أثار فيلم وثائقي فرنسي ضجة كبيرة بعد ادعائه بأن أغلى لوحة في العالم، لوحة “سالفاتور موندي”، لم يرسمها الإيطالي ليوناردو دافنشي نفسه، بل كان مساعدوه، لافتاً إلى وجود صراع دبلوماسي بين فرنسا ومالك اللوحة الحالي- وهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

لوحة”سالفاتور موندي” أو “يسوع المسيح”، بيعت في مزاد كريستيز 2017 في نيويورك بمبلغ ضخم بلغ 450 مليون دولار لصالح مشتري سري كُشف عنه لاحقاً، ليتضح أنه ولي العهد السعودي الحالي.

لطالما أُثيرت تساؤلات عدة حول حقيقة هوية رسام اللوحة الحقيقي، خاصة عندما لم يتم عرض اللوحة -كما هو متفق عليه في متحف اللوفر أبو ظبي في عام 2018، ثم في معرض دافنشي في متحف اللوفر في باريس في العام التالي.

وبحسب صناع الفيلم– المقرر عرضه على التليفزيون الفرنسي الأسبوع المقبل- فإنه سيتم عرض ما يجري وراء الكواليس بخصوص هذه المسألة.

استضاف فيلم “The Savior for Sale”، للمخرج أنطوان فيتكين، كبار المسؤولين من حكومة إيمانويل ماكرون -الذين ظهروا بأسماء مستعارة- والذين كشفوا أن التقرير الفني لمتحف اللوفر حول اللوحة خلص إلى أنه بالرغم من رسمها في ورشة دافنشي، فإن دافنشي نفسه لم يرسمها بالكامل، بل “ساهم” برسم جزء بسيط منها.

 

الخلاف حول الأصالة

يقول أحد المسؤولين الفرنسيين في الفيلم: “أصبحت الأمور غير مفهومة”… “كان طلب محمد بن سلمان واضحاً جداً: أريد وضع سالفاتور موندي بجوار الموناليزا وأقدمهما على أنهما من صنع دافنشي بنسبة 100 في المائة”.

وأضاف المسؤول -حسب الفيلم- إن السعوديين عرضوا صفقات مختلفة، لكن “عرضها بهذه الشروط السعودية يرقى إلى تبييض عمل بمبلغ 450 مليون دولار”.

وبحسب الفيلم الوثائقي، فإن بعض أعضاء الحكومة الفرنسية، بمن فيهم وزير الخارجية جان إيف لودريان، شكلوا مجموعات ضغط لقبول الصفقة لصالح طلب بن سلمان، لكن ماكرون قرر في نهاية المطاف رفض طلب بن سلمان، وترك الأمر لمتحف اللوفر للتفاوض مع السعوديين حول كيفية عرض اللوحة بأثر رجعي، ولم يتم التوصل إلى اتفاق ورفض المتحف التعليق على القضية.

يقول كريس ديركون، الذي يرأس إحدى أكبر هيئات المتاحف في فرنسا ويقدم المشورة للحكومة السعودية بشأن الفن، في الفيلم الوثائقي: “السعوديون خائفون من هذا الجدل حول الأصالة… إنهم يخشون أن يقول الناس، في الداخل والخارج أن كل هذه الأموال أُنفقت على شيء ليس دافنشي “.

تم شراء اللوحة في البداية عام 2005 مقابل 1175 دولاراً فقط من قبل تاجر فنون من نيويورك وتم ترميمها في الولايات المتحدة، ثم صادق العديد من الخبراء البريطانيين على أن اللوحة هي من أعمال دافنشي المفقودة منذ فترة طويلة وتم تقديمها على هذا النحو في المعرض الوطني بلندن عام 2011 قبل بيعها إلى الأوليغارشية الروسية مقابل 127.5 مليون دولار بعد ذلك بعامين.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا