العدسة – ياسين وجدي:
خمس مشاهد منتظرة ومتواترة لإحداث التغيير الإيجابي في منصات ودوائر البحث عن المستقبل في الشرق الأوسط.
ومن أبرز المشاهد بحسب رصد العدسة : “الإطاحة بابني سلمان وزايد “، وكسر الحصار عن قطر وتركيا وغزة ، واستكمال ثورات الربيع العربي، وتصعيد الشباب لقيادة المشهد فضلا عن التقارب بين السنة والشيعة.
الإطاحة بالمراهقين !
تتصدر الإطاحة بولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بورصة المشاهد المتوقعة في ضوء السيناريوهات المرصودة بحسب المراقبين، وفي هذا الإطار تؤكد الأكاديمية السعودية مضاوي الرشيد أنه من غير المقبول أن يصبح مستقبل العالم العربي مرهون بشخصين: محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ، وهو ما يرى من خلاله “سايمون هندرسون” مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن أن الأدوار المحتملة المستقبلية لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد سواء بشكل فردي أو معا في الشرق الأوسط أكثر خطورة واحتمالا للتعرض للضرر.
الأمير السعودي المنشق خالد بن فرحان كشف عن ذلك في مقابلة مع صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية مؤكدا أنه يتلقى رسائل من أعضاء في العائلة المالكة وغيرهم تؤكد أنه إذا تحرك الأميران أحمد ومقرن (من أولاد الملك عبد العزيز) سيكون أغلب عناصر الجيش والشرطة خلفهما .
هذا المشهد المرتقب في السعودية مع تصاعد القمع والفقر والفشل ، يبدو متوزايا بحسب ما رصده ( العدسة )مع سيناريو العام 1964 عندما تم عزل الملك سعود بعد صراع طويل على السلطة، خاصة مع إطلالة مثيرة ومهمة للأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق العاهل السعودي والأمير الأبرز في أحاديث خلافته بعد الانقلاب المنشود لدى البعض، شن فيها هجوما غير مسبوق على الملك سلمان وولي عهده.
وشهدت الفترة الماضية تسريبات واشاعات متواترة عن امکانیة حدوث انقلاب وشيك في الإمارات، ضد محمد بن زايد يقفه وراءه القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية سلطان بن زايد بن سلطان، الابن الثاني للشيخ زايد بن سلطان ، في ظل رفض من الشيخ هزاع بن زاید، الابن الخامس للشيخ زايد بن سلطان، لسياسات محمد بن زايد لإدارة الحكم في الإمارات، تزامنت مع تذمر لدى رئيس إمارة دبي محمد بن راشد، من علاقات بن زايد الخاصة بالسعودية في اليمن.
كسر الحصار
ومن المشاهد المرتقبة في المنطقة ، كسر الحصار عن قطر وتركيا وغزة ، وهو ما بدأت في اتجاهه مؤشرات قوية ، وقد تمهد لتغيير قوي في الفترات المقبلة بحسب كثير من المراقبين.
كسر الحصار عن قطر في المقدمة ، وله ما بعده من ايجابيات وفق المراقبين ، ويبدو أنه اسقاطه عمليا اقترب مع الاختراق الثاني الذي يمكن اعتباره خطوة مهمة في كسر الحصار عمليا وتعزيز علاقات التعاون بين دول الخليج .
الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي كشفت عن الاختراق الثاني مؤكدة أن مدينة “الخبر” السعودية شهدت، اجتماعا عسكريا ضم وفود من جميع دول المجلس بما فيهم قطر في إطار التحضيرات لتمرين درع الجزيرة المشترك رقم 10، وذلك بعد بعد أيام قليلة من استضافة الكويت اجتماعا لرؤساء أركان الجيوش الخليجية الستة، ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة للجنة العسكرية العليا، لدول مجلس التعاون.
تركيا تقاوم بشراسة هي الأخرى الحصار الاقتصادي الأمريكى عليها ، في اتجاه تفعيل مشروع (رؤية 2023) الذي يعتبر واحد من أهم المشاريع الاقتصادية في القرن الحالي والذي سيساهم بشكل كبير في تغيير وجه تركيا الاقتصادي تحديدًا وجعلها دولة صاحبة قرار وسيادة في العالم، بحلول الاحتفال المائة على تأسيس الجمهورية التركية عام 2023 .
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال المؤتمر العام السادس لحزب “العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة أكد أن بلاده لن تستسلم للولايات المتحدة الأميركية ، مشددا على أنه لا يمكن لأحد أن يحول دون تحقيق تركيا أهدافها لأعوام 2023 و2053 و2071.
وبات كسر الحصار عن غزة ، أحد أبرز المشاهد المتوقعة في ظل الحراك الدولي والعربي نحو ذلك ، حيث راجت توقعات بأن رفع الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة بات “قاب قوسين أو أدنى” مع مواصلة المباحثات بشأن التهدئة .
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تعهد كذلك بأن مسيرة العودة وكسر الحصار لن تتوقف أبدا حتى تحقق أهدافها وفي مقدمتها إنهاء الحصار كليًا عن قطاع غزة.
استكمال الثورات
“اللهم ثورة” .. ” اتموا ثورتكم لله ” ، شعارات باتت تتكرر في اطار سعي مستمر من صناع ثورات الربيع لاستكمالها حتي بات مشهدا مترقبا بشدة في أوساط ودوائر عديدة.
وفي السياق ذاته شهدت الرسائل المسربة من السجون المصرية مؤخرا دعوات متواترة استكمال الثورة لاسقاط الجنرال عبد الفتاح السيسي رئيس النظام المصري الحالي ، أبرزها دعوة د.أحمد عارف المتحدث باسم اخوان مصر سابقا جميع أبناء الكنانة ، إلى “إتمام الثورة لله”.
صحيفة “فايننشال تايمز”البريطانية في تقرير حديث لها، توقعت أن يشهد الشرق الأوسط، موجة جديدة من ثورات الربيع العربي لكن أكدت أن “الربيع” هذه المرة سيكون (غاضب وعنيف) يأكل الأخضر واليابس ، بحسب تعبيرها، والرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، هو الآخر ، يعتقد أن الربيع العربي لم ينته بعد، وذلك في خطاب ألقاه أمام مجلس نواب الشعب التونسي مؤخرا .
المشهد متوقع بتواتر لافت ، وهو ما ذهبت اليه جريدة الجارديان البريطانية حيث توقعت مؤخرا تفاقم الأحداث مرة أخرى في منطقة الشرق الأوسط بسبب الإبقاء على أسباب الغضب التي أدت إلى اندلاع الثورات بالمنطقة، ولفتت الصحيفة إلى أن الغضب الذي تمخض عنه الربيع العربي عاود الاشتعال مجددًا ، بالتزامن مع ظهور دعوات إلى “ثورة توافقية” تعيدُ إلى ثورات الربيع العربي روحها وتحقق التغيير العميق الذي تطالب به المجتمعات العربية، والتي دعا إليها عالم الاجتماع التونسي، “المنصف ونّاس”.
الشباب قادم !
وبحسب دراسات فإن المشهد المرتقب سيكون للشباب فيه الكلمة والسبق للتغيير ، وهو ما أثبته دراسة ألمانية حديثة كشفت أن غالبية الشباب في البلدان العربية يتطلعون للمستقبل بتفاؤل رغم المشكلات التي تعصف بأوطانهم، مع ضعف الأمل بقيام نظم ديمقراطية فيها، لكن باحترام كبير للدِّين.
الدراسة، التي أجرتها مؤسسة “فريدريش إيبرت” الألمانية، شملت 9 آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاماً، من ثماني دول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من بينها المغرب وتونس ومصر والبحرين واليمن، خلال صيف وشتاء 2016-2017.
مركز دراسات الوحدة العربية قال في هذا الاطار في دراسة تحت عنوان “الشباب العربي ورؤى المستقبل” : إن الشباب العربي يشعر بأكثر من رغبة للصراخ، إنه مشحون بطاقة الرفض والتمرد، ويشعر أن أطواقاً من العزلة تُشَيَّدُ حوله، فكُلّ التوصيفات الجاهزة، وتزيد الوضع تعقيداً، وتتفاقم بالمقابل المشاكل أمام الشباب الباحث عن مشروعية دوره، وحقه في صياغة مستقبله”.
الباحث في جامعة برلين، تقادم الخطيب، يرى الفرصة متاحة لتجديد الربيع العربي على يد الشباب ، مؤكدا أن هناك نشطاء جدد تمسكوا بأهداف الثورة والمطالب التي رفعتها ، وأن “القطار انطلق ولن يتوقف”.
التقارب بين السنة والشيعة
ويظل التقارب بين السنة والشيعة ، عاملا مؤثرا وان كان صعبا في المنطقة التي تحاول فيها الولايات المتحدة الأمريكية اللعب على وتر المذهبية ، خاصة في دفع السعودية للمواجهة الشاملة مع ايران، وتصعيد البحرين ضد الشيعة على مدار السنوات الماضية بالتزامن مع ظهور البعد المذهبي في أدبيات الثورة في سوريا .
ولكن ظهرت مؤشرات وان كانت لدى البعض سلبية ، من سنة العراق الذين احتفلوا بفوز مقتدي الصدر، وبحسب تحليل لجريدة القدس العربي ، فإن السياسيين السنة ذهبوا باتجاه التقارب مع الكتلة الشيعية الأكثر اصولية وعداء لهم وقربا من ايران، فيما أظهرت مظاهرات البصرة في العراق مؤخرا توحد بين السنة والشيعة ، فيما أبرز البعض في هذا الاطار صعود رئيس مجلس النواب العراقي الجديد، محمد الحلبوسي، كممثل عن المكون السني في ظل صعود شيعي .
موقع opencanada الكندي أبرز في هذا الصدد تجربة السنة والشيعة في الكويت كمثال يمكن البناء عليه في المنطقة المشتعلة على اساس مذهبي في بعض تفاصيلها ، حيث أكد أن الكويتيين السنة تربطهم علاقات تاريخية مع الطائفة الشيعية، سواء عبر القانون أو تعزيز التقارب الاجتماعي.
اضف تعليقا