دفع اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بعض المراقبين للتساؤل حول ما إذا كان بإمكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللجوء لسيناريو مماثل بحق خصوم دوليين آخرين مثل كوريا الشمالية.

وأشارت مجلة The National Interest في مقال بقلم المحلل، دانييل دي بيتريس، إلى أن كثيرا من المراقبين في واشنطن وخارجها اضطروا إلى مراجعة تقييمهم لترامب في ظل اغتيال أحد أبرز الجنرالات الإيرانيين في العراق بغارة أمريكية أوائل يناير الماضي.

وقال السفير الفرنسي السابق لدى واشنطن، جيرار أرو، في حديث لوكالة “بلومبرغ” إن الأمريكيين أصبحوا “غير قابلين للتنبؤ إطلاقا”، فيما وصفت ناتالي توتشي، كبيرة مستشاري مفوضة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية السابقة في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، سياسة البيت الأبيض الحالية بأنها “أكثر تهورا” مما كان عليه الحال قبل 17 عاما إبان غزو العراق.

واعتبرت المجلة اغتيال سليماني “تطورا صادما” بالنسبة للسياسات الأمريكية، وخاصة أن سلفي ترامب، باراك أوباما وجورج بوش الابن، درسا هذا الخيار وامتنعا عن اللجوء إليه لكونه يجلب مخاطر بالغة.

وفي هذه الظروف، طرح المقال تساؤلا: لو عادت التوترات بين واشنطن وبيونغ يانغ إلى مستوى ما كان في عام 2017، عندما كانت الدولتان على وشك نزاع مسلح، هل كان ترامب سيدرس إمكانية اغتيال مسؤولين عسكريين أو سياسيين بارزين في كوريا الشمالية وحتى زعيم البلاد، كيم جونغ أون؟

ويحظر القانون الأمريكي اغتيال أي مسؤولين سياسيين أجانب إلا في حال كانوا يعملون لصالح حكومة منخرطة في أعمال قتالية ضد الولايات المتحدة، وهذا هو البرهان الذي استخدمه البيت الأبيض لتبرير اغتيال سليماني.

ووصف المقال سيناريو اغتيال مسؤولين كوريين شماليين بـ”مجنون”، مشيرا إلى أن أي رئيس للولايات المتحدة في تاريخ البلاد لم يؤيد فكرة تطبيق مثل هذه المخططات بحق دولة تملك ترسانة نووية، بسبب الخطر من أن يجلب ذلك انتقاما في غاية القسوة قد يؤدي إلى نزاع نووي لا يسيطر عليه أي طرف.

واعتبرت الصحيفة أن هذه المخاوف هي ما دفع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في القرن العشرين إلى تفادي أي تصعيد مفرط كان من شأنه أن يجلب عواقب لا مفر منها.

ودعا المقال ترامب إلى التساؤل بشأن ما إذا كانت فوائد اغتيال وزير أو جنرال أو عضو في المجلس السياسي أو حتى الزعيم الأعلى في كوريا الشمالية ستستحق كل ذلك القتل والدمار والضرر الذي سيلحق بسمعة الولايات المتحدة في هذا الحال، مشددا على أن هذا “ليس سبيلا سيختاره أي زعيم مسؤول نظرا لعرض الرعب الرهيب الذي ينتظره في نهاية هذه الرحلة”.