لم تلبث دولة الإمارات العربية المتحدة حتى أصبحت ذات صيت سيئ في المنطقة والعالم بأكمله، وباتت مصدر لكل الشرور من أعمال تجسس ومحاولة زعزعة استقرار دول الشرق الأوسط، إضافة إلى القمع الداخلي والتنكيل بالمعارضين، حيث كان من المنتظر من الإدارة الأمريكية التي وعدت بمحاسبة كل الدول أصحاب السجل الحقوقي السيئ أن تفرض عقوبات على الأمارات التي تسببت جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية في تدمير اليمن، لكن التقارير المتواترة تشير إلى عكس ذلك حيث تناقش إدارة بايدن اتفاقية جديدة مع الإمارات تشمل ضمانات أمنية استراتيجية جديدة لها، ولذلك يرى بعض الكتّاب أنها خطوة خاطئة من بايدن والولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فكيف ستؤثر تلك الضمانات الأمنية على استقرار المنطقة؟!.

العودة إلى الأساسيات 

قام وزير خارجية الولايات المتحدة بالاعتذار لـ “محمد بن زايد” رئيس الإمارات عن الرد الأمريكي البطئ على هجوم الحوثيين على أبو ظبي في مارس الماضي وهي خطوة فسرها الكاتب الأمريكي في مجلة “ذا أمريكان كونسيرت يف”  “دانيال لارسون” بأنها تعتبر عودة إلى الأساسيات، أي أنها خطة لتلبية احتياجات الوكلاء في الشرق الأوسط، وعندما يأتي الحديث عن اتفاقية أمنية مع الإمارات بعد سجلها السئ فهي عبارة عن مكافأة للإمارات بحماية أمريكية بالرغم من سلوكها المدمر، وهذا أدعى لها للقيام بأنشطة من شأنها زعزعة الاستقرار في دول أخرى وهو على العكس من توجه الولايات المتحدة في المرحلة الحالية، إضافة لذلك فيري “لارسون” أنه إذا صحت الأخبار بتقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية للإمارات، فسيقوم بايدن بتكرار خطأ من سبقه من خلال طمأنة جهة إقليمية سيئة على حساب الولايات المتحدة، حيث تحاول الإمارات انتزاع ضمانات إضافية من خلال الشكوى من إهمال مزعوم من الولايات المتحدة ولعل اعتذار بلنكين خير دليل على ذلك.

دعم دون مقابل 

تستمر الولايات المتحدة في دعم دولة الإمارات بالطائرات والسفن كما تعمل على توفير الحماية لها من هجمات جماعة الحوثي، لكن الإمارات لم تقدم أي شئ مقابل ذلك، بل على النقيض فقد امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي يدين الغزو الروسي على الأراضي الأوكرانية، ومع ذلك لم يتم محاسبة الإمارات على ذلك، وبالرجوع لرأي الكاتب الأمريكي “لاريسون” فهو يرى أن “إدارة بايدن لعبت دور المتملق وكأن الإمارات هي الشريك الأكبر في العلاقة، وأن هذا أحرج الإدارة الأمريكية المستمرة في تكرار نفس الفعل من خلال الحديث عن مشاركتها في قمة مجلس التعاون الخليجي”، باختصار تتعامل إدارة بايدن مع الإمارات على أساس أن أي توتر في العلاقة هو خطأ واشنطن وهي ملزمة بإصلاحه في حين لم تستفد أي استفادة من الإمارات التي سعت ضد مصالح الولايات المتحدة في قضية لغزو الروسي ودعم حفتر في ليبيا أو حتى عملها في دمار اليمن فلماذا يتم دعم دولة تعمل ضد مصالح الولايات المتحدة، وتقوم بزعزعة استقرار البلدان الأخرى.

ذراع إسرائيل في المنطقة 

يقول الكاتب في صحيفة “الإيكونوميست” “جريج كارلستروم” “بالنظر إلى السجل مؤخرًا فإنه من العجيب أن تقضي الإمارات عقدًا من الزمن في القيام بأشياء تتعارض مع سياسات أمريكا المعلنة في الشرق الأوسط ولا تزال تحصل حتى على اتفاقية دفاع رمزية” فلماذا إذا؟!، يرجع البعض سبب تقديم الولايات المتحدة امتيازات للإمارات لأنها تعتبر ذراع إسرائيل في المنطقة ولذلك تضغط الأخيرة على إدارة بايدن لفرض مزيد من الحماية على الإمارات والتي تجد من إيران ذريعة لطلب تلك الحماية، كما وجدت في المفاوضات النووية مع إيران الفرصة في طلب الدعم الأمني الأخير.

الخلاصة أن الإمارات تستغل كل الفرص من أجل نيل حماية إضافية من الولايات المتحدة مستخدمة الاحتلال الإسرائيلي التي تعد ذراع له في الضغط على إدارة بايدن وهذا سيضر بالولايات المتحدة وسوف يتسبب في زعزعة استقرار دولة الشرق الأوسط كما أن الحماية الأمنية ستفتح المجال أمام الإمارات لمزيد من التجاوزات وسيفتح شهيتها لمزيد من الاستبداد.

اقرأ أيضاً :  اتفاقية التجارة بين إسرائيل والإمارات.. خيانة للشعوب العربية عموماً والشعب المصري خصوصاً!