نقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية اعترافات أحد كبار زعماء الميليشيات في اليمن وابن شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح بأن قواته المدعومة من الإمارات تتمركز في جزيرة “ميون” حيث توجد قاعدة جوية قيد الإنشاء الآن.

 

تعليقات طارق صالح حول وجود قوات تابعة للإمارات في ممر بحري مهم تأتي في وقت أظهرت فيه بيانات تتبع السفن أن سفينتين على الأقل مملوكتين لإماراتيين سافرا إلى الجزيرة بعد صدور تقرير “أسوشيتد برس” أواخر الشهر الماضي عن البدء في بناء “قاعدة جوية سرية في جزيرة ميون الاستراتيجية عند مضيق باب المندب”.

 

لم ترد الإمارات العربية المتحدة على الطلبات المتكررة من الوكالة الأمريكية للتعليق على بناء القاعدة، ومع ذلك، اعترف التحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل في اليمن ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، في وقت لاحق، بوجود “معدات” في الجزيرة الواقعة في مضيق باب المندب.

 

لم تعلن أي دولة رسمياً علاقتها بالقاعدة، مع ذلك فإن حركة الشحن المرتبطة بمحاولة سابقة لبناء مدرج ضخم عبر الجزيرة التي يبلغ طولها 5.6 ​​كيلومتر (3.5 ميل) منذ سنوات طويلة تعود إلى الإمارات العربية المتحدة أيضاً.

 

وبحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية الإخبارية، التي نقلت حديث صالح لأول مرة، فإن صالح أقر بوجود قوات من ميليشيا المقاومة الوطنية التابعة له في جزيرة ميون، مضيفاً “دينا قوات تابعة لخفر السواحل اليمني … موجودة في جزيرة ميون.. يوجد أيضاً قوة صغيرة من قوات التحالف العربي في الجزيرة ممثلة بالقوات السعودية”، وأوضح “تم إنشاء المدرج لتوفير الدعم اللوجستي المستقبلي للقوات المشتركة على الساحل الغربي.”

 

صالح، مثل عمه الراحل، قاتل في البداية إلى جانب الحوثيين المدعومين من إيران قبل أن يغير موقفه في أواخر عام 2017 عندما قتل الحوثيون عمه علي عبد الله صالح.

 

قال جريجوري جونسن، المحلل في الشأن اليمني، إن صالح، المقيم الآن في مدينة المخا اليمنية، لديه ما يصل إلى 20 ألف جندي تحت إمرته، وبالتأكيد هذه القوات مدعومة من الإمارات حيث أخبر صالح مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في مايو/أيار الماضي أن ميليشياته عقدت “شراكة” مع الإمارات.

 

من ناحية أخرى، وصف تقرير لجنة من خبراء الأمم المتحدة هذا العام، نقلا عن حكومة اليمن المعترف بها دوليا، قوات صالح بأنها “مدعومة من الإمارات ولا يخضعون لهيئة الأركان العامة أو وزارة الدفاع”.

 

قال مسؤولون عسكريون من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً -شريطة عدم الكشف عن هويتهم- والتي يدعمها التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015، في وقت سابق لوكالة أسوشيتيد برس إن الإمارات تبني المدرج المُشار إليه، وهذا المدرج يمكنه استيعاب طائرات الهجوم والمراقبة والنقل.

 

ومنذ 1 يونيو/حزيران، سافرت سفينتان على الأقل ترفعان العلم الإماراتي إلى ميون، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي حللتها وكالة أسوشيوتد برس من موقع MarineTraffic.com، الأولى تُسمى “حوايا” والثانية “النعيم”.

 

كما قامت السفينتان برحلات إلى المخا وكذلك إلى المكلا، وهي مدينة في شرق اليمن مرتبطة بالحملة العسكرية الإماراتية في اليمن قبل انسحابها.

 

الجدير بالذكر أن “الحوايا” و”النعيم” تابعتان لشركة خالد فرج للشحن ومقرها أبوظبي، وهي شركة تابعة لشركة ليوا للخدمات البحرية.

 

وتقع جزيرة ميون، المعروفة أيضًا باسم جزيرة بريم، على بعد حوالي 3.5 كيلومتر (2 ميل) من الحافة الجنوبية الغربية لليمن. اعترفت القوى العالمية بالموقع الاستراتيجي للجزيرة منذ مئات السنين، خاصة مع افتتاح قناة السويس التي تربط البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا