تشرف المملكة العربية السعودية باستضافة الأراضي المقدسة والتي يقصدها الحجاج طوال العام للعمرة لكن الحدث الأبرز والذي يتمنى شهوده أكثر من مليار ونصف مثل على وجه الأرض هو الحج.

موسم الحج يعني للمسلمين الشعائر المقدسة والقرب من الله والروحانيات لكن السعودية في عهد محمد بن سلمان حولت تلك الشعائر إلى سياحة حيث جمع المال هو الغاية الاولى.

لكن في هذا العام حدث مالم يحمد عقباه حينما أهملت السلطات الحجاج خاصة ممن خالف منهم بالدخول بتأشيرة سياحية فتسبب ذلك في وفاة أكثر من ألف حاج ممن تركتهم السلطات ملقون بالشوارع.

انتشرت مقاطع فيديو لحجاج ملقون على الأرض في حالة إعياء أو ممن توفاهم الله دون تدخل للسلطات أو الإسعاف لكن أحد المقاطع لحاج مصري شاب تسبب في اعتقاله الآن في المملكة.. فما هي قصته؟

كارثة موسم الحج 

خرج المحامي المصري الشاب ذو السابعة والعشرين إسلام أسامة صبحي للحج ولا يعلم أن الإعياء ينتظره كونه مصاب بمرض السرطان فتعرض للإغماء عدة مرات فقام بتسجيل مقطع فيديو.

المقطع استنكر ترك الحجاج للموت في شوارع المملكة الحارة بالساعات مستشهداً بحالات وفاة لعدد من الحجاج المصريين رأهم بنفسه فما كان من الذباب الإلكتروني في المملكة إلا أن هاجمه واتهمه بالتضليل.

الأجهزة الأمنية في السعودية التقطت الاتهامات وأصدرت قرار بضبط وإحضار الشاب إسلام صبحي واتهمته بالتضليل فما كان منه إلا أن لجأ إلى قنصلية بلاده  مصر في جدة.

تواطؤ القنصلية المصرية 

أقدم إسلام على تسليم نفسه طواعية إلى السفارة المصرية في جدة التي تواطأت وسلمته للسلطات السعودية ليختفي عن الانظار، قبل أن يسجل أسامة صبحي، والد إسلام مقطع فيديو يؤكد فيه أن ابنه سيُعرض على النيابة العامة في مكة، مطالبا المحامين في مصر أو السعودية بالترافع عن ولده.

والد إسلام كان قد نشر فيديو آخر، طالب فيه السلطات السعودية بالإسراع في التحقيقات مع نجله، ومراعاة وضعه الصحي المتفاقم، مؤكدا أنه يعاني من مرض السرطان.

الفيديو الأخير لإسلام كان أمام قنصلية مصر في جدة عبر فيه عن إعياءه ومرضه مشيرا إلى أنه ظل ليومين بدون علاج أو طعام وهو ما يدق ناقوس الخطر على حياته.

الخلاصة أن السعودية تحاول إخفاء جريمتها بترك الحجاج للموت في الطرقات بجريمة أخرى ألا وهي اعتقال الشاب المصري المحامي إسلام صبحي الذي فضح جزءا من إجرام النظام السعودي.

اقرأ أيضًا : في عهد بن سلمان.. بلاد الله الحرام لم تعد مكانًا آمنا لزوار بيت الله