قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يوم السبت إن جماعته لا تؤيد استقالة الحكومة إثر احتجاجات حاشدة في مختلف أنحاء لبنان قائلا إن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية.

الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في صورة من أرشيف رويترز.

وأضاف نصر الله في كلمة على الهواء مباشرة أنه يدعم الحكومة الحالية ”ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة“ وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.

وقال ”عند فرض ضرائب جديدة على الفقراء سننزل على الشارع“

ولليوم الثالث في الاحتجاجات الشعبية للمطالبة بإسقاط النخبة السياسية التي يقول المتظاهرون إنها خربت الاقتصاد وأوصلته إلى نقطة الانهيار، أضرم المحتجون النار في إطارات وقطعوا الطرق وتظاهروا في مناطق عديدة من البلاد.

وأمهل سعد الحريري رئيس وزراء لبنان ”شركاءه في الحكومة“ 72 ساعة للتوقف عن تعطيل الإصلاحات وإلا فسوف يتبنى نهجا مختلفا، في تلميح محتمل لاستقالته.

ويشارك في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام متظاهرون من مختلف الطوائف والدوائر وأعادت التظاهرات للأذهان ثورات اندلعت في 2011 وأطاحت بأربعة رؤساء عرب. ورفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب حكومة الحريري بالاستقالة.

لكن نصر الله قال إن الحكومة الحالية لا تتحمل وحدها مسؤولية ما آلت إليه الأمور وأضاف ”اليوم الوضع المالي والاقتصادي هو ليس وليد الساعة وليس وليد السنة ولا الثلاث سنوات ولا وليد العهد الجديد ولا الحكومة الحالية وإنما هو نتيجة تراكم عبر سنوات طويلة“.

وقال ”نحن لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية. هي بساعة السلامة وطالعين من انتخابات والبلد مرتاح والعالم مطولة بالها على بعضها وبقينا سنة حتى تشكلت حكومة“.

وتابع ”إذا استقالت هذه الحكومة يعني ما في حكومة. من غير المعلوم أن تتشكل الحكومة بسنة ولا بسنتين والبلد وقته ضيق. الكل يجمع أن البلد وقته ضيق وما في وقت طويل وما في ترف أن نقعد نشكل حكومة وتأخذ معنا سنة وسنتين“.

وقال ”البعض يتحدث عن تشكيل حكومة جديدة.. عم نعذب حالنا على الفاضي لأن الحكومة الجديدة إذا كانت سياسية ستتمثل من هذه القوى السياسية… البعض يتحدثون عن حكومة تكنوقراط. حكومة التكنوقراط لا تستطيع أن تصمد أسبوعين“.

ومضى يقول ”لذلك نحن نقول لتستمر هذه الحكومة ولكن بروح جديدة وبمنهجية جديدة بأخذ العبرة مما جرى في هذه اليومين على مستوى الانفجار الشعبي“.

واعتبر نصر الله أن ”الحكومة الحالية إذا عجزت عن المعالجة يصعب العثور على حكومة جديدة تستطيع أن تعالج بكل صراحة. لكن المهم هو أن تذهب هذه الحكومة وتعكف يوما وثلاثة وأربعة وخمسا وتناقش وتجد المخارج“.

ودعا كل الأطراف السياسية إلى تحمل المسؤولية بما فيهم حزب الله قائلا ”أولا الكل يجب أن يتحمل المسؤولية وأن يقبل سهمه من المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع. وثانيا أن يأتي ويشارك ويساهم في المعالجة. من يهرب، من يتخلى، من ينسحب، الشعب اللبناني يجب يحاسبه. لا يستطيع من حكم البلاد ثلاثين سنة أن يصبح شريف مكة الآن“.

وخاطب المتظاهرين قائلا ”نحن نحترم خياركم بالتظاهر ونقدر صرختكم وتظاهركم واحتجاجكم… رسالة هذين اليومين مهمة جدا ويجب أن يستوعبها المسؤولون أن الشعب اللبناني لم يعد يطيق أي ضرائب جديدة“.

وأضاف ”قوة هذه الحركة أنها كانت بمعزل عن الأحزاب السياسية… النصيحة يجب أن تنتبهوا إلى حركتكم عندما تتبناه أحزاب سياسية موجودة في السلطة منذ عشرات السنين معناه أن حراككم سيتحول من مطلبي اجتماعي إلى سياسي. عندما يطلب البعض من قواعده أن تنزل إلى الشارع والعنوان هو إسقاط العهد ومواجهة العهد يعني ما عاد في حكي مطلبي ولا اجتماعي يعني صار في استغلال للحراك الشعبي في صراع سياسي في تصفية حسابات سياسية“.

ووجه نصر الله حديثه إلى من قال إنهم من يريدون إسقاط رئيس الجمهورية في هذا التوقيت الحساس قائلا ”أقول لهم اسمعوا هذه النصيحة مني: عم تضيعوا وقتكم وعم تتعبوا حالكم وعم تتعبوا البلد وهذا توقيت خاطئ والعهد ما فيكم تسقطوه“.