العدسة- ياسين وجدي:

العشرات من الأفكار والمبادرات التي تدعم القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى ، تصاعدت خلال الساعات الأخيرة احتجاجا على ممارسات الإحتلال في المسجد الأقصى المبارك ، والتي بدأت الثلاثاء ولم تتوقف بعد.

“العدسة”رصد ما يقرب من  25 طريقة مقترحة من الهيئات والنشطاء لنصرة المسجد الأقصى ، يقف على قمتها طرد السفراء الصهاينة ومقاطعة المنتجات الصهيونية وتنظيم فاعليات غاضبة تصل للانتفاضة والتبرع والمقاطعة الاقتصادية وتخصيص خطب الجمعة والدروس للحديث عن القضية بجانب العديد من الفعاليات الأخرى.

5 فعاليات فلسطينية !

وفي الداخل الفلسطيني والأراضي المحتلة ، بادر العديد إلى إطلاق دعوات تضامن ومبادرات لحماية المسجد الأقصى المبارك.

في مقدمة الدعوات يأتي “الرباط “ من أجل التصدي لإقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى خاصة بعد فتح باب الرحمة ، وهو ما تركز عليه  الفصائل الفلسطينية تكرارا ومرارا ، و دعت مجموعات شبابية مقدسية الخميس 14 مارس للرباط في باحات المسجد، كما طالبت اللجان الشعبية للدفاع عن الأقصى، المؤسسات والهيئات المقدسية بالنفير العام وشد الرحال والرباط في الأقصى الجمعة 15 مارس.

وثمن كثيريون فكرة الرباط ، واعتبرت “الهيئة الخيرية” بالكويت الرباط فرصة لحماية “المسجد الأقصى”، وطالبت الجميع باستمرار الدعم حتى يستمر الرباط ، وقال الناشط  الفلسطيني أدهم أبو سلمية : ليس للأقصى اليوم بعد الله إلا رباط أهل القدس المكثف فيه وخاصة في مصلى باب الرحمة وحوله”.

ويأتي  التداعي لحضور الصلاة من أبزر الفعاليات التي تقيمها الحركات الفلسطينية لحماية المسجد الأقصى ، وقد تبنت حركة حماس في مدينة الخليل الفاعلية مؤخرا وطالبت الجماهير بمشاركة واسعة في تأدية صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي الشريف والمشاركة في الفعاليات الداعية لفتح شارع الشهداء على طول خط التماس، ويلجأ المصلون الفلسطينيون إلى استخدام التكبير أثناء فعاليات حضور الصلاة.

ولجأ الفلسطينيون في وقت سابق إلى عمليات الطعن للرد على التجاوزات الصهيونية ، وفي ديسمبر 2018 نفذ الشاب مجد مطير من قلنديا شمال القدس، عملية طعن في القدس ردا على الانتهاكات ضد المسجد الأقصى واستهداف المقدسيين والضفة الغربية.

المظاهرات الغاضبة حاضرة كذلك في الداخل الفلسطيني ، وهو ما تتبناه مسيرات العودة وكسر الحصار وظهر ذلك في فعاليتها بالجمعة الثامنة والأربعين للتضامن مع المسجد الأقصى وأطلقت عليها جمعة “الوفاء لشهداء الحرم الإبراهيمي”، بالتزامن مع احتجاجات في القدس على إغلاق شرطة الاحتلال مصلى “باب الرحمة”، داخل المسجد الأقصى.

وتعتبر مقاطعة المنتجات الصهيونية أحد الوسائل التي يلجأ الفلسطينيون إليها كذلك ، وبحسب منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، صلاح الخواجا، فإن المقاطعة تستطيع الحاق خسارة اقتصادية كبيرة بالاحتلال.

مبادرات في كل مكان !

وفي الخارج تتنوع مبادرات التضامن مع المسجد الأقصى قدرت بالعشرات رصدنا منها ما يقرب العشرين ، وسط اجراءات أمنية مشددة ضدها في الدول التي تتحالف أنظمتها الحالية مع الكيان الصهيوني وفي مقدمتها مصر والسعودية والامارات والبحرين الذين باتوا جزء بارز في مشروع التطبيع وفق مراقبين.

المبادرة الفردية كانت ملمح في التضامن وهو ما فعله الطيار الأردني “يوسف الهملان الدعجة” الذي تبرع بفرش مصلى باب الرحمة بالسجاد على نفقته الخاصة بعد أن قام في وقت سابق بإعلان مسار رحلته فوق فلسطين قائلا : “سنتجه نحو الأراضي الفلسطينية، ثم إلى الشمال من القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية” ورفض ذكر اسم الكيان.

الحملات الدولية تتعدد وفيها العديد من الوسائل المقترحة ، وبرزت حملة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  للتضامن مع المسجد الأقصى المبارك، ودعم المرابطين فيه ، التي طالب فيها أعضاء الاتحاد حول العالم منذ العام 2017 بتخصيص خطب الجمعة والدروس لدور المرابطين فيه، إضافة إلى تعريف العالم بما تقوم به سلطات الاحتلال من هدم لكافة معالمه الإسلامية وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، وفضح مخططات الاحتلال الرامية لتقسيم الأقصى وتهويده، وهو ما تكرر من الاتحاد في هذه الأيام منذ إغلاق المسجد الأقصى الثلاثاء الماضي .

وفي نفس السياق دعت الحملة الدولية “للأقصى رباطي” منذ تدشينها في العام 2017 إلى سلسلة من الفعاليات الميدانية والإعلامية الهادفة للتوعية بواقع القدس والمسجد الأقصى المبارك، وما يتعرضان له من انتهاكات صهيونية مستمرة ومنها : “عرض مجموعة من الفيديوهات والنشرات والصيغ الإخبارية والعروض المرئية التفصيلية وتصاميم الإنفوجراف التي تقدم للقراء المعلومات والأخبار حول المستجدات في الملف المقدسي”.

كما اقترحت الحملة نشر رسائل تضامنية بالصوت والصورة تدعو إلى تعزيز الرباط في الأقصى سجلتها لشخصيات أكاديمية وسياسية وبرلمانية ونقابية من حول العالم تتحدث عن أهمية الرباط، وشهادات حية أخرى سجلت لبعض المرابطين والمرابطات حول ما يتعرضون له من انتهاكات وإجراءات ، أما على الصعيد الميداني، تقترح الحملة تقديم محاضرات وندوات وورش عمل ومعارض تعرف المشاركين والزوار بقيمة الرباط في المسجد الأقصى وأهدافه ودوره في التصدي لإجراءات التهويد الصهيونية.

ومن بين الحملات التي نظمت مؤخرا الحملة العالمية لنصرة المرأة المقدسية تحت شعار “كلنا مريم”، والتي تستمر خلال مارس الجاري ، من خلال تنظيم فعاليات وتجمعات في العديد من المدن وعواصم العالم دعماً للمرأة الفلسطينية وخصوصاً المرأة المقدسية ومعاناتها وتعلقها بالمسجد الأقصى ، وصولا إلى إقامة مؤتمر دولي حول نصرة المرأة المقدسية في إبريل القادم.

وتركز الحملة على آليات عمل محددة، منها : “تنظيم المحاضرات التثقيفية، والفعاليات الشعبية والرسمية، والوقفات والاعتصامات والمسيرات الداعمة للمرأة الفلسطينية، ونشر العديد من المواد الإعلامية بما تحتويه من معلومات عن وضع المرأة المقدسية وتوثق الاعتداءات بحقها أثناء تضامنها مع المسجد الأقصى”.

المسار الحقوقي موجود في مشهد المبادرات ، واتخذ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان خطوة عملية قبل يومين حيث قدم شكوى عاجلة لمقرر الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي ضد السلطات الصهيونية بسبب إغلاقها المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين.

المظاهرات أحد الوسائل الرائجة دوليا ، وعادة يلجأ النشطاء حول العالم للتظاهر في عواصم ومدن عربية، احتجاجًا على الممارسات الصهيونية حيال المسجد الأقصى، ونصرة للمتظاهرين والمرابطين فيه رغم الاجراءات الأمنية المشددة في دول التطبيع مع الكيان الصهيوني، ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن يكون يوم الجمعة 15 مارس الجاري يوم غضب ونصرة للمسجد الأقصى المبارك، بحسب بيان له .

وتعتبر المقاطعة أحد الطرائق المعتمدة خارجيا ، وهو الحال في دولة ماليزيا ، التي أكد رئيس وزرائها مهاتير محمد ، رفض بلاده منح رياضيين صهاينة تأشيرة لدخول البلاد ، للمشاركة في بطولة دولية للسباحة البارالمبية 2019 في تحد للجنة الأولمبية الدولية ، فيما دعت منظمة العفو الدولية إلى وقف الأنشطة التجارية داخل المستوطنات أو بالتعاون معها، مؤكدة أهمية أن تتخذ الحكومات هذا الموقف إلزامياً من خلال تشريعات، وأن تُصدر قوانين تحظر استيراد منتجات المستوطنات.

ودعا نشطاء إلى طرد السفراء الصهاينة ،  احتجاجا على ممارسات الإحتلال في المسجد الأقصى المبارك ، ووصل الدعم بعد إطلاق وسم ” #طرد_السفير_الاسرائيلي ” قائمة المتداول في الأردن ، فيما طالب الكثير من رواد التواصل الاجتماعي باللجوء إلى الدعاء لنصرة المسجد الأقصى.