قتل ثمانية اشخاص الثلاثاء في العراق حيث تستمر التظاهرات بشكل شبه يومي مع سقوط ستة قتلى في ثلاثة انفجارات متزامنة تقريبا في بغداد مساء ومقتل متظاهرَين احدهما في مدينة كربلاء تزامنا مع تاكيد محتجين عدم التراجع عن مطالبهم.

وذكرت مصادر طبية وأمنية إن ستة أشخاص قتلوا في ثلاثة انفجارات شبه متزامنة في أحياء مختلفة من بغداد.

وفي واحدة من أكثر دول العالم ثراءً بالنفط، وأيضًا من أكثر الدول فسادًا، يطالب المحتجون منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل طبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. كما يهاجم متظاهرون إيران متهمين إياها بالتدخل بالشؤون الداخلية للبلد.

وفي وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع وبينما كان يحاول حماية نفسه، “سقط متظاهر قتيلا إثر إصابته بطلق مطاطي في الرأس”، بحسب ما ذكر مصدر طبي موضحا أن “المسعفين نقلوا 18 متظاهرا آخرين أصيبوا بالغاز والرصاص المطاطي عند جسر الأحرار” في العاصمة.

وعند هذا الجسر القريب من ساحة التحرير، مركز التظاهر الرئيسي، باتت مشاهد المواجهات في أول احتجاج عفوي في البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين، يومية. وقتل في الاحتجاجات حتى اليوم 350 شخصا.

والثلاثاء، عثر على جثة متظاهر قتل، ربما قبل اليوم وفقا لمصادر طبية.

وتطلق قوات الأمن النار في بعض الأحيان بالذخيرة الحية. ويرد المحتجون الذين يرتدون خوذا ويغطون وجوههم بشالات رقيقة برمي قناني المولوتوف والحجارة.

وفي خضم الفوضى، يجدد المتظاهرون التأكيد على مواصلة تحركهم. ويقول أحدهم لوكالة فرانس برس “سنرجع الى منازلنا بالتوابيت فقط”.

ويقول شخص آخر “ليس لدي عمل ولا مال، لذا أنا باق هنا في كل الأحوال. البقاء هنا أو في المنزل، هو الأمر نفسه بالنسبة إلي”.

وتابع الشاب الذي حمل على كتفه العلم العراقي “بدون عمل وبلا راتب لن أكون قادرًا على الزواج ، لذا ليس لديّ عائلة ولا منزل”.

وتحصل أعمال شغب شبه يومية خلال التظاهرات المناهضة للحكومة خلال الليل خصوصا عندما تحاول شرطة مكافحة الشغب تفريق التظاهرات في ساحات الاحتجاج.

في الحلة جنوب بغداد، يتجمع المتظاهرون في الشوارع المقابلة لمبنى مجلس المحافظة بشكل يومي في اعتصام سلمي الى حد كبير بينما تستمر المدارس في إغلاق أبوابها.

وذكر مراسل لفرانس برس أن الوضع تحول الى مشهد عنيف مساء الإثنين عندما حاولت قوات الأمن للمرة الأولى تفريق الاعتصام، فأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وأصيب حوالى 60 شخصًا بجروح في المكان، وفقًا لمصدر طبي.

 

إغلاق طرق وجسور

في الديوانية جنوبا، تمكن المتظاهرون من إغلاق معظم الدوائر الحكومية والمدارس العامة خلال الشهر الماضي ولكن نادراً ما اشتبكوا مع قوات الأمن.

لكن المتظاهرين حاولوا ليل الإثنين إغلاق الجسور الرئيسية وإحدى محطات الطاقة الثلاث في المحافظة.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنهم أحرقوا إطارات على طول الطرق السريعة المؤدية إلى مدينة النجف المقدسة من الغرب، والسماوة إلى الجنوب، وفشلت شرطة مكافحة الشغب في إقناعهم بإنهاء اعتصامهم.

في كربلاء، المدينة المقدسة لدى الشيعة، صرح مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان شخصا قتل بعد أن تحولت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الى أعمال عنف في المدينة.

ولم يكشف المصدر فورا عن تفاصيل حول هوية القتيل أو سبب مقتله، إلا أنه قال ان حصيلة “الاشتباكات” بين المحتجين وقوات الأمن من المرجح أن ترتفع.

وقال شهود أن شرطة مكافحة الشغب تطلق العيارات الحية في الهواء وعلى المتظاهرين مباشرة، وشاهد مراسل فرانس برس أحد المتظاهرين وقد أصيب في رأسه.

وأصبحت المناوشات الليلية روتينية في المدينة.

في ذي قار (جنوب) التي تضم ثلاثة حقول نفط مركزية في الغراف والناصرية وصوبة تنتج مجتمعة حوالى 200 ألف برميل من بين 3,6 ملايين برميل في اليوم على مستوى العراق، أسفرت الصدامات ليلا عن إصابة 13 من رجال الشرطة المسؤولين عن حماية الميدان.

ولم يتأثر إنتاج النفط وصادراته في ثاني أكبر بلد منتج للنفط الخام في منظمة “أوبك”، بالاحتجاجات.

وتعتمد قوات الأمن على الغاز والرصاص المطاطي عموماً لإبعاد المتظاهرين عن المباني الحكومية