لدرنة

تشهد مدينة درنة، شرق البلاد، حضورا عسكريا مكثفا من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وإعادة قفل الطرقات المؤدية إليها مجددا بعد أن فتح بعضها أيام عيد الأضحى.

وأعلن العقيد كمال الجبالي، آمر غرفة عمر المختار التابعة لقوات حفتر والمكلفة بحصار المدينة،  عن أوامره بغلق طريقي مرتوبة وكرسة الرئيسيين المؤديين للمدينة، في إجراء لإعادة الحصار عليها، حسب المكتب الإعلامي للغرفة.

وفي تطور جديد، أعلنت كتيبة الجويفي، إحدى أكبر كتائب حفتر بالشرق الليبي، عن وصولها إلى المحور الجنوبي للمدينة “بكامل عتادها وقوتها”.

موقف شورى مجاهدي درنة من الحصار

في المقابل نظم مجلس شورى مجاهدي درنة استعراضا عسكريا شارك فيه أهالي المدينة، حيث تجولت سيارات مسلحة ودبابات داخل المدينة، بحسب فيديو نشره المكتب الإعلامي للمجلس، في إشارة منه إلى استعداده لأي مواجهة مسلحة.

و جاءت التطورات الأخيرة على خلفية اتهام قوات “حفتر” مجلس شورى المدينة بقتل داعية سلفي من التيار المدخلي يدعى منصف كريكش، كان قد وصل إلى درنة لقضاء عطلة العيد مع أهله.

لكن مجلس شورى المدينة أعلن في بيان رسمي له، عن وفاة “كريكش” في ظروف طبيعية داخل محبسه.

واعترف مجلس الشورى في بيانه، أنه قبض على “كريكش” وفي التحقيق اعترف بـ”التخابر مع مليشيات الكرامة”، في إشارة لتعاونه مع قوات حفتر.

وبحسب نص البيان، فإن “كريكش من المتعاونين مع الكرامة ويناوب في بوابة الأثرون، وبأنه يستمع لفتاوى الداعية المصري السلفي محمد رسلان”، كما أكد البيان أن قوات المجلس تقوم بحملات دهم في المدينة بحثا عمن تعتبرهم متورطين ضدها في التعاون مع قوات حفتر.

الحصار  يدمر احتياجات المستشفيات في مدينة درنة

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المستشفيات في ليبيا تعاني من “نقص الإمدادات الطبية مع زيادة أعداد المرضى والجرحى”. وأشارت إلى أنها سلّمت “أكثر من 30 مرفقاً صحياً ومستشفى في مناطق مختلفة في ليبيا 60 طناً من المواد الطبية الأساسية خلال العام الجاري، وسط وضع اقتصادي صعب”.

وأوضحت اللجنة، أن مستشفى الوحدة في درنة ومستشفى الجلاء في بنغازي، والمركز الصحي في مدينة العجيلات، استفادت من التبرع بالإمدادات الطبية على مدار الأسبوعين الماضيين.

وقال رئيس بعثة اللجنة في ليبيا، كارل ماتلي، إن المتخصصين في المجال الطبي في البلاد ما زالوا يكافحون لمساعدة المرضى والجرحى بسبب نقص الإمدادات الطبية. يضيف: “يجب أن يجد الأطباء الذين يساهمون في إنقاذ أرواح الجرحى والمرضى، المواد التي يحتاجونها لإتمام عملهم”.

وأشار إلى أنّ “هناك تدهوراً مستمراً في الصحة العامة والصرف الصحي والمياه النظيفة، ما أثّر على معيشة السكان في ليبيا. ولهذا التدهور عواقب تقلق العاملين في المجال الطبي. من جهتنا، نأمل أن نرى هذه المصادر العامة مصونة لضمان بقاء المجتمع بوجه عام سالماً وصحياً”.

نقص الوقود في مدينة درنة

وتعاني مدينة درنة من نقص حاد في السلع الغذائية والدواء والوقود، ما أدى إلى تفاقم الأزمات المعيشية للمواطنين.

وقال عضو مجلس أهالي درنة، هويدي الغزيوي، إن الكثير من أهالي مدينة درنة يعانون من الجوع، إذ انتشرت ظاهرة بحث مواطنين عن الطعام في أكوام القمامة، مشيراً إلى أنه لا يوجد سوى عشرين كيس دقيق لا تكفي إلا لمدة يومين فقط للمدينة.

وأضاف أن المنطقة تعاني من نقص في الأدوية والمعدات الأولية للإسعافات ومستلزمات طبية. وتابع: لا يوجد شيء لدينا لسد احتياجات الأهالي.

ومن جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم شورى درنة، محمد المنصوري، أن منطقة درنة لم يدخلها شيء منذ أسبوعين، مشيراً إلى أن جميع منافذها مغلقة ومحاطة بالقوات المسلحة التابعة لخليفة حفتر.

وأوضح أن معظم البوابات تمنع خروج المواطنين، مضيفاً أن أهالي المدينة وجهوا نداءات لكل المدن والمنظمات والحكومات للتحرك لفك الحصار، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً. وطالبت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو، المجتمع الدولي بالمساعدة على توفير ممرات آمنة لدرنة وجميع أنحاء ليبيا

قصف درنة بالطيران

وبالرغم من إعلانها القبول بفتح ممرات إنسانية لمدينة درنة؛ أكدت مصادر محلية أن طائرة تابعة لقوات الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، قصفت  منطقة الظهر الأحمر، جنوب المدينة.

وقال المصادر  إن طائرة شنت ثلاث غارات متتالية على خط دفاعي تابع لمقاتلي مجلس شورى المدينة، استهدفت خلالها آليات وسيارات مسلحة تابعة لها.

وكانت قوات حفتر قد أقدمت، منذ شهر، على إقفال كل الممرات المؤدية للمدينة، وضرب حصار خانق على أهاليها، مانعة دخول الإمدادات الإنسانية والغذاء إليها، منذ أن تمكن مقاتلو مجلس شورى المدينة من إسقاط طائرة حربية كانت تحاول قصف مواقع تابعة لها الشهر الماضي.

وبحسب عضو المجلس الأعلى للدولة عن مدينة درنة، منصور الحصادي، فإن قبول قوات حفتر بفتح بعض الممرات لدخول المؤن والغداء جاء بشكل جزئي بسبب الغضب الشعبي والدولي حيال الجريمة الإنسانية بحق المدينة.

وكشف أن الجهود الحالية تسعى لفتح ميناء المدينة، كونه أيسر سبيل لوصول المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة للمدينة، مشيرًا إلى أن الساحل المقابل للمدينة يخضع لرقابة وحصار قوات حفتر التي تمنع دخول أي سفينة للميناء، كما أنها تهدد التجار بمصادرة بضائعهم في حال محاولتهم إدخالها المدينة.